تحتضن بلجيكا في الفترة ما بين 9 أكتوبر و31 يناير 2013 الموسم الثقافي «دابا المغرب» الذي يحتفي بغنى الإبداع الفني المغربي المعاصر٬ ويساهم في تطوير علاقات التواصل بين الفنانين. وتم الكشف عن برنامج هذه التظاهرة الكبرى يوم الاثنين الماضي ببروكسيل خلال ندوة صحفية بحضور وزيرة الثقافة لفدرالية والونيا-بروكسيل فضيلة لعنان٬ وسفير المغرب في بلجيكا ولوكسمبورغ سمير الدهر والمدير العام للمكتبة الوطنية إدريس خروز٬ منسق البرنامج. ويندرج هذا الحدث الذي تشرف على تنظيمه فدرالية والونيا –بروكسيل بتعاون مع العديد من الشركاء والقطاعات الوزارية المغربية، في إطار التعاون بين والونيا – بروكسيل والمغرب٬ وعلى الأخص في إطار برنامج «حوارات وحداثات». وتهدف هذه التظاهرة إلى تسليط الضوء على الحداثة الثقافية والفنية في المغرب من خلال الإنصات إلى الإبداعات الصاعدة خصوصا ما يتعلق بالممارسات «المستقلة والمواطنة» وكذا الإبداع الفني والثقافي للبلجيكيين المنحدرين من أصول مغربية. ويقترح المنظمون زهاء 60 مادة ثقافية بمشاركة 150 فنانا. وانصب الاهتمام على تخصصات كلاسيكية من قبيل الأدب والموسيقى والسينما٬ دون إغفال التعبيرات الحديثة من قبيل الرقص العصري. وأوضحت فضيلة لعنان أن هذا الحدث «الكبير» يعد «مشروعا رائدا» لبرنامج يمتد على ثلاثة سنوات 2012/2014 بين فدرالية والونيا - بروكسيل والمغرب٬ منوهة بمستوى التعاون بين بلجيكا والمغرب. وقالت إنه رغم أن مشروع «دابا ماروك» تم إعداده في فترة سابقة ٬ فإنه يأتي في ظرفية ملائمة في سياق التحولات والدينامية التي يعرفها البلد٬ مشيدة على الخصوص ب»الحيوية الفنية» و»الزخم الثقافي» الذي يعرفه المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس. واعتبر سمير الدهر أن اختيار المغرب يؤكد متانة روابط الصداقة بين المملكة المغربية وبلجيكا. وقال إن هذا الحدث يعكس مغربا متعددا في تنوعه وغناه مبرزا السياق الذي تنعقد في إطاره هذه التظاهرة خصوصا ما يتعلق بالإصلاحات التي قامت بها المملكة وكذا الانخراط الفعلي للشعب المغربي وشبابه في مسلسل الدمقرطة والتحديث. ومن جانبه أبرز خروز الطابع «الجاد» و»الثقافي» و«السياسي» لهذا المشروع. وقال خروز إن الثقافة تشكل قاطرة أساسية٬ مضيفا أن المغرب يتوفر على «ثقافة حية» و«واعدة» في جميع الميادين سواء في المسرح أو الكتابة أو الرقص أو الموسيقى. وأوضح أن «دابا المغرب» تعد «مرآة» لمواطني مقاطعة والونيا-بروكسيل٬ وكذا مغاربة بلجيكا ٬ حيث أنه «بالرغم من الجهود المبذولة من قبل الطرفين٬ فإنه ما تزال هناك طابوهات وأحكام مسبقة يتعين تجاوزها». وأضاف «إننا مجتمع عربي ومسلم ويهودي وأمازيغي يحمل ثقافة متعددة وغنية٬ وهذا هو ما سيتم إبرازه وتثمينه». ومن المقرر أن يشارك في هذا الموسم الثقافي الذي ستحتضنه العديد من الفضاءات ببروكسيل ووالونيا وفلاندريا العديد من الشباب المبدعين والفنانين المغاربة الواعدين من شعراء وكتاب وموسيقيين.