وصل عدد السوريون الذين تم ترحيلهم إلى التراب المغربي عبر الشريط الحدودي الفاصل ين المغرب والجزائر عند النقطة الحدودية «لقنافدة» من زوال يوم الأحد إلى صباح الاثنين 27 يناير 2014 إلى 49 سوريا، 40 منهم عبروا الحدود عند منتصف نهار يوم الأحد 26 يناير، بينهم 23 طفلا وثمانية نساء وتسعة رجال، فيما وجدت دورية للدرك الملكي عند منتصف الليل 8 سوريين بمنطقة اولاد حمدون (400 كلم جنوب المركز الحدودي «زوج بغال») كانوا يحاولون التسلل إلى مدينة وجدة ضمنهم 3 أطفال وامرأتين، كما وجد شخص آخر صباح الاثنين على الساعة العاشرة صباحا متسللا إلى التراب الوطني قادما من الجزائر. وقد تكلفت القوات العمومية، ليلة الأحد الماضي، بنصب خيمتين بمنطقة «لقنافدة» لإيواء المهاجرين السوريين الذين وصلوا التراب المغربي في حالة مزرية، ووفرت لهم مصالح ولاية الجهة الشرقية كافة الحاجيات الضرورية لقضاء ليلتهم في مأمن من قساوة الشتاء. كما تكلفت جمعية «الوفاء للتنمية الاجتماعية»، في إطار عملها الإنساني، بإطعامهم وتوفير العلاجات الضرورية لهم. وقد عاينت «الاتحاد الاشتراكي» مساء الاثنين 27 يناير 2014 انتفاض هؤلاء المهاجرين بنسائهم ورجالهم وأطفالهم «ارحمونا» من الترحيل إلى الجزائر، لأن سلطات الأخيرة ستقوم بإعادتهم إلى سوريا «ليذبحهم النظام» -حسب تعبيرهم- وأطلق الصغار صراخا مدويا مرددين «اقتلونا ولا ترجعونا، بدنا نعيش بالمغرب»، فيما شبه أحد المهاجرين النظام الجزائري بالنظام السوري مرددا «لن نرجع للجزائر نحن دخلنا المغرب ونموت في المغرب...». هذا، وبالرغم من رصد كاميرا المراقبة الخاصة بالقوات المسلحة الملكية المكلفة بحراسة الشريط الحدودي، عنصرين من حرس الحدود الجزائري بالزي العسكري وآخر بزي مدني يرافقون المهاجرين السوريين إلى غاية وصولهم إلى الأراضي المغربية بعد زوال يوم الأحد ?حسب ما أكدته مصادر جد مطلعة- إلا أن هؤلاء المرحلين نفوا في تصريحاتهم أن تكون السلطات الجزائرية قد قامت بترحيلهم نحو التراب المغربي، مؤكدين أنهم فضلوا اللجوء للمغرب لما سمعوه من الذين سبقوهم عن «كرم وحسن ضيافة وطيبة الشعب المغربي»... وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أفادت صبيحة بصراوي رئيسة جمعية «الوفاء للتنمية الاجتماعية» بالجهة الشرقية، أنها، وبمساعدة جمعيات صديقة وعدد من المحسنين، يحاولون قدر المستطاع التخفيف من معاناة الأشقاء السوريين ويقدمون لهم الدعم النفسي إلى جانب المأوى والمأكل والعلاج. وكانت نفس الجمعية قد استقبلت يوم الثلاثاء 21 يناير 2014، 27 سوريا تم ترحيلهم من طرف السلطات الجزائرية نحو التراب الوطني، عبر النقطة الحدودية التي تبعد ب600 متر عن المركز الحدودي «زوج بغال»، وكان من ضمنهم رضيعا ذو 40 يوما و11 طفلا و10 نساء وقد تكلفت الجمعية بإيوائهم وإطعامهم وتوفير العلاجات الضرورية لهم.