70,000 شاب مغربي يعملون بمراكز النداء يتعرضون يوميا لمخاطر الضغط النفسي وأمراض القلق المزمنة 75% منهم فتيات يغادرن عملهن بعد سنتين فقط بعاهات نفسية بسبب عدم احترام المقاولات المشغلة لظروف العمل وساعاته التي تمتد من 10 إلى 12 ساعة يوميا وبدون انقطاع.. ذلك ما أكده خبراء متخصصون خلال اليوم الدراسي الثالث الذي نظم أول أمس الأربعاء حول «الصحة المهنية، المخاطر المستجدة والرهانات» من طرف الصندوق التعاضدي المهني المغربي، بشراكة مع الشركات العاملة في قطاع المحروقات بالدار البيضاء وبحضور وزير الصحة الحسين الوردي وميلودي مخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل ومحمد الريحاني المدير العام لشركة »فيفو« العاملة في مجال الطاقة، والدكتور والمحلل النفسي مامون مبارك الدريبي. الحسين الوردي الذي اعتبر الوقاية من المخاطر المهنية رهانا اقتصاديا كبيرا، بل رهانا اجتماعيا ومجتمعيا يجب وضعه في صلب انشغالات السياسة التنموية في بلادنا، قدم رقما أسود عن حوادث الشغل في المغرب التي يعتبر الأكبر في منطقة »مينا« (شمال إفريقيا والعالم العربي )، حيث أن 47,8 عامل مغربي يصاب بحادثة شغل من بين 100,000 عامل ما يعادل مرتين ونصف الرقم المسجل بمنطق مينا. واعتبر الوردي أنه بدون التكوين في ميدان طب الشغل لا يمكن الحديث عن سياسة صحية ناجعة في هذا الميدان، مؤكدا أن المغرب انخرط في سياسة حمائية وقائية للعمال من خلال تصديقه على الاتفاقية 187 لمنظمة العمل الدولي الصيف الماضي التي تدعو إلى حماية الأجراء داخل أماكن العمل وتقييم المخاطر وتحسين ظروف الاشتغال.داعيا الى جعل سنة 2014 سنة الصحة في العمل. وسنة تجديد لقطاع الصحة المهنية. واعتبر وزير الصحة أن المغرب قام بخطوة استباقية في مجال المخاطر المهنية بإحداث المعهد الوطني لتحسين ظروف العمل، وهو المعهد الذي اعتبره ميلودي مخاريق في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي بناية بلا روح، حيث أكد الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل أن المعهد الذي أحدث في عهد وزير التشغيل السابق جمال اغماني واعتبر حينها خطوة شجاعة هو اليوم نيابة بمدير لا غير، بدون تفعيل ولا برنامج. مخاريق أكد أنه يصعب الحديث عن المخاطر المهنية والأمراض المهنية في غياب سياسة حكومية وغياب هياكل لتدبير هذا الرهان وأن وزارة التشغيل هي المخولة والمسؤولة على السهر على إحداث مرصد وطني للوقاية من الحوادث المهنية، مشيرا إلى أن لائحة الأمراض المهنية لم تحين منذ عهد الاستعمار، وأن مدونة الشغل التي انتزعت مكسب لجان الصحة والسلامة بأماكن العمل، لم تحدث بخصوصها إلا 28% من المقاولات هذه اللجن رغم أنها لا تكلف خزينة المقاولات سنتيما واحدا. وفي سؤال للجريدة عن الأخطار المهنية لعمال المناجم في ظل الاشتغال وفق نظام المناولة والتي يذهب ضحيتها العديد من العمال، صرح أن نقابته وضعت مؤخرا مذكرة لدى رئيس الحكومة خاصة بالصحة والسلامة في مواقع العمال حول عمال المناجم ومراكز النداء. عبد العزيز العلوي رئيس المجلس الاداري للصندوق المهني التعاضدي المغربي، اعتبر أن اللقاء فرصة لبسط المخاطر المستجدة في عالم الشغل مع خبراء وأرباب مقاولات ونقابيين لمصاحبة الأجراء من أجل الرقي بالاقتصاد عبر مردودية المقاولات، معلنا أن هناك تنسيقا بين التعاضدية ووزارة الشغيل والصحة والاتحاد المغربي للشغل، وبرنامج عمل لترجمة شعار الصحة في العمل على أرض الواقع. اليوم الدراسي عرف كذلك تنظيم مائدتين مستديرتين الاولى حول المخاطر المستجدة في أماكن الشغل بالقطاع البنكي وقطاع المحروقات، والثانية حول التحديات المتعددة للأخطار المهنية وتطرقت للمسؤولية القانونية والاجتماعية للمقاولة من تأطير أطباء الشغل واختصاصيين ومحللين نفسانيين مغاربة وأجانب.