حمل مجموعة من السكان على نعش الأموات سيدة نفساء حديثة الولادة من دوار أيت عبي التابع للجماعة القروية تيلوكيت بإقليم أزيلال في محاولة لإسعافها من خطر إصابتها ليلة الخميس الأخير بنزيف دموي حاد. الوجهة كانت هي سيارة الإسعاف القادمة من جماعة زاوية أحنصال بنفس الإقليم ، و التي تعذر عليها الوصول إلى مسكن السيدة النفساء المدعوة بردي تودة بسبب الثلوج الكثيرة التي تساقطت على المنطقة و غطت المسالك و قطعت الطرق . وصل الموكب إلى مكان توقف سيارة الإسعاف صباح يوم الجمعة بعد أن قطع مسافة طويلة وسط طبيعة مكسوة بالبياض و حرارة منعدمة حيث يسجل المحرار درجات منخفضة تحت الصفر. سيارة الإسعاف اضطرت بدورها بعد حملها للنفساء إلى التوجه نحو المستشفى الجهوي لبني ملال بعد قطع رحلة دامت أكثر من 15 ساعة عبر مسالك وعرة بمنطقة أيت امحمد المتوغلة في تخوم جبال الأطلس الكبير على ارتفاع يفوق 2500 متر ، و في جو قارس نزلت درجة حرارته إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر . وصل الإسعاف إلى وجهته و تمكن الإطباء من إغاثة تودة بتلقيها العلاجات الضرورية بالمستشفى. يوم الأربعاء من نفس الأسبوع تمكن كذلك رجال الإنقاذ من نجدة سيدة حامل في حالة مخاض تبلغ من العمر 20 سنة ، تم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى بمدينة مراكش على متن مروحية تابعة للوحدة المتنقلة للإسعاف و الإنعاش . و قد تمت عملية الإنقاذ بتنسيق مع مصالح المديرية الجهوية للصحة بجهة تادلة أزيلال و المندوبية الإقليمية للصحة بأزيلال و السلطات المحلية و سرية الدرك الملكي . قتمكن طاقم المروحية من نقل السيدة الحامل من دوار ترسال إسكاد التابع لتراب الجماعة القروية تبانت على بعد 80 كيلومترا من مدينة أزيلال ، و المعروفة بتضاريسها القاسية عبر مسالك و طرق جبلية وعرة مغطاة بالثلوج التي وصل علوها في بعض المناطق إلى مترين . كما أن السلطات الصحية بعثت قبل وصول المروحية لجنة مكونة من طبيب و ممرضة و قائد المنطقة مصحوبين بدركي إلى مسكن الحامل مستعملين الدواب لإجتياز المسالك الصعبة المستعصية على العربات بهدف تقديم الإسعافات الأولية للحامل بتنسيق بواسطة الهاتف النقال مع الطبيبة المختصة في التوليد المقيمة بمستشفى أزيلال و نقلها بواسطة مروحية تابعة لمركز وحدة المساعدة الطبية بمراكش متوجهة نحو المستشقى الجامعي لنفس المدينة ، حيث كللت عملية الإنقاذ بالنجاح و أدخلت الحامل إلى مصلحة الإنعاش لتلقيها العلاجات اللازمة . و غير بعيد عن هذه المناطق و بالجهة الشرقية لإقليم أزيلال باتجاه قمم أيت عبدي الشامخة ، و بالضبط بدوار رزكان بزاوية أحنصال يضطر سكان هذه المنطقة المعزولة تماما بسبب تراكم الثلوج التي تساقطت على المنطقة لمدة 9 أيام متتالية نهارا و ليلا, لتوجيه نداءات استغاثة بواسطة الهاتف النقال يلتمسون تدخل الجهات المعنية لفك حصار الثلوج على منطقتهم التي بلغ علوها متران و نصف المتر، أدت إلى قطع جميع الطرق المؤدية من الدوار إلى أيت حديدو بإقليم الراشدية ، و إلى زاوية أحنصال ، و إلى أنركي. فتعذر على السكان الوصول إلى السوق لإقتناء المواد الغذائية و كذا قنينات الغاز و شراء الأدوية للمرضى أو الحصول على خشب التدفئة و لو بأثمان مرتفعة . و قد عرف الدوار وفاة زوجين بسبب المرض و البرد القارس حيث شيع سكان الدوار جثمان المرحوم موحى شباكو يوم السبت فاتح فبراير الجاري ثم جنازة زوجته تودة نايت حساين يومين بعد ذلك. حصار ثلجي كبير يعيشه سكان منطقة أزيلال و بني ملال أدى إلى عزلة تامة خلفت لحد الآن ضحايا سواء في الأرواح أو الممتلكات, حيث عرفت المنطقة كذلك نفوق العديد من رؤوس الماشية التي تعتبر مصدر رزق غالبية السكان. و رغم المجهودات التي تقوم بها السلطات المعنية فإن مردودية التدخلات تبقى دون المطلوب بالنظر إلى شساعة المنطقة و وعورة تضاريسها التي استعصت كذلك على هيئات المجتمع المدني التي كانت تقدم في السابق مساعدات و خدمات كبيرة للسكان.