مكتب مراكش: محمد المبارك البومسهولي الدعوة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي, من أجل إعداد إستراتيجية منسجمة لمواجهة التحديات الأمنية بالعديد من مناطق القارة الإفريقية, وخاصة ما يتعلق بتهديد الإرهاب بمنطقة الساحل والصحراء. من أهم الاشياء التي خرج بها المشاركون في الدورة الخامسة لمنتدى مراكش للأمن ,التي انعقدت يومي الجمعة والسبت الماضيين, وأكدوا على ان الوضع بمناطق «الهشاشة» بإفريقيا - الساحل جنوب الصحراء وشمال إفريقيا وشرق وغرب ووسط إفريقيا- جد معقد ومتأزم, مما يجعلها مرتعا خصبا لنشاط المنظمات الإرهابية بسبب الفراغ الأمني.. وقد اكد الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، التزام ملك المغرب بتحقيق السلام والأمن بإفريقيا, مبرزا أن الديبلوماسية المغربية جعلت من اهم اولوياتها قضية الأمن والاستقرار بالقارة السمراء.. مؤكدا أن المغرب متفائل بمؤهلات افريقيا فيما يتعلق بالاندماج الاقليمي وقدرتها على أن تشكل قطبا جيو-استراتيجيا هاما رغم وجود نقط ضعف فيما يتعلق بالاندماج الإقليمي، و دعا بوريطة إلى تبني مقاربة شمولية ومتشاور بشأنها من أجل مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود.وتتطلب هذه المقاربة تعزيز دور المنظمات الإقليمية على المستوى الإفريقي، من قبيل تجمع دول الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وكذا اتحاد المغرب العربي الذي لا يزال لم يضطلع بدوره. وقال إن هناك ضرورة ملحة للتنسيق والتعاون بين مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين من أجل التوصل إلى إستراتيجية منسجمة للتصدي للتحديات الأمنية المتعددة وتحقيق الأمن. أما الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي بمنطقة الساحل، السيد ميشال ريفييراند دو مونتون، فقد تحدث عن تعقد الوضع الأمني بمنطقة الساحل والصحراء، وانتشار الإرهاب العابر للحدود والذي شمل أيضا منطقة المغرب العربي والفضاء الأوروبي. محذرا من أن شبح الإرهاب يخيم بقوة على هذه الرقعة الجغرافية الواسعة التي تشهد وضعا أمنيا غير مستقر، ودعا المسؤول الاروبي إلى إرساء تعاون دولي ناجع من أجل تجاوز النقائص والشتات الذي يطال الفاعلين, مستدلا بما حدث خلال أزمة مالي. ودعا ايضا الى ضرورة تسطير أجندة خاصة بالمخاطر بدل معالجة هذه الأزمات، مشددا على أهمية التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي، من اجل القدرة على تدبير الوضعيات المتأزمة والمعقدة والقيام بعمل احترازي مسبق.. وأكد المشاركون في هذه الدورة على ضرورة إرساء تعاون دولي فعال من أجل وضع هندسة إقليمية جديدة للسلام والأمن بإفريقيا, مبرزين ان بناء هذه الهندسة الجديدة للسلام يجب ان يكون بشكل جماعي من قبل دول الشمال، مع إشراك دول الساحل والصحراء في هذا الجهد.موضحين أن الاندماج الإقليمي يمكن أن يكون ضامنا لتحقيق الأمن الإقليمي، وإن التجارة بين البلدان الإفريقية وباقي مناطق العالم تشكل عاملا أساسيا من شأنه المساعدة على رفع التحديات التي تواجهها القارة السمراء، مع التأكيد الدور الرئيسي للتعليم، وأهمية التصدي للأصول الاجتماعية للإرهاب. وأوضح المشاركون بأنه من الضروري اعتماد مقاربة أكثر شمولية وإعطاء الأولية لتطوير السياسات الاجتماعية لأن المقاربة العسكرية ليست الحل لمواجهة انعدام الأمن وتنامي الإرهاب ببلدان الساحل والصحراء، مؤكدين على أهمية الطابع الاستعجالي لبناء سلام إقليمي فعال مدعوم من قبل أروبا, خصوصا أن استقرار أوربا متوقف على الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء .. يذكر أن هذا المنتدى، المنظم من قبل المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، بتنسيق مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية حول موضوع «الفراغ الأمني وتوسع مناطق الهشاشة في شمال إفريقيا والساحل والصحراء»، عرف مشاركة العديد من المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين، إلى جانب خبراء وممثلي منظمات دولية من مختلف البقع وقد ناقش هذا اللقاء محاور رئيسية من بينها «التحولات والاختلالات الأمنية في شمال إفريقيا» و»تعقيدات الأزمات، وتضاعف الفاعلين وتحول التهديدات عبر الوطنية والمتماثلة في الساحل وشرق إفريقيا» و»هشاشة وتعقد السياقات الأمنية الجديدة في غرب إفريقيا» و»ارتفاع مستوى مناطق النزاع في إفريقيا الوسطى وفي خليج غينيا» كما تناول «النزاعات الترابية والهشاشة الأمنية» و»الفراغ الأمني والملاجئ الجديدة للإرهاب الدولي» و»تأثير الحرب في سوريا على البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ..