إن العالم « العربي « تخييل لا أحد يعرف من كتبه، متى ولماذا. إنه بالفعل حالة شاذة عن الكل الإسلامي على عدة مستويات. 1 - هوية تمحو أخريات إن الشعوب المشكلة للعالم المسمى «عربي« هي شعوب غزتها الجيوش العربية خلال نشر الإسلام، شعوب عانقت هوية غُزاتها بشكل كلي. لقد أخذت عنهم تلك الشعوب، في البداية، ديانتهم ( لكن ليس كلهم، لأن بعضهم حافظ على ديانته، وثنية أو يهودية أو مسيحية )، لغتهم ( كلغة طقوسية ولغة ساحات فقط، وأحيانا الأبجدية لا غير )، كما أخذوا عنهم بعض عاداتهم، ثم اضطلعوا بسرعة بتاريخهم وجعلوا منه مصدر هوية جديدة؛ وكما تُرمى الملابس القديمة قاموا برمي هوياتهم الخاصة بهم، لغاتهم، تقاليدهم، تاريخهم المعروف منذ آلاف السنين وارتدوا بكل افتخار الزي الجديد و البهي: الهوية العربية. في تلك المرحلة، كان العالم « العربي « الحديث الميلاد يعتز بالامتياز الإلهي بكونه أعطى ميلاد النبي محمد، الذي اصطفاه الله لنقل القرآن إلى البشرية. إنها حالة فريدة في سجل الغزوات طيلة تاريخ البشرية، وإذا لم نخطئ فلا وجود لمثال انصهار كلي من هذا القبيل، إلى رجة اختفاء الذات. في جميع جهات العالم، من موريتانيا إلى العراق، مرورا بمصر، سوريا، اليمن، كانت شعوب تلك المناطق تصرح بعروبتها وتصر على نقاء أصلها العربي. لا جدوى من التذكير بأنه كان هناك وجود قبل ذلك، بأن تلك الشعوب كانت تنتمي إلى إمبراطوريات قوية وإلى حضارات قديمة متألقة، أنهم هم أنفسهم أسسوا إمبراطوريات وحضارات ووضعوا تصور ديانات بارزة، لم يحصل شيء من كل ذلك، فهم يعلنون أنهم عرب ويتنكرون لماضيهم ولأصولهم. فمن يُحدثهم عن ذلك، يُنظر إليه بتعال وباحتقار، إذا كان منهم يتم التعامل معه باعتباره مرتدا، وإذا كان غريبا يتهم بالجهل، بالعنصرية المناهضة للعرب، ويُطرد. والحالة الدامغة أكثر، هي حالة مصر، حيث كان المصريون يشاهدون يوميا مآثر العالم الرائعة، التي تشهد على حضارة قديمة ومتألقة، إلا أنه لا أحد يقول بأنه سليل شعب أنتج حضارة، كلهم يصرحون أنهم عرب، قدموا من شبه الجزيرة العربية. ونحن نتساءل: أين ذهب مصريو مصر العتيقة. ربما يكمن السبب في التالي: إعلان الانتماء لشعب عربي، أن يقول الإنسان بأنه عربي، كان يعني، في فترة انتشار الإسلام المجيدة، الانتماء إلى النخبة، إلى مُلك، إلى المَجمع الأول لمسلمي العالم الأوائل. وحتى في يومنا هذا، وفي كل البلدان « العربية «، هناك أشخاص، قبائل وجهات بكاملها تزعم أنها سليلة الرسول، سليلة صحابته، قبيلته، قبيلة جنيرال عربي قاد فرسانه المزهوين إلى فتح إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط. في بلدان المغرب « العربي «، يُضفون على أنفسهم صفة « الشرفاء «المجيدة، يتحدرون عن النبي مباشرة. وفي المشرق، يحملون صفة « الأشراف «، يتحدرون عن نبلاء السلالات العريقة للأمويين، العباسيين و العلويين. إننا نعود إلى الكتاب القوي التوثيق لبيرنار لويس، « الهويات المتعددة للشرق الأوسط « ( منشورات ويفيندل ونيكولسون، لندن، 1999). ونكتشف فيه ماهية الهوية العربية، في تلك المنطقة المعقدة من العالم، إلا أنها معروفة فقط من خلال نماذج مثالية ليست مقنعة إلى حد كبير، تخفي شعوبا مختلفة، هويات متعددة، لغات، ثقافات، رؤيات للعالم. ففي الجزائر، نجد عالما متعدد الهويات، قبايلي، شاوي، توارغ، بامبارا، شلوح، كونوكَلي، مرابطين، إلخ، تختبئ تحت الهوية العربية، المسماة قومية عربية إسلامية. لكن، كذلك هو تاريخ الشعوب التي حكمتها أنظمة سلالية استبدادية، إنهم يبتكرون هوية وطنية ترتكز على الإثنية المهيمنة والتي تُجبر الشعوب الأخرى على الانخراط فيها مع احتمال اختزالها لهم (الاتحاد السوفياتي، الصين، يوغوسلافيا سابقا، إلخ ). كما نقرأ باهتمام كتاب جان « بول أودوس « إسحاق هونري شامبيون، 2012 ، المخصص لإسحاق دو لابيريير، الديبلوماسي الفرنسي، رجل القانون والمثقف الدقيق، الذي أثار ضجة في فترته بنشره لكتاب، اختفى بشكل غريب منذ ذلك التاريخ، بأمر من الفاتيكان دون شك، عنوانه:Pre Adamitac ، يتحدث فيه عن أمر بسيط، عن أمر بديهي بالنسبة لنا، أن آدم لم يكن أول كائن بشري كما تدعي ذلك التوراة، بل هو فقط أب اليهود، أن الوثنيين، الظرفاء، كانوا موجودين قبله وأنهم أقاموا حضارات قديمة جدا بعضها كان متألقا، عالِما ومزدهرا. طورد إسحاق لا بيريير، أُعتقل وكاد يواجه مصيرا مهلكا. إن ما قبل الآدميين، هكذا يسمى الذين اعتقدوا بوجود بشرية قبل آدم، أبقوا على قناعته في إطار السرية لمدة طويلة. وقبل ذلك بنصف قرن، تم، بلا قيد ولا شرط، إحراق الإيطالي جيوردانو برينو لأنه قال بأن الإنسان قريب القرد. في أيامنا هذه، و في العديد من مناطق العالم « العربي «، فإن القول بأن الشعوب « العربية « كانت موجودة قبل الإسلام وإن الشعوب العربية أقامت حضارات متألقة ( بابل، أور، النومنديين ، مصر العتيقة )، يعني أنه يُوجه قدحا إلى الإسلام يستحق العقاب أو انتقادات عنيفة على الأقل. فبالنسبة لهم، كانت تلك الشعوب الوثنية كائنات بدائية، مخلوقات الظلمات والجاهلية، تخضع لمراقبة إبليس، وقد اختفوا قبل الإسلام وعوضهم العرب الذين انتقاهم الله. المدهش أكثر أن الغربيين أنفسهم انخرطوا في هذا التخييل لعالم « عربي « يُعمره العرب. أثناء الاستعمارات فقط، اكتشفوا أن الشعوب التي تُدعى « عربية « كانت في الحقيقة فسيفساء شعوب شديدة الاختلاف وأن لفظ « عربي « الذي يحددون به تلك الشعوب، كما تُحدد به هي نفسها ذاتها، يحيل على لفظ آخر، على واسم هوياتي قوي جدا، لفظ « مسلم «. في البداية، حين كان الإسلام منحصرا في شبه الجزيرة العربية وحدها، كان لفظ « عربي « و « مسلم « مترادفان، وانتهى بهما الأمر إلى الذوبان الواحد في الآخر، طوال المرحلة التي قاد فيها العرب أنفسهم الفتوحات. وحين فقدوا الزعامة وتكلفت بالفتح شعوب أخرى، المغوليون، العثمانيون والفرس، لم يتكرر المزيج، إلا أن اللبس كان قد تم وترسخ بالنسبة للبلدان التي فتحها العرب أساسا. يصعب، بل يستحيل، أن نتوقف دائما عند تحديد واحد، بذلك نواصل الإشارة إلى الهنود الأمريكيين باللفظ العرقي «هنود«، علما بأننا نعرف، منذ انطلاق استعمار أمريكا، بأن القارة التي اكتشفها كريستوف كولومب لم تكن هي جزر الهند. تظل حالة « العرب « غريبة جدا إلى درجة أن الفاتحين العرب لم يفرضوا أبدا على أي كان الذوبان فيهم، ما عدا في الميدان الديني. إضافة إلى ذلك، وفي جميع الجهات، فإن الشعوب التي فتحت الجيوش العربية بلدانها واعتنقت الإسلام ظلت هي نفسها. فالفرس، الأتراك، الأكراد، المغوليون، الهنود، الأفارقة، الصينيون، الروس، الاندونيسيون، الفيليبينيون، والماليزيون، أخذوا عن الفاتحين العرب ديانتهم، شيئا من لغتهم لمتطلبات الصلاة، شيئا من عاداتهم، لكنهم لم يكفوا أبدا على أن يكونوا هم أنفسهم؛ بل بالعكس، كانوا مزهوين بأصولهم وبماضيهم، لم يكن انخراطهم أبدا خضوعا للعرب، بل مجرد اهتداء للإسلام. بل إنهم أزاحوا العرب من نشر الإسلام وحكم العالم الإسلامي الذي كان بصدد التشكل. مطلع القرن العشرين فقط، وبينما كانوا تحت السيطرة الاستعمارية الأوروبية، ظهرت في البلدان المسماة عربية المبادرات الأولى لتحصيل الهويات الأولى، الأمازيغية والإفريقية في إفريقيا الشمالية، السورية والمصرية والعراقية في الشرق الأوسط. قد يكون ذلك نتاج قومية حديثة الميلاد في العالم « العربي « الذي كان يُبدي صده واستبداده للسماح بتعبير آخر غير الهوية العربية التي مجدها الإسلام، أي مخلوقات الاستعمار لكي تخدم سياساته « فرق تسد «، « تنازل لكي تستغل «، « أمح لكي تُماثل «. في الجزائر، ولدوافع يطول تفسيرها هنا، تمكنت الحركة الوطنية الداعية إلى الاستقلال التي ظهرت بين الحربين العالميتين، في وقت مبكر من التأصل في القبايل، المنطقة الأمازيغية المتمردة والمزهوة. بالمقابل، في صفوف الأحزاب الوطنية، تمكن الأمازيغيون من الظهور كأغلبية مهيمنة إلى حد ما. وخطيرة مع مرور الوقت لأن القبايليين كان بإمكانهم الظهور، بعد الاستقلال، كعامل تقسيم للوحدة الوطنية. بذلك، ظهر انفساخ عرب / أمازيغيون الذي ظل كامنا حتى ذلك الوقت، وأفضى إلى صراعات أخوية، خرساء أحيانا وعنيفة أحيانا أخرى. وقد ظلت أول أزمة مفتوحة، شهدتها سنة 1949، حاضرة في الذاكرات تحت اسم « المؤامرة الأمازيغية الميول «، حسب التعبير الذي يستخدمه المعربون. كانت هناك عملية تطهير في الهيئات المسيرة للحركة الوطنية، تم إبعاد القبايليين من القيادة أو تجاوزهم المعربون. لقد عانت الحركة الوطنية، منذ ذلك الوقت، كثيرا من ذلك الانفساخ، الذي ازدادت خطورته بشكل ملحوظ بعد الاستقلال، فقائد الثورة، خلال حرب التحرير، عبان رمضان، تم اغتياله من طرف نظرائه، ليس بسبب إبدائه ضعفا أمام أي شيء كان، بل لمجرد أنه قبايلي وأنه كان يتطلع إلى جزائر مستقلة، تعددية، حديثة، ديمقراطية واجتماعية. والتحالف المقدس الذي تمت إقامته خلال حرب التحرير ( 1954، 1962 )، لمواجهة العدو تمكن من البقاء. لقد خيم الحذر وكانت التوترات تتصاعد، والأزمات تزداد خطورة. سنة 1980، حدثت مظاهرات أمازيغية ضخمة، وتم قمعها بقسوة. لقد أثارت تلك المظاهرات، المعروفة باسم « الربيع الأمازيغي « قطيعة بين العرب و الأمازيغيين بدت وكأنها نهائية. سنة 2001، حدثت مظاهرات جديدة، كان لها طابع عصياني، تم قمعها هي الأخرى بقسوة، وخلفت مائة وثالثة وعشرين قتيلا وآلاف الجرحى. إلا أنها تمكنت على الأقل من تحصيل نتيجة أولى، هزيلة لكنها دالة: تم الاعتراف باللغة الامازيغية كلغة وطنية. بعد قرابة الأربعين سنة من المنع، منذ الحصول على الاستقلال، أصبح مرخصا للأمازيغيين بتكلم لغتهم. سنة 2011، ازدادت الوضعية خطورة، أصبح الانفساخ راديكاليا. تم خلق حركة من أجل استقلالية القبايل و، بعد ذلك بوقت قصير، تشكلت حكومة من القبايليين المنفيين ترأسها المغني القبايلي الملتزم فرحات مهني. كان معظم وزراء تلك الحكومة يقيمون بألمانيا وانطلاقا منها كانت لهم حركة ديبلوماسية نشيطة في أوروبا كلها. هناك حركات مماثلة تدعو إلى الاستقلالية أو إلى الانفصال في كل البلدان التي تنعت « عربية «؛ وهي حركات سلمية عموما، لأن وراءها مثقفين وديمقراطيين، يطالبون بحقوق مدنية بسيطة، الاعتراف بثقافتهم، بلغتهم، بديانتهم عند اللزوم، وهم يعلمون أن العمل العنيف سيترتب عنه قمع شرس من طرف النظام المركزي، ستؤيده الأنظمة « العربية « الأخرى وتدعمه دون أدنى شك، بما أن الديمقراطيات الغربية لن تتحرك بالضرورة، طالما أن الصراعات الداخلية للبلدان العربية كانت تبدو دائما غير مفهومة. عاش المغرب، مرات عدة، أزمات عرقية خطيرة، من بينها الحرب التي تسمى حرب الريف ( 1921، 1926 ) التي قادت سنة 1922 انشقاق الريف وخلق الجمهورية المتحدة لقبائل الريف. ما بين 1957 و 1959، ووجهت ثورة جديدة بالمنطقة الأمازيغية، بقمع شرس وأخضعها الملك الحسن الثاني طيلة سنوات للحصار ولإدارة عسكرية أتلفت اقتصادها لمدة طويلة. في كل مكان بالعالم العربي تتحرك قوة نابذة تخلقها انفساخات هوياتية بين مختلف المجموعات، بعضها يرغب في التحرر من الهوية العربية الساحقة والعيش في ظل هويته، البعض الآخر يرغب في استئصال الهويات المتمردة التي تشكل خطورة على الهوية العربية، على الإسلام وعلى وحدة البلاد. تولد هذه التوترات حول التربية، اللغات، توزيع الثروات، بلوغ الحكم، الاستقلالية الجهوية، لأن هناك بالطبع أهدافا سياسية خلف المطالب الهوياتية. علاوة على الاعتراف الكلي والتام بالأمازيغية في الجزائر، تطالب الحركة من أجل استقلالية القبايل، بالديمقراطية وباللائكية كأساسين للبلاد وبتوزيع عادل للثروات الوطنية. في مصر، يعمل الأقباط في نفس اتجاه الحركة من أجل استقلالية القبايل الجزائرية، إلا أنه منذ « الربيع العربي « سنة 2011، وحلول الإسلاميين بالحكم، تغير معهم مجرى التاريخ، أكثر من مائة ألف فروا باتجاه أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، والحركة في اتساع متواصل شهرا بعد شهر. كل ذلك، يثبت أنه ينبغي النظر إلى « الربيع العربي « عن قرب، فهو أيضا ثورة هوياتية ضد هيمنة العروبة التي أصبحت خانقة. 2 - هوية وحيدة للانقسام أكثر رغم تصريحها بالانتماء لهوية عربية وحيدة ووحيدة، فإن الشعوب التي تُدعى « عربية « لم تتمكن من الذوبان في شعب واحد وتشكيل دولة وحيدة. لقد حاولوا إلا أنهم فشلوا باستمرار واصطدموا فيما بينهم دائما. والإسلام نفسه، الذي يتمسكون به بشكل قوي، لم ينجح في توحيدهم. والمؤرخ الكبير، الفيلسوف والديبلوماسي ابن خلدون ( 1332 - 1406 )، الذي يعتبر رائد السوسيولوجيا الحديثة، ترك كلمة قاسية في حق العرب : « اتفق العرب أن لا يتفقوا أبدا «. ونقدم، (...) ، مقتطفا من كتابه الذائع الصيت، الذي يحمل عنوان « المقدمة «، الذي يعرض فيه وصفا لأخلاق عرب تلك الحقبة. إن طابعه العنصري صادم بالفعل، وينبغي أن يُقرأ بموضعته في سياقه، إلا أن الوثيقة بالغة الأهمية ما جعلها تُستخدم في العديد من البلدان التي تُدعى « عربية « لإدانة ديكتاتورية العروبة. كما أننا نرى لماذا يُدرس ابن خلدون كثيرا في الغرب لفهم المجتمعات العربية والمغاربية، ولماذا ظل نصه محجوبا في بلدان المغرب العربي. يمكن أن نضيف الخرجة الغريبة لمصطفى كمال أتاتورك، مؤسس جمهورية تركيا ورئيسها الأول، في حق النبي محمد والمسلمين. إن مثل تلك التصريحات، لو صدرت اليوم عن رئيس دولة، حتى لو كان رئيس أقوى دولة في العالم، ستتمخض عنها على الفور قطيعة ديبلوماسية، بل حرب. إلا أنها تفيدنا على الأقل أنه كانت، ولا تزال، في العالم الإسلامي إرادات قوية للتحرر بالنظر إلى الدين. « منذ أزيد من خمسمائة سنة، فإن قواعد ونظريات شيخ مسن، والتأويلات المغالية لأجيال من الكهنة القذرين والجاهلين، قد ركزت، في تركيا، كل تفاصيل القانون المدني والجنائي. لقد سطرت شكل الدستور، أبسط أفعال وتحركات حياة كل مواطن، طعامه، ساعات نومه وساعات يقظته، تفصيل ملابسه، ما يتعلمه في المدرسة، عاداته وتقاليده وأفكاره الأكثر حميمية حتى. والإسلام، ذلك اللاهوت العبثي لبدوي لا أخلاقي، جثة عفنة تسمم حيواتنا «. إن المجتمعات « العربية « أقل وحدة، اليوم ، من أي وقت مضى، لأن قوى متضادة جديدة تتحرك بداخلها، منذ انطلاق « الربيع العربي «، وهي قوى تنضاف إلى الانفساخات الهوياتية القديمة، كنتائج لمعطى جديد، صعود النزعة الإسلامية: البعض يطالب بحكم الإسلام والشريعة تبعا للنموذج الأفغاني، البعض الآخر يريد الديمقراطية واللائكية تبعا للنموذج الغربي. إن المطروح اليوم هو كون « الربيع العربي « يعمل لإعادة تركيب العالم « العربي « ليس على أسس الإسلام والعروبة، بل على أسس النزعة الإسلامية المتطرفة ما فوق الوطنية والدولانية، ولا يزال الوقت مبكرا لكشف حركة الأقطاب التقنية التي تعمل في الأعماق، بما أن النزعة الإسلامية المتطرفة توطدت في كل مكان وخلقت الإحساس بنتائجها في مجموع البلدان حيث حققت كتلة أصبحت حرجة. إن ( إعادة ) الأسلمة المتسرعة للبلدان « العربية « تبعا لنظرات الإسلاميين، العولمة التي تهيمن على العالم من جهة و، من جهة أخرى، يقظة النزعات العرقية القديمة التي كنا نعتقد أنها انطفأت وتهيج تحفظات المزدرعات التي تصب أحيانا في الفولكلور لكي تتميز أكثر، وتسائل التراتبيات والقيم التي حكمت العالم حتى اليوم ( الغرب، اقتصاد السوق، حقوق الإنسان )، ستخلق وضعيات غير مسبوقة. والسؤال هو: هل سنتبع، كأفراد وكمجتمعات، تلك التطورات وننخرط فيها، أم أننا سنرفضها ويكون علينا أن نعاني منها أو أن نقاومها؟ إنه السؤال الذي يطرحه عدد كبير من الناس. أما بالنسبة للعالم « العربي «، فقد دخل مرحلة حيث يُطرح السؤال بإلحاح في الحياة اليومية. ما العمل؟ القبول بما قررته الأغلبية أو المضي عكسه وأن نقترح عليه ( نفرض عليه ) دربا جديدا، بعيدا جدا عنه، درب الديمقراطية واللائكية، وذلك في عالم لم يعرف سوى علاقات القوتين العسكرية والاقتصادية؟ 3 - تطور بطيء ورغبات جامحة إن الشعوب « العربية « هي التي تشكو، في العالم، التأخر الكبير في تطورها. كل اقتراحات الحداثة على جميع المستويات (فلسفية، سياسية، علمية، ثقافية ) قوبلت بالرفض أو تم قبولها بارتياب لأن الأنظمة الحاكمة في تلك البلدان، الأنظمة التي تواصل تطبيق نفس الممنوعات الثابتة، اجترار نفس التطلعات القديمة، تخصيص نفس الائتمان لشروحات التقاليد، العيش في الماضي، الماضي الذي أُضفيت عليه صفة الأسطورة، التقديس والمسمر إلى الأبد. لا شيء ينبغي أن يتغير في محيطهم الجديد وتأويلاته التي ترج التقنيات وتحول الدرب الإسلامي عن اتجاهه. بالنسبة لأهداب واسعة جدا من المجتمعات « العربية «، فإن الكون الذهني هو كون أزمنة الإسلام الأولى، ومن هنا السهولة التي يعتمدها الخطاب الإسلامي في النهل منها. إنه خطاب مطَمئن، يقول لهم بأن العالم لن يتغير، أن كل ابتعاد سيتعرض للعقاب. لذلك، فإن الهوة القائمة بين القواعد الشعبية والنخب المنفتحة على العالم، والتي أدمجت الحداثة في عقليتها، لا تتوقف عن الاتساع، جاعلة الحوار مستحيلا وبالتالي كل إمكانية لتحيين الإسلام في الزمن الحاضر. مما يجعل هذا التأخر غير مفهوم أكثر، كون العرب لعبوا دورا أساسيا في الثورة التي دشنت عبور إنسانية الأزمنة العتيقة نحو الأزمنة الحديثة. بترجمتهم لليونان، الذين أثروا فكرهم باكتشافاتهم الخاصة، وبنشرهم تلك المعرفة في العالم، أعطوا انطلاقة صيرورة وضعت العالم، أوروبا أولا، على سكة تطور لم يتوقف أبدا. وبينما كانوا يسلمون الأوروبيين المشعل، الذي تسلموه بشغف، فإن العالم « العربي « ، كما لو أنه أصابه ذعر مفاجئ أمام إغراءات المستقبل ولا يقينياته، توقف تطوره، خلق في الواقع شروط سقوطه، بل شروط اختفائه. لأن من يتوقف يموت. وكان اشتاين يقول: « الحياة تشبه دراجة هوائية، ينبغي التقدم لعدم فقدان التوازن «. يصرح البعض بأن ما أنقذ العالم « العربي « من ذلك المخرج القاتل هو الاستعمار (العثماني وبعده الأوروبي )، الذي جاء لإخراجه من فتوره ومن التدهور الذي انغلق فيه. ويرى البعض عكس ذلك، أن يقظة الإسلام، التي انطلقت في آسيا على يد علماء دينيين أمثال جمال الدين الأفغاني، الذي يُعتبر مؤسس الحداثة الإسلامية، الذي خلفه « عرب «، المصري محمد عبده، الحقوقي والمفتي الشهير، هي [ اليقظة ] التي يدين لها العالم « العربي « باستئنافه مسيرته، ويعزو آخرون تجدده النسبي إلى الرياح الثورية التي نفثتها الأنوار على العالم (الثورة الفرنسية 1789، الثورة الأمريكية انطلاقا من 1763، عهد ميجي في اليابان ما بين 1868 و 1912، الثورة الروسية 1917، إلخ )، والتي أصابت العالم « العربي « مطلع القرن العشرين. تلك الانتفاضة التي لم تدم طويلا، مكنته على الأقل من التحرر من الاستعمار والحصول على الاستقلال. ويمكن القول بأن التأثيرا ت الثلاث انضافت إلى بعضها البعض لخلق تلك الصدمة المنقذة. إن الأسباب عديدة وقابلة للنقاش ( الاستعمار، الحروب الاستعمارية، الحربين العالميتين، النظام العالمي الجائر، الديكتاتورية، الفقر، إلخ )، إلا أن الواقع قائم؛ فالمواطنون « العرب «، رغم حصولهم على الاستقلال، يعيشون حالة تأخر كبير. باستثناء العائلات الإقطاعية المحافظة في العمق والتي تدور في فلك الأنظمة الحاكمة، وتعيش بذخا صارخا وكثير الجلبة يوفره الاستئتار، انعدام الوطنية وانعدام الثقافة، فإن الشعوب « العربية « تغرق في مظاهر البؤس الأكثر سوادا. في العديد من المناطق، تعيش الشعوب كما عاش أسلافها في العصر الوسيط، بينما تتوفر بلدانهم على ثروات ضخمة (المحروقات، الشمس، التراث السياحي )، وتوجد في موقع جغرافي مفيد جدا في ملتقى أوروبا وإفريقيا وآسيا، وأن لها بحكم تاريخها روابط مع شعوب المناطق كلها. لقد كانوا ناقلي حضارات، انغلقوا على العالم. إلا أن حالة التخلف التي تغلق الآفاق، لا تمنع المجتمعات « العربية « من تغذية رغبات وطموحات غير معتدلة ومتلفة، نادرا ما تهتم بتقدم ورفاهية مواطنيها. إن حكام العرب يتبعون الطموحات العسكرية والكمالية. ما يترتب عنه الحرمان والتدهور، لأن تمويل تلك المشاريع يتم على حساب الشعوب. وذلك ما يفعله الإسلاميون بعد وصولهم إلى سدة الحكم. يسطر النظام الإسلامي لإيران مشاريع نووية ضخمة لا تفيد الشعب الإيراني شيئا، بالعكس، تأخذ منه كل شيء وتجعله يعيش تحت تهديد حرب ثقيلة. 4 - صوت التشدد ووطنية الترهات في العالم « العربي «، تطورت الطقوس الأكثر محافظة والأكثر حَرفية للإسلام: السنية في طقوسها الأكثر تزمتا، الأكثر صلابة، المالكية والحنبلية، اللذين تم اختيارهما كطقوس رسمية للأنظمة « العربية «. والمؤكد أنهما أخصبا الثقافة الوطنية ووجّها العقول. و يتم النظر إلى الصلابة، الصورية، رفض التفاوض والتسوية باعتبارها قيما رجولية وهي إيجابية بالتحديد؛ أما المرونة ، البراغماتية والتركيب، فهي قيم سلبية، خاصة بالنساء. إنها نظرة للعالم تؤكد هيمنة الرجل على المرأة، تتضمنها الديانات التوحيدية الثلاث، إلا أنها متهيجة هنا بفعل تشدد الطقوس المعمول بها في العالم « العربي « والوطنية الحديدية التي تغذيها الحروب الإسرائيلية ? العربية. في السياق الذي كان هو سياق العالم « العربي « تحت الهيمنة الاستعمارية الغربية والمسيحية، كان التشدد الديني مسهبا، كان الإسلام وقاء، ملاذا لمقاومة تحكم الثقافة الأوروبية وتحمل بؤس إدارة المستعمَرين وظلم الاستعمار. خلال حرب الجزائر، كانت جبهة التحرير الوطني تشن الحرب على الاستعمار، إلا أنها لم تكن تنسى مضاعفة الممنوعات على الشعب، كما فعل الطالبان حين ممارستهم الحكم في أفغانستان، كانوا يمنعون الجزائريين من شرب الخمر، من التدخين، من مضغ التبغ، من الذهاب إلى المقهى، السينما، الملعب، الشاطئ، من الاحتفال، لعب الدومينو، قراءة الجرائد، اللباس على الطريقة الأوروبية. واللائحة تطول كلما طالت الحرب. وكان المخالفون يتلقون عقابا قاسيا، كانوا يُجلدون أو تبتر أنوفهم وشفاههم. تواصل اتباع ذلك بعد الاستقلال. فحملات التخليق بواسطة الضرب كانت دورية، كانت تقودها الشرطة، وكانت تخلف خسارات كبيرة. ترتب عنها فرار الآلاف من الشباب. وقد نهجت البلدان « العربية «، دون استثناء، نفس الطرق، العنيفة، المذلة، المخصية. والحقيقة، أن أي مستعمر لم يفعل ما فعلته أنظمة القدافي، الأسد، بومدين، بن علي، صدام حسين. يمكن الاعتقاد بأن « العرب « محكوم عليهم دائما بأن يعيشوا في ظل التشدد الديني والديكتاتورية السياسية، واللعنة المتواصلة لأنه، بعد الاستعمار وديكتاتوريات ما بعد الاستقلال وبعد الفاصل الزمني القصير الذي مثله « الربيع العربي «، حلت الجمهورية الإسلامية يحملها « أمراء « النزعة الإسلامية: الإخوان المسلمون. وفترة الرئيس المصري محمد مرسي الذي أراد تعديل الدستور لتقوية سلطاته الكثيرة أصلا - هي نفسها التي منحها لنفسه مبارك، الذي كان الشارع المصري يدعوه « فرعون « -، تكشف الكثير عن طريقة تفكير الإسلاميين، فهم يريدون اتخاذ القرار، ليس في إطار الدستور والديمقراطية، يريدون الأمر بناء على القرآن والشريعة، على هواهم بصيغة أخرى. كما أنه سيكون محكوما على الشعوب « العربية « بالعنف لكي تتحرر وتعيش في سلام. لكن، بالنسبة للفقراء، فالعنف الذي عليهم أن يبدوه لكي يتحرروا من ديكتاتورية ينهكهم ويرمي بهم إلى خمول طويل، يكون مواتيا لظهور ديكتاتورية جديدة، وهكذا دواليك. كيف يمكن، في ظل هذه الشروط، كسر حلقة العنف والديكتاتورية. لا يبرز التاريخ سوى أمثلة قليلة عن شعوب تمكنت من الخروج من الحلقة المفرغة، كما لو أن تلك الإمكانية لم تكن متاحة إلا إلى الشعوب التي تعيش في رخاء. « إننا لا نعير سوى الأغنياء «، هذا القول المأثور صحيح في التاريخ، كما هو صحيح في الاقتصاد. ويفيدنا التاريخ كذلك أن التشدد والوطنية المحتدمان مرضان خطيرا، إنهما يفحمان الشعوب بالخطاب، أما في الواقع فهما يجرانها إلى أسفل، ويغلقان في وجهها أبواب المستقبل. 5 - العرب، خلفاء ورسل أبديون لله وللنبي إن النبي محمد، الذي يشار إليه دائما بصيغة « محمد، رسول الله «، عربي، ولأن العرب أول من تلقى الرسالة القرآنية وحملها إلى الشعوب الأخرى في باقي بلدان العالم، فهم يعتبرون أنفسهم شعبا مختارا، مكلفا بمهمة مقدسة وهي أن يكونوا رسلا للإسلام وحراسه، كما هو شأن الهيكليين الذين ادعوا أنهم الحراس الغيورين والأبديين على القدح الذي شرب منه المسيح. كل « عربي « مؤمن مقتنع بذلك في أعماقه، وهو يعيش ويتصرف على ذلك الأساس. هذا الاعتقاد، الذي يمكن أن يشبه زعما أشرافيا، كان يغيظ المسلمين غير العرب إلى حد كبير، وكانوا يحسون به كما لو كان عنصريا، لا يليق بالتآخي في الدين الذي يضعه الإسلام في أعلى المراتب. أن تتم الإساءة للإسلام في إحدى جهات العالم، أو أن يتم تدنيس مكان يدخل ضمن دار الإسلام، أمريجعل كل « عربي « مستعدا لحمل سلاحه (رمزيا أو عمليا ) لمعاقبة الجاني. وكذلك سيتصرف كلما رأى، سمع أو شاهد شيئا يسيء للإسلام ونبيه. وسيتصرف البعض بطريقة بيداغوجية، فيما سيكون رد آخرين عنيفا. إن رد الفعل الفردي سرعان ما يتسع ويشمل الجماعة كلها، ليتحول إلى قضية تعني الدولة، بل قضية تعني الأمة كلها في جميع بلدان المعمور. لا أحد يمكنه أن يخرج عن هذا الإلزام الانتقامي، إنه مسؤولية كل واحد ومسؤولية الجميع، في كل زمان وفي كل مكان. ويسبب المتاعب لكل من لا يبالي بتلك الإساءة، أو من يكون له تحليل مغاير للحدث. يجب أن يكون الانخرتط عفويا، كليا، وأن يكون رد الفعل مطابقا للقاعدة، سيتم التظاهر إذا لزم التظاهر، سيتم الضرب إذا لزم الضرب، وستُشن الحرب إذا لزم إعلان الحرب. إنه لأمر مثير أن نرى حياة إنسان تحكمها فتوى من بضعة سطور. بالمقابل، جاء التالي: «باسم الله العلي القدير. لا إله إلا أالله وإنا إليه لراجعون. أريد أن أخبر جميع المسلمين أن مؤلف الكتاب الذي عنوانه « آيات شيطانية«، الذي كُتب، طبع ونشر ضد الإسلام، ضد النبي وضد القرآن، وكذلك الذين نشروه وهم على علم بموضوعه، صدر فيهم حكم الإعدام. أطلب من جميع المسلمين الغيورين تنفيذ الحكم بسرعة، حيثما كانوا، حتى لا يسيء أي كان إلى مقدسات الإسلام. ومن قُتل وهو في الطريق إلى تنفيذ الحكم، فقد مات شهيدا. تلك مشيئة الله. كما أن كل من اقترب من الكاتب، ولم يتمكن من قتله، مطلوب منه أن يأخذه إلى الشعب حتى تتم معاقبته على أفعاله. بارككم الله.». توقيع: روح الله موسافي الخوميني إن وظيفة حامي الإسلام، الذي يقرر في حياة وموت أي كان، تمارس سحرا مرضيا على المسلمين المتطرفين ( طالبان، الجماعة السلفية للدعوة والقتال، القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، جماعة الجهاد والتوحيد في إفريقيا، بوكو حرام )، فهي تمنح غرائزهم الواطئة وسيلة للتحرر وتمنح ضمائرهم أقوى مبرر للنوم هنييء البال. فباسم الله، وبكل اعتزاز، يُدينون، ينهبون، يخربون، يغتصبون ويقتلون. 6 - الشباب والنساء رهائن دائمون للنظام الإسلامي يمتلك العالم « العربي « ثروتين، أبناؤه ونساؤه، إنهم يحملون مستقبلهم، إلا أنه لا يمكنهم الحلم بذلك المستقبل إلى سرا. إن الشباب يحلمون بالحب، بأسفار وتجارب غير مسبوقة، والنساء تحلمن بأن تكن في يوم ما، في وقت ما، سيدات حياتهن، سيدات أجسادهن، سيدات تطلعاتهن. إلا ان تنظيم العالم « العربي «، الديني، الأبيسي، القبلي، لا يمنح أية حرية لأي كان، لا للنساء ولا للشباب بدرجة أقوى. إنهم خاضعون للملاحظة، للمراقبة، بما أن الحكم فهِم منذ مدة بأن أحلامهم يمكن أن تتحول إلى خطر يهدد النظام القائم. يتم تزويجهم في وقت مبكر لنقلهم إلى سن الرشد، حتى يتم تطبيق القانون عليهم بكل صرامة. إن المثال الواحد لا يؤدي إلى استنتاج عام، إلا أن نسمة هواء تحرري تنفث بين الشباب وبين النساء في كل مكان بالعالم « العربي «. فبينما ينغلق المجتمع العربي على نفسه، تحت ضغط الإسلاميين، يزداد عدد الذين يُعلنون حريتهم ورغبتهم في نزع نير الطاعة. كما يبدو أنهم أدمجوا هذه الفكرة الثورية في العالم « العربي «، فكرة كون العنف مضاد للإنتاجية، فهو يقوي القيود التي يرغبون في كسرها. لذلك، فهم يسلكون دروبا جديدة، الدراسات التي يمددون فترتها لفصم العلاقات مع النظام العائلي والقبلي، العمل الذي يمنحهم الاستقلالية، الهجرة إذا أمكن حيث يكملون تحررهم، تعلموا العمل داخل الشبكة بفضل أدوات التواصل الجديدة، كما أنهم أدركوا الفكرة التي ترى أن المشكل الخاص هو مشكل شمولي كذلك. إن الاتحاد يخلق القوة، وهي حقيقة أمكنهم التأكد منها خلال أيام « الربيع العربي « الأولى، إلى أن الأحزاب المتشرذمة، للأسف، وغير المتأصلة بشكل كبير بين المواطنين، خاضت انتخابات، في ظل الفوضى، وفي مواجهة إسلاميين متحدين كما هي أصابع اليد الواحدة. مراعاة لتقديم حصيلة زهيدة جدا، نقول بأن النساء والشباب هم الشعلة التي أعطت انطلاقة « الربيع العربي «. لقد فهم الإسلاميون ذلك فهما جيدا وفي هذا المجال بالتحديد، مراقبة الشباب والنساء، سيعملون أكثر. وقد انطلقوا في ذلك.