رئيس الحكومة مطوق بحبكم, يسعى لخيركم ،دعوه يشتغل لا تشوشوا عليه ، فحين يزيد بضعة سنتيمات أو حتى دراهم في في سعر مادة غذائية مما تستهلكونه يوميا ،فهو يريد تذكيركم بحبه لكم ، فإن لم يزد فقد يتسلل الضجر لقلوبكم وتنسوا حبه .... و الزيادة في سن التقاعد حتى تبقوا أطول مدة ممكنة في كنف الحبيب بنكيران ، ويسعد لبقائكم بجانبه مهللين مصفقين لقراراته .... هو لا يشك في تعلقكم الوثيق به ،يستطيع استنادا لهذا الحب أن يقتطع من أجركم إن غضبتم يوما وأضربتم عن العمل، لا حساب بين الحبيب والمحبوب. فلا تسيئوا الظن في رجل يحبكم فرفع ثمن المحروقات, كان فقط يعرض ركن مركباتكم ولا تتحركوا بها بعيدا عن عينه التي أنتم قرتها .... بنكيران معه ابتدأ حب الحكومة للشعب ،فانتبهوا للمشوشين التماسيح الذين قد يعكرون صفو هذا الغرام ،وإياكم أن ترفعوا بصركم نيشان في وجه الحبيب بنكيران ،ساعتها أنتم فاسدون للعروة الصلبة بين الأحبة ، طأطئوا رؤوسكم وامتثلوا .... ولا يغرنكم أحد بالخروج للشارع لتطالبوا بحق مهضوم,فبنكيران الحبيب يخاف عليكم من نزلة برد أو تحرش منحرف ،الزموا بيوتكم وانتظروا رسائله عبر التلفزيون ليعبر بالفم الملآن عن تعلقه بكم ... وسيخبركم أن مجيئه أخرجكم من دار المفسدين الذين جثموا على صدوركم ،وأهملوا حقوقكم في الحب وجعلوكم تخرجون للشوارع ، وأطلقوا العنان للترقية وبضعة زيادات في الأجور، بل شجعوكم على التقاعد في الستين بمبلغ مالي يستر الحال ، والحب لا تحلى نسائمه إلا بعد الستين ... والحبيب بنكيران يرتقي بالحب إلى درك أعلى حين ينبهكم أن مطالب الدنيا زائلة لا تشغلوا أنفسكم بها ، وانشغلوا بدينكم الذي سينفعكم يوم القيامة وسينوب الحبيب بنكيران عنكم ويتجشم التعب والأرق لأجل مصالحكم في الدنيا . حبيبكم بنكيران بحبكم حبا عذريا لا شك في ذلك ،فلا مجال للماديات المفسدات لنبل حب بن عذرة ، عيب أن نطلب زيادة في الأجر أو ترقية أو توفير أطباء وممرضين، أو مسالك طرقية ،أو الانشغال بخزعبلات مهربي المال ... تلك ماديات تفسد رابطة الحب بينكم وبين الحبيب. لذلك احذروا من يعارضون حبيبكم ،فهم يريدون إشغالكم بتفاهات الدنيا التي لا قيمة لها كارتفاع المديونية والزيادة في ثمن البصل وارتفاع تكلفة السكن وصغائر أخرى لا ترقى إلى ما يشغل حبيبنا رئيس حكومتنا ،حبكم أرقى من سكن لائق ،وأفضل من حياة زائلة ، فما جدوى الازدحام والتهافت على المستشفيات ؟ أوليس من الحب ما قتل .