أقر الوزير الأول البلجيكي إليو دي روبو، يوم الاثنين ببروكسيل، بمساهمة أفراد الجالية المغربية في ازدهار بلاده . وقال دي روبو خلال إعطاء انطلاقة الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للهجرة المغربية نحو بلجيكا « باسم بلجيكا والحكومة الفدرالية، أؤكد للبلجيكيين المنحدرين من الهجرة المغربية اعتراف بلدي وتشكراته الخالصة لهم «. وأضاف أن جانبا من ازدهار بلجيكا تم تحقيقه بفضل آلاف العمال القادمين من المغرب « الذين سخروا سواعدهم وقوتهم لخدمة المقاولات البلجيكية بالأوراش كما بالمناجم والمصانع «، مساهمين بذلك في بناء بلجيكا الحالية. وتابع الوزير الأول البلجيكي أن « بلجيكا فخورة بمساهماتهم وتقدر عاليا تضحياتهم وظروفهم الصعبة وخاصة البعد عن الأهل وكراهية الأجانب والعنصرية «. وحرص دي روبو بمناسبة ذكرى مرور نصف قرن على الهجرة المغربية نحو بلجيكا التي اعتبرها « لحظة ذات دلالات قوية «، على بعث رسالة تفاؤل وصداقة لكل البلجيكيين المنحدرين من الهجرة ، وحثهم على مواصلة العمل وتجاوز « الصعوبات والعراقيل والتمييز الذي يطالهم بفضاءات العمل والسكن ، وكذا معاناتهم جراء العنصرية والاحتقار الذي يواجهونه» ، مؤكدا في هذا السياق أن «بلجيكا توفر إمكانيات النجاح ، وأن الأمثلة في هذا الصدد كثيرة وواضحة سواء تعلق الأمر بالمجال الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي أو بعالم المقاولات». وبعد أن شدد على أن بلجيكا بحاجة لكل مواطنيها وأن الهويات المتعددة تترتب عنها مؤهلات وفرص كبرى ، قال الوزير الأول البلجيكي إن بلاده «هي مزيج سعيد بكل مكوناته «. وللإشارة ، فإن تخليد الذكرى الخمسين للهجرة المغربية صوب بلجيكا ، المنظم من قبل فدرالية والونيا - بروكسيل ، يتمحور حول عدة أنشطة ذات طابع فني واحتفالي .ويتعلق الأمر بأنشطة تهم المسرح والرقص والموسيقى والأدب والسمعي البصري والغناء والكوميديا والفن التشكيلي وأخرى ذات طابع تنشيطي ، وذلك بغرض استحضار محطات من حياة هؤلاء الرجال والنساء المنحدرين من الهجرة، إضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بالتفكير حول «العيش المشترك « بمجتمع بلجيكي متمازج ، والتي سيناقشها مفكرون وسياسيون وفنانون وكتاب وسينمائيون .