أعلن الأخ ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صباح يوم الأحد 15 أكتوبر بالمركب الثقافي الحرية بفاس، بمناسبة تخليد الكتابة الجهوية للحزب بفاس ذكرى الوفاء إحياء لروح الزعماء والشهداء، انطلاقا من مبدأ التآزر والتضامن الذي يتطلب أن يكون بين الاتحاديات والاتحاديين وفاء لروح الشهداء، عن قرار إحداث المؤسسة الوطنية للتضامن تكفل بمناضلي هذا الحزب الذين قدموا الكثير من التضحيات لعقود من الزمن والذين يوجدون في وضعية صعبة، داعيا الجميع إلى المصالحة وتذويب الخلافات من أجل إعادة بناء الحزب، مثمنا بهذه المبادرة التي بعث من خلالها الاتحاديون بفاس إشارة قوية للخصم قبل الصديق «بأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قوي بقواعده وبأطره وبرموزه وبرجالاته التي أقعدها المرض»، ويفند تلك الأقاويل التي تسوق بأن الحزب قد انتهى، فهو اليوم يضرب مع الجميع موعدا بوحدة حقيقية بين الاتحاديات والاتحادين ليكون في الموعد مع القوات الشعبية. وقد تحدث الأخ لشكر عن أهمية هذه المحطة، التي تتزامن مع ذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون، قائلا، ما أشبه الأمس باليوم، في إشارة واضحة لثقافة الخصوم الذين يحكمون اليوم، لمنهجيتهم وأسلوبهم في الحوار، مذكرا الحضور بمشاركة رئيس الحكومة الحالي ووزير دولته في مظاهرة وقت اغتيال عريس الشهداء، يرددان شعارات مسيئة لحزبنا ومساندة للقتلة، مشيرا إلى أن الحزب، وهو يستحضر هذه المناسبة، لابد أن يعي بالمسافة التي تفصل بين مرجعيته ومرجعية هؤلاء، مذكرا، أن القيم التي يحملها الاتحاديون من قيم التسامح والحوار والقبول بالآخر والتعدد والاختلاف والقبول به، يعادونها هؤلاء ولا يعرفون إلا البغض والحقد والكراهية وإقصاء الآخر والشمولية في كل شيء والتسابق على المسؤولية، مما جعل هذه الحكومة تعجز عن تدبير الشأن العام، ويتبخر معها كل المكتسبات الذي ناضل من أجلها الاتحاديون إلى جانب الشعب المغربي، ظانين أن نضالاتهم ستوصلهم إلى حكومة قوية قادرة على مواجهة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، مطالبا بتعزيز التضامن من أجل مواجهة هذا التردي وهذه التراجعات. كما ذكر الأخ الكاتب الأول للحزب، بأن هذه المحطة تتزامن مع مرور سنة على افتتاح المؤتمر التاسع، المحطة الذي راهن الاتحاديون أن تكون محطة انبعاث الحزب من جديد من أجل العودة إلى المجتمع الذي ينادي على الأطر الاتحادية بعدما أدرك الشعب المغربي وشاهد كل الوعود الكاذبة وعاين كل الأحلام الواهية التي يغني بها هؤلاء، فالحزب سيكون في الموعد مع المواطن كما عاهده من قبل وسيسترجع مكانته في المشهد السياسي بعد تجاوز سحابة الخلافات المفتعلة وتذويبها بالمصالحة الحقيقية، ومن خلال تجديد النخب بمكاتب الفروع والكتابة الإقليمية والجهوية والقطاعات انطلاقا من مبدأ الانفتاح على جميع الفعاليات الحزبية، ومن خلال فتح المقرات الحزبية في وجه ساكنة الأحياء المجاورة لاستفادة من الاستشارات القانونية بالمجان، وذلك عبر إحداث مداومة لرجال ونساء قطاع المحاماة في هذا الشأن، كما أوصى الأخ لشكر بفتح المقرات في وجه التلاميذ والطلبة المعوزين للاستفادة من دروس الدعم والتقوية، مناشدا أصحاب الوزر البيضاء بتقديم كل ما من شأنه أن يسعف المرضى المستضعفين من علاج وأدوية، داعيا الحضور إلى مزيد من التآزر والتضامن ونكران الذات، حتى نتمكن من إبعاد هؤلاء الذين حاولوا إفساد المجتمع بالأساليب الرخيصة، ونقدم درسا لهم حول السياسة كما نفهمها بمفهومها النبيل. وقد افتتح الأخ محمد أوراغ باسم الكتابة الجهوية للحزب بفاس اللقاء الجماهري الذي حضره الأخ الحبيب المالكي ريئس اللجنة الإدارية للحزب والأختان خديجة القرياني وأمينة أوشلح والأخ محمد محب عن المكتب السياسي، والأخوة البرلمانيون احمد رضى شامي ومحمد عامر و عبد الرحيم الرماح، وأعضاء اللجنة الإدارية بالمنطقة، وعدد من منتخبين بمختلف المجالس المنتخبة التابعين للحزب، وأعضاء الكتابة الجهوية ومكاتب الفروع والكتابة الجهوية للشبيبة الحزبية بفاس، بكلمة، وصف فيها بأن الوفاء هو أرقى موقف وأنبل سلوك يمكن أن يتخذ في زمن تهاون فيه القيم، فالوفاء للشهداء يعني التشبث الواعي بالجانب المشرق في مسيرة النضال من أجل بناء مغرب ديمقراطي حداثي متقدم، فهو ترسيخ لثقافة الاعتراف لما أسدوه الشهداء والزعماء والرواد من جليل الأعمال في مسيرة النهوض بالمجتمع والرقي بالعمل السياسي وتطوير الأداء التنظيمي للحزب في تأطير المواطن وتعبئة الطاقات في خدمة المشروع المجتمعي الذي نصبو إليه، مشيرا إلى، أن الحزب يتوفر على ما يكفي من التجربة والخبرة للعمل في هذا الاتجاه، التي ساهم فيها شهداؤنا وروادنا، خبرة تؤهله لصياغة مشروع مجتمعي وأجوبة سياسية مدققة للأوضاع المجتمعتية المعقدة على الصعيدين الجهوي والوطني، مؤكدا على ضرورة نبذ الخلافات والصراعات غير المجدية والتوجه نحو ترتيب الاتحادي وفاء للشهداء من خلال التصالح مع ذواتنا وتدعيم صفوفنا برفاق ورفيقات تراجعوا إلى الصفوف الخلفية، بالكفاءات الفكرية والثقافية والفنية والمهنية. وفي كلمة مختصرة حدد الأخ محمد عاطش، عضو الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس، لائحة تضم أكثر من 500 شهيد وشهيدة، قدموا الكثير من التضحيات كل حسب موقعه دفاعا عن الحرية ترسيخا لقيم الحزب، وكان في مقدمتهم الأخ الفقيد العروسي الذي وافته المنية بعد مرض لم ينفع معه علاج. هذا، وتحول هذا اللقاء من خلال الحضور المتميز والشعارات التي وصل صداها إلى خارج القاعة التي احتضنت ذكرى يوم الوفاء، إلى عرس اتحادي، استحضر من خلاله الاتحاديون أمجاد الماضي التي مكنت الحزب من تبوأ مكانة متميزة في المشهد السياسي وجعلت منه رقما مهما في المعادلة السياسية بالمغرب.