لقيت سيدة، قدرت مصادر الجريدة أن تكون في الأربعينات من عمرها ،حتفها، والتي عثر عليها جثة هامدة صباح يوم السبت 25 يناير الفارط، بأحد أركان ساحة حميدو الوطني بتراب حي لاجيروند بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء. الضحية كانت تكسب قوت يومها ببيع السجائر بالتقسيط وحراسة بعض السيارات التي تركن بالمنطقة بين الفينة والأخرى، وذلك منذ سنوات عدة، وتبيت في ذات الساحة ليلا، مفترشة الأرض وملتحفة السماء، مستعينة بقطع «الكارطون» لتقي بها جسمها من قساوة البرد، التي ميزت أجواء العاصمة الاقتصادية خلال الأيام القليلة الفارطة والتي عرفت هطول أمطار الخير، شأنها في ذلك شأن كل أرجاء البلاد. حضور المشردين والمشردات من الجنسين ومن مختلف الأعمار مستمر على مستوى العاصمة الاقتصادية بعدد من المناطق والأحياء، وذلك رغم الحملات المبرمجة من أجل نقل من لا مأوى لهم إلى دار الخير تيط مليل، من أجل تفادي حوادث من هذا القبيل، كما هو الحال بالنسبة لسلطات الفداء مرس السلطان التي مددت عمل وحدات المساعدة الاجتماعية، ليشمل الفترة الليلية التي تعرف نزوج المشردين إلى أماكن مبيتهم في الشارع العام، حيث تمكنت بالفعل خلال الأسابيع الفارطة من تجميع أعداد مهمة من المشردين، عكس مناطق أخرى يقتصر عمل هاته الوحدات على النهار فقط دون الليل، علما بأن فعاليتها وجدواها لن تكون إلا خلال الفترة الليلية، الأمر الذي يستوجب القيام بحملات منظمة ومعقلنة غايتها تجميع من لا مأوى لهم من شوارع وأزقة الدارالبيضاء من أجل إنقاذهم، لا أن تكون مجرد حملات شكلية تجوب من خلالها هاته الوحدات الشوارع، مستهلكة البنزين في أغراض أخرى لا صلة لها بالأهداف التي لأجلها استحدثت!