أكد المشاركون في الدورة الخامسة لمنتدى مراكش للأمن، اليوم السبت، على ضرورة إرساء تعاون دولي فعال من أجل وضع هندسة إقليمية جديدة للسلام والأمن بإفريقيا. وشدد هؤلاء خلال جلسة حول موضوع "من أجل هندسة إقليمية جديدة للأمن والسلام الجماعي"، على إعداد هذه الهندسة الجديدة للسلام بشكل جماعي من قبل دول الشمال، مع إشراك دول الساحل والصحراء في هذا الجهد. واعتبرت رئيسة مرصد البحار الأسود والمتوسط والخليج (فرنسا) السيدة إيلين فاسيلينا، أن المقاربة العسكرية ليست الحل لمواجهة انعدام الأمن وتنامي الإرهاب ببلدان الساحل والصحراء، مضيفة أنه من الضروري اعتماد مقاربة أكثر شمولية وإعطاء الأولية لتطوير السياسات الاجتماعية. وقالت إن الاندماج الإقليمي يمكن أن يكون ضامنا لتحقيق الأمن الإقليمي، وإن التجارة بين البلدان الإفريقية وباقي مناطق العالم تشكل عاملا أساسيا من شأنه المساعدة على رفع التحديات التي تواجهها القارة السمراء، مبرزة الدور الرئيسي للتعليم، وأهمية التصدي للأصول الاجتماعية للإرهاب. من جهته، أكد السفير الخاص لإسبانيا بالساحل السيد أنطونيو سانشيز غارسبار، أن التطورات التي شهدتها مالي السنة الماضية أظهرت هشاشة مجمل منطقة الساحل والصحراء، منبها إلى أنه من "المهم جدا" استلهام الدروس والعبر من هذه الأزمة المتعددة الأبعاد من أجل مواجهة التحديات العابرة للحدود. وقال إن هذه الأزمة "أبانت عن محدودية الحلول الدولية للمشاكل الإفريقية" ملاحظا أهمية الطابع الاستعجالي لبناء سلام إقليمي فعال مدعوم من قبل الأفارقة". وأبرز أهمية الانتقال من دينامية قصيرة المدى إلى أخرى على المدى الطويل أكثر استراتيجية وشمولية. وفي هذا الصدد، نوه الدبلوماسي الإسباني بمبادرة جلالة الملك محمد السادس القاضية بتكوين 500 إمام مالي بالمغرب. من جانبه، أوضح مستشار الرئيس الزمبابوي السابق السيد كينيت دافيد كوندا، أن استقرار أوربا يتوقف على الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء التي تشهد دينامية وتتسم بطابع معقد، مسجلا ضرورة اعتماد هندسة جديدة للسلام تتبناها المؤسسات السياسية بإفريقيا. وقال إن إفريقيا تتوفر على مؤهلات هامة من أجل إرساء وتطوير هندسة أمنية، داعيا إلى القيام بعمل اجتماعي ومواجهة أسباب الإرهاب، وكذا وضع سياسات أمنية ترتكز على التقليل من هشاشة الدول. ويشارك في هذا المنتدى، المنظم من قبل المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، على مدى يومين، حول موضوع "الفراغ الأمني وتوسع مناطق الهشاشة في شمال إفريقيا والساحل والصحراء"، العديد من المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين، إل جانب خبراء وممثلي منظمات دولية. ويعد هذا المنتدى المنظم بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات ا لاستراتيجية تحت الرعاية الملكية السامية، فضاء فريدا للنقاش والتحليل وتبادل الخبرات حول الأمن في إفريقيا. ويتناول المشاركون في هذا اللقاء مواضيع رئيسية من بينها "التحولات والاختلالات الأمنية في شمال إفريقيا" و"تعقيدات الأزمات، وتضاعف الفاعلين وتحول التهديدات عبر الوطنية والمتماثلة في الساحل وشرق إفريقيا" و"هشاشة وتعقد السياقات الأمنية الجديدة في غرب إفريقيا" و"ارتفاع مستوى مناطق النزاع في إفريقيا الوسطى وفي خليج غينيا". ويشكل هذا اللقاء أيضا مناسبة لمناقشة "النزاعات الترابية والهشاشة الأمنية" و"الفراغ الأمني والملاجئ الجديدة للإرهاب الدولي" و"تأثير الحرب في سوريا على البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".