دعا مشاركون في لقاء نظم بالرباط حول "التراث الأركيولوجي بالصحراء"، إلى الحفاظ على الفنون الصخرية وتثمينها لتصبح رافدا من روافد التنمية الاجتماعية والاقتصادية بجنوب المغرب. واعتبروا ، خلال هذا اللقاء ، المنظم في إطار الأيام العلمية والثقافية ل" مركز الدراسات الصحراوية" بالرباط ، أن الحفاظ على هذه الفنون الصخرية من الضياع والتخريب الذي يطالها بفعل عوامل الطبيعية ومختلف الأنشطة البشرية ، يتم بالخصوص من خلال توثيق هذا التراث الغني والتعريف به والتحسيس بأهميته وإدراجه ضمن الدورة الاجتماعية والاقتصادية المحلية. وشددوا على أهمية توجيه هذه الفنون الصخرية، التي تشمل نقوشا ورسوما تتواجد أساسا بجنوب وجنوب شرق البلاد ، نحو أنشطة السياحة الثقافية والبحث العلمي في شقه الأركيولوجي ، بشكل يساهم في الدفع بعجلة التنمية المحلية ، والكشف عن معطيات علمية تتعلق بالتاريخ الاجتماعي للمناطق التي تتواجد بها هذه الفنون. واعتبر السيد مصطفى النامي، الباحث في الآثار ورئيس مصلحة التراث اللامادي في وزارة الثقافة ، أن الحفاظ على هذا الموروث الهام هو بالأساس مسؤولية يتحملها الجميع بدءا من الإدارة والمؤسسات وصولا إلى المواطن، مشيرا في هذا السياق إلى أهمية البحث الأركيولوجي الميداني الذي تقوم به طواقم علمية مغربية للوقوف على حالة هذه الفنون وتعميق البحث بشأنها ، فضلا عن عملية تحسيس الساكنة بضرورة الانخراط في عملية الحفاظ على هذه الفنون ومنها نقوش ورسومات يعود بعضها إلى آلاف السنين. وقال إن هذه الفنون تشمل أساسا نقوشا ورسوما تصور حيوانات أو خطوطا أو كتابات ، على الأحجار، وهذا يعكس طريقة فريدة في استغلال الفضاء الجغرافي . وفي سياق متصل حدد المتحدث بعض التقنيات والأساليب العلمية المعتمدة في حصر ودراسة وتطور هذه الفنون الصخرية ، والتي تعتمد في جانب منها على التصوير الرقمي ، وتدقيق النقوش والرسومات ، ونقل بعض المواد والمجسمات لإخضاعها للدراسة العلمية بمختبرات . ومن جهتها دعت السيدة عائشة أرجع الأستاذة الباحثة بمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث ، وعضو الجمعية المغربية للفن الصخري ، إلى العمل على التوثيق الدقيق لهذا التراث الأركيولوجي بغرض إخضاعه للدراسة العلمية ، وضمان عدم ضياعه لكونه يشكل ذاكرة جماعية وخزانا علميا فريدا. وقالت إنها شاركت في بعثة عملية قامت مؤخرا بعمل ميداني بمنطقة أوسرد ، التي تتوفر على مخزون هام من الفنون الصخرية ، وهو ما مكنها من الوقوف على حالة هذه الفنون ، التي تضر بها عوامل الطبيعية من رياح وشمس وأمطار ، فضلا عن بعض الأنشطة البشرية غير المسؤولة. وتابعت أن عمل هذه البعثة، الذي يندرج ضمن أنشطة الجمعية المغربية للفن الصخري ، توج بمشروع برنامج يوجد قيد الإعداد بتعاون مع عمالة أوسرد ، ويتعلق بتوثيق هذه الفنون بغرض حصرها بشكل دقيق . و.م.ع