بعد حوالي أسبوعين من التحريات المكثفة، أعلنت الشرطة القضائية بخنيفرة عن اهتدائها لأفراد العصابة التي سطت على مستودع مركز الحليب (سنطرال) بالمدينة، واستولت به على أزيد من 30 مليون سنتيم، حيث تم اعتقال رجلين وامرأة، بينهم حارس المستودع الذي يكون قد خطط مع أفراد العصابة لتنفيذ العملية، بينما يوجد متورط آخر في حالة فرار. ولم تحصل جريدتنا على ما يمكن من التفاصيل اللازمة نظرا لطابع السرية الذي تضعه الشرطة على مجريات التحقيق، وعدم تسريب المعطيات إلى وسائل الإعلام، إلى حين الانتهاء من الكشف عن كامل خيوط الملف. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر مقربة من المحققين أن التحقيقات التي قامت بها الشرطة ساعدت في كشف غموض «عملية مستودع الحليب» من خلال الوصول إلى المشتبه بهم وراء هذه العملية، وجلهم من منطقة مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، مؤكدة ذات المصادر أن حارس هذا المستودع يكون قد اتفق مع أفراد العصابة على سرقة خزنة أموال المستودع، والادعاء أن مجهولين نفذوا العملية، حيث كان حارس المستودع قد صرح، حسب مصادر متطابقة، بأنه تعرض، ليلة الأحد /الاثنين 2/ 3 فبراير 2014، إلى هجوم مباغت من قبل ثلاثة أشخاص ملثمين، عمدوا إلى تكبيله قبل توجههم للخزنة الحديدية التي قاموا بفتحها وسرقة ما بها من أموال، وغادروا المكان نحو وجهة مجهولة تحت جنح الظلام، علما بأن هذا المستودع يقع بنقطة منعزلة بين «تاعبيت» و»تيزين الصلصال» على طريق منتجع أروكو. وصلة بالموضوع، أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن عناصر من الشرطة القضائية بخنيفرة، كانت قد انتقلت لمولاي بوعزة وتوجهت لبيت خليلة العنصر الفار، حيث عثرت به على حوالي 19 مليون سنتيم، وهي مخبأة بحقيبة ظهرية وسط جدار سور ومغطاة بالإسمنت. ولم يفت مصادرنا القول إن العنصر الهارب له من خليلته رضيعة في شهرها الأول، وقد تم اعتقالها أيضا في إطار التحقيقات الجارية، قبل إحالة الجميع على أنظار القضاء، ذلك دون أن تستبعد مصادرنا احتمال وجود عناصر أخرى لها علاقة بالموقوفين. وتجدر الإشارة إلى أن عملية السطو على «مستودع حليب سنطرال» بخنيفرة، كانت قد جاءت مباشرة، بعد ساعات قليلة، من عملية مماثلة تعرض لها مستودع ذات الشركة بميدلت، واكتفت مصادر من المحققين بعدم وجود علاقة بين العمليتين، إلا أن ذات المصادر عادت فأكدت انكبابها على ملف القضية لغاية فك رموزه المحيرة، مع التذكير بأن هذه السرقة تأتي بعد أيام قليلة من عملية السطو المثير على أزيد من 200 مليون من وكالة القرض الفلاحي بخنيفرة، وتشير مصالح الشرطة بخصوصها إلى أن التحقيقات جارية على قدم وساق من أجل الكشف عن غموض هذه العملية. وموازاة مع «ملف عملية مستودع حليب سنطرال»، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» خبر تمكن الشرطة القضائية بخنيفرة من تفكيك عصابة خطيرة يتزعمها عنصر من مريرت متورط في عدة قضايا تجمع بين جرائم الاغتصاب والاختطاف والسرقة والنصب والاحتيال والتهديد، وجل ضحاياه من النساء بخنيفرة ومناطق مختلفة غيرها، وقد تمت إحالته، رفقة عنصرين آخرين، على غرفة الجنايات بمكناس.