شيعت الرباط ظهر يوم أمس في جو جنائزي مهيب وبحضور رسمي وشعبي، الراحل الكبير السي محمد جسوس إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالرباط، حيث حضر الكتاب الأولون للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية السابقون: الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، الأستاذ محمد اليازغي، الأستاذ عبد الواحد الراضي وأعضاء المكتب السياسي للحزب، باستثناء الغائبين في مهام خارج الوطن، وأعضاء اللجنة الادارية ومسؤولون من كافة الأقاليم والجهات والقطاعات. كما حضر قادة الأحزاب السياسية ورموز الحركة الوطنية والثقافية ورجال التعليم والطلبة. وقد شارك في تشييع الجنازة المستشار الملكي عبد اللطيف المنوني، كما حضر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ومحمد باها ونبيل بن عبد الله ولحسن حداد ومحمد أوزين. فضلا عن المناضل الفذ محمد بن اسعيد أيت إيدر ومولاي اسماعيل العلوي والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري. وقد أبت قيادات اليسار، وعلى رأسهم عبد الرحمن بنعمرو، نبيلة منيب، إلا أن تكون حاضرة في جنازة الراحل الكبير، فضلا عن حضور قيادات نقابية، وعلى رأسها عبد الرحمن العزوزي. ولوحظ حضور لقياديين من جماعة العدل والإحسان، يتقدمهم فتح الله أرسلان وحسن بناجح. وشاركت في جنازة الراحل شخصيات وطنية وحقوقية ومثقفون من أجيال مختلفة وممثلون عن الجمعيات المدنية وأساتذة جامعيون وطلبة وباحثون ومواطنون من مشارب مختلفة جاؤوا للمشاركة في وداع الراحل.. كما حضر عدد من الفنانين والفنانات. وقد ألقى الأستاذ عبد الواحد الراضي الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كلمة تأبينية مؤثرة، حيث ذكر بعدد من مناقب الفقيد الذي وصفه بالرجل العالم الذي نفع الناس بعلمه والوطن، وكان جندياً ملتزماً في الدفاع عن القضايا الوطنية في الخارج والداخل، وكذلك عُرف الراحل بدفاعه عن القضية الفلسطينية وقضايا النساء والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأشار الراضي إلى أن الراحل دفع ضريبة النضال، إذ تمت مضايقته في عدد من المرات وتم تنقيله من الرباط إلى فاس، تأديباً له على مواقفه الواضحة التي تنتصر للقيم الوطنية وتضع في صلبها المواطن المغربي، كما تطرق إلى دور الراحل كأستاذ جامعي ربى أجيالا من الطلاب على منهجية علمية نادرة وكان يجعل من بيته فضاء آخر مفتوحاً في وجه الطلاب من أجل تلقينهم العلم والسوسيولوجيا، كما تطرق إلى دور الراحل كمناضل طاف المغرب شرقاً وغرباً، شمالا وجنوباً من أجل التواصل مع المناضلين والمناضلات والمواطنين والمواطنات دفاعاً عن برنامج الاتحاد الاشتراكي ودفاعاً عن القيم التي كان من المؤسسين لها، حيث وضع بصمته في التقرير الإيديولوجي لسنة 1975 ولعب دوراً أساسياً في كافة محطات الاتحاد. كما أن تجربته في الجماعة الحضرية للرباط مكنته من الانفتاح على قضايا المواطنين وعمل القرب وكان يجد في الدراسات والأبحاث من أجل النهوض بقضايا الساكنة الرباطية. وختم الراضي بالقول: «كن مطمئناً أخانا محمد جسوس، فنحن نودعك ونحن واثقون بأنك ستبقى في ذاكرة الاتحاد وذاكرة المغاربة إلى الأبد، وسنصون تراثك ونحافظ عليه». وكان فتح الله ولعلو قد ألقى ببيت الراحل كلمة تأبينية مؤثرة، قال في ختامها: «ها أنت تبتعد عن الدنيا وعنا وأنت كبير، والتاريخ لاينسى الكبار، خاصة تاريخ الفكر والمعرفة. كثير هم الذين افتقدوك، المغرب والمغاربة، الاتحاديون بكل أجيالهم، الوطنيون الديمقراطيون، الفنانون، الجامعيون، الطلاب، شرفاء هذا البلد من النساء والرجال». ننشر في عدد غد ربورطاج مصور عن الجنازة ونص الكلمة التأبينية