دعا المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (الفيدرالية الديمقراطية للشغل) بخنيفرة لوقفة احتجاجية تقرر تنظيمها أمام مقر عمالة الإقليم، في الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم الجمعة المقبل 21 فبراير 2014، تضامنا مع أزيد من 40 حارس أمن خاص بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي على صعيد الإقليم، تأخرت شركة «TARGET SERVICES» (تارجيت) في صرف أجورهم لمدة ثلاثة أشهر، حسب البيان النقابي الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. وفي هذا الإطار، عقد المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (ف. د. ش) بخنيفرة اجتماعا طارئا مع السكرتارية الإقليمية لحراس أمن المؤسسات التعليمية، حيث تمت دراسة مختلف الأوضاع التي تعاني منها هذه الفئة، ومن ذلك أساسا إحجام شركة «TARGET» عن صرف مستحقاتهم المالية لمدة ثلاثة أشهر. وفي ختام هذا اللقاء أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم بيانا أعلن فيه عن «استنكاره الشديد إزاء أسلوب التماطل الذي تنهجه الشركة المذكورة في صرف مستحقات حراس الأمن المشتغلين لديها»، وطالب السلطات الإقليمية، وعلى رأسها عامل الإقليم، بالتدخل الفوري والعاجل لتسوية هذا المشكل وضمان عدم تكراره مستقبلا. وصلة بالموضوع، استعرض عدد من حراس الأمن المعنيين بالأمر ل «الاتحاد الاشتراكي» الحالة المزرية التي آلت إليها وضعيتهم وظروفهم المعيشية جراء المماطلة والتسويف في صرف رواتبهم على هزالتها، ودعوا إلى مساندتهم ومؤازرتهم من أجل وفاء الشركة بالتزاماتها الأخلاقية تجاه مستخدميها، ودفعها لاحترام مقتضيات وبنود قانون الشغل، وذلك بعد استنفاد المتضررين لجميع الوسائل السلمية والانتظارية مع هذه الشركة. ويمكن لأي مراقب أن يتصور كيف ستكون عليه وضعية هذه الشريحة من المستخدمين الملتزمين أصلا بواجبات أسر متعددة الأفراد، أو متزوجين وآباء أطفال، ومحاصرين بقروض وكمبيالات وديون وإكراهات، وبصراعات من أجل تدبير القوت اليومي، بالأحرى مصاريف الدواء والفراش واللباس والكراء والماء والكهرباء ولوازم الدراسة والخدمات الأساسية والكماليات المختلفة، مع ما يعلمه الجميع طبعا بخصوص غلاء المعيشة والهشاشة والبطالة وغياب البديل، وما ينتج عن ذلك من تعقيدات ومشاكل عائلية ونفسية. ويبقى من حق حراس أمن المؤسسات التعليمية (ومنها نيابة التعليم نفسها) المطالبة بمن ينصحهم حول طريقة العيش من دون أجر لمدة ثلاثة أشهر؟ وهل للحالة من أوصاف أخرى غير التجويع والتشريد؟ علما بأن عملهم أو «بطالتهم المقنعة» تعتبر المورد الرئيسي لصراعهم من أجل البقاء، ولسان غضبهم يكرر عبارة «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق» التي هي من صميم الأمثال الشعبية ببلادنا، ويمكن الحديث عن الحيف الذي يلحق بغالبيتهم جراء مظاهر الاستغلال في «أعمال» مهينة وحاطة بالكرامة الإنسانية، ومن حق أفراد (السيكيريتي) التخوف الجماعي من استمرار حرمانهم من أجورهم في المستقبل.