نظمت يوم الأربعاء 18 دجنبر 2013 وكالة التنمية الاجتماعية بشراكة مع غرفة الصناعة التقليدية لمراكشوقلعة السراغنة في اطار تعاونهما المشترك ، يوما تحسيسيا حول: «مناهضة العنف ضد النساء: بين المقاربة والممارسة»تحت شعار:»لنضع حدا لمعاناتهن: لنوقف العنف». وتضمن البرنامج الصباحي لهذا اليوم زيارة ميدانية لجمعية النخيل للمرأة والطفل «مركز الاستماع النخيل»، فيما خصصت الفترة المسائية لمجموعة من الفاعلين المتدخلين في مجال محاربة العنف ضد النساء على مستوى الجهة من أجل التداول في أبعاد الظاهرة و تجلياتها و تداعياتها الخطيرة على حياة الضحايا والمجتمع . وفي كلمته التي ألقاها خلال المائدة المستديرة المنظمة في إطار هذا اليوم التحسيسي ، أكد نجيب آيت عبد المالك رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش و قلعة السراغنة ، أن موضوع ظاهرة العنف ضد النساء يمس مستقبل التنمية ببلادنا ، حيث أنه رغم التقدم الذي حققه المغرب في مجال القوانين و التشريعات المكرسة للحقوق و الواجبات ، و رغم المكتسبات التي حققها لإرساء دعائم الديمقراطية و النهوض بالمرأة ، و المعاهدات الدولية التي صدّق عليها ، و التزاماته بشأن حقوق الانسان عامة و حقوق المرأة بشكل أخص ، إلا أن بلادنا مازالت تعاني من ظاهرة العنف الممارس ضد النساء ، التي تشكل مساسا بحقوق المرأة و تؤثر في مساهماتها في التنمية . مما يستدعي معالجة ملموسة تدمج كل مكونات المجتمع ، و تعبئتها من أجل تطويق هذه الظاهرة و توفير الشروط الثقافية التي تسمح بجعل قيم الاحترام و المساواة مكرسة في سلوكات الأفراد . وألح نجيب آيت عبد المالك على ارتباط تفاقم ظاهرة العنف ضد النساء بالهشاشة الاقتصادية ، مؤكدا على الطابع الإلتقائي لكل المبادرات التي تصب في اتجاه تمكين النساء ، و تعزيز الاشتغال على تغيير الذهنيات ، وربط التربية بالقيم الأساسية و في مقدمتها قيم المساواة بين الجنسين . و من جهته دعا عبد العزيز الرغيوي المدير الجهوي للصناعة التقليدية بجهة مراكش ، في كلمة ألقاها بالمناسبة ، إلى خلق آليات لتقوية الدفاع عن مصالح المرأة الصانعة التقليدية ، و تعزيز دورها ، وتمكينها مما تستحقه من احترام و كرامة . أما المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية فدعا بدوره إلى تنظيم لقاءات تحسيسية للرجال في شأن ظاهرة العنف ضد النساء ، لأن هذه الظاهرة تمس الجميع ، و تؤثر على مختلف فئات المجتمع .و أوضح أن القوانين لوحدها لا تستطيع تغيير الواقع ، و هو ما يدل على أهمية المبادرات التي يقدم عليه المجتمع المدني ، لخلق فضاءات للتنوير الثقافي الذي يسعى إلى تطويق هذه الظاهرة من داخل الثقافة التي تؤثر في الناس و سلوكاتهم . و شدد حميد اعبيدة ممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ، على ضرورة أن يصب العمل المتكامل للمختلف المبادرات المندرجة في سياق محاربة العنف ضد النساء ، في أفق جعل المرأة لا تقبل العنف . موضحا أن العنف أشكال و مستويات ، و هو متقاسم بين الرجال والنساء . و دعا اعبيدة إلى تحريك أفكارنا و إرادتنا بالارتباط مع ما يجري بالمغرب من تقدم على مستوى حقوق الإنسان ، و من تراكم على مستوى تعزيز البناء الديمقراطي . واعتبر أن العنف والفقر مترابطان ، عندما يزول الواحد يزول الآخر ، و من ثمة ينبيغ أن نحارب الفقر والعنف معا . وخلال المائدة المستديرة المذكورة قدمت جمعية الشروق لإدماج المرأة في وضعية صعبة ببن جرير ، تجربتها في مجال محاربة العنف ضد المرأة ، و دعم النساء المعرضات للعنف .