وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ...» صدق الله العظيم في جو مهيب مفعم بشعور الحزن والأسى، شيعت جنازة المناضل عبد الأحد العروسي، عصر يوم الجمعة 14 دجنبر 2013، بعد مرض عضال ألم به لم ينفع معه علاج، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة «باب الفتوح» بفاس وسط حشود غفيرة من أبناء الحزب وأصدقاء المرحوم، الذين جاؤوا من فاس وخارجها ليودعوا هذا المناضل الصامت، الذي أفنى حياته في خدمة الحزب بالتضحية ونكران الذات، والذي ظل وفيا لمبادئه، ومتشبثا بأخلاق العمل السياسي، ومن الضروري أن نعيد إليه الاعتبار ولو بعد وفاته، ونعود إلى ذاكرته، فنعرف باهتمامه بالعمل الجمعوي وكان من بين الأطر الفاعلة بجمعية الطفولة الشعبية التي يعتبره أعضاؤها أبا وأخا لهم ومرجعا، إذ عايش كل محطاتها برفقة الرواد الذين جعلوا من العمل الجمعوي مدرسة للتكوين على القيم والنضال من أجل المبادئ، وبناء الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما واكب الفقيد كل محطات الحزب عن قرب كمداوم بمقر أحمد أمين، حيث عايشه المناضلون الذي كان لهم بمثابة الأخ والصديق، حيث كان أول من يستقبل أعضاء الحزب الجدد أو الزائرين من أقاليم غير فاس، فتولدت بينه وبين الاتحاديين بفاس وغير فاس علاقة تقدير واحترام بفضل طيبوبته ونبل أخلاقة، وحبه لحزبه وتقديره لكل المناضلين. وسيظل اسم عبد الأحد العروسي عالقا بذهن عدد كبير من المناضلين من مختلف الأعمار والأجيال الذين عاشوا معه خلال فترة حياته، كان يشتغل بمعمل «كوطيف» وتم توقيفه عن العمل هو وثلة من المناضلين بسبب دفاعه المستميت من أجل ترسيخ حقوق الطبقة العاملة ، وكان آنذاك عضو لجنة التنسيق العمالية من أجل تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بهذه المؤسسة، كما كان مداوما بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بفاس، ثم عمل بعد ذلك بالوكالة الحضرية للنقل بفاس لمدة وجيزة لينتقل بعد ها للعمل ببلدية فاس. الفقيد العروسي لم يستطع أصدقاؤه أن يعرفوا عنه سوى صورة واحدة لم تتغير، صورة الرجل النظيف الذي لم يبدل في مواقفه، فالرجل عاش بمبادئه التي كونها في بداية مشواره السياسي والنقابي والجمعوي، يكره الانقسام ويسعى إلى الصلح، وهو يودعنا كان يوصي خيرا بالحزب، ولأجل ذلك فإن عبد الأحد لم يمت، سيظل حاضرا في قلوبنا. أخي المناضل عبد الأحد العروسي، إن صانع المستقبل يموت من أجله، فأنت ناضلت إلى جانب أصدقائك في الدرب من أجل شمس الحرية التي لن تغيب ، حاولت معهم لمس الشعاع، إنك واحد من الذين صنعوا الحياة في الظلمة بإصرارك على جعل البيت الاتحادي مفتوحا في وجه الجميع ، تنتظر وسيطول الانتظار في سنوات ذكراك... نم مطمئنا بجوار رفاقك الشهداء، نم مطمئنا آمالك يحملها مناضلون مخلصون، فأنت في جوار الشهداء وهم مفخرة أحرار هذا الوطن، فناموا أيها الأحرار بعدما اخترتم الموت من أجل أن يحيا الشعب والوطن. وبهذا المصاب الجلل تتقدم الكتابة الجهوية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس ومن خلالها كافة المناضلين والمناضلات بخالص العزاء وبالغ المواساة إلى أبنائه: زكرياء، ومحمد وزوجته وإخوته، سائلين المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.