تمكن فريق الرجاء البيضاوي من أن يوقع على إنجاز حقيقي، ويبلغ نصف نهاية كأس العالم للأندية، بعد تفوقه على فريق مونتيري المكسيكي، في لقاء حضرت فيه القوة والقتالية، وحضر فيه كذلك التركيز الذهني الذي لم يخن النسور الخضر، الذين كانوا يواجهون في هذه المباراة خصما غير عادي، يلعب بشكل منظم، ويدافع عاليا، ويضيق المساحات على الخصم، ولا يترك له الفرصة لاستجماع أنفاسه. خصم يسيطر على الكرة، حيث بلغت نسبة امتلاكه لها 57 في المائة مقابل 43 في المائة للرجاء، وخلق الكثير من المتاعب للفريق الرجاوي، حيث نفذ 12 ركنية مقابل 4 للرجاء، وسدد صوب المرمى أضعاف ما سدد لاعبو الرجاء. ففريق الرجاء في هذه المباراة واجه خصما مختلفا تماما عن خصم المباراة الأولى أوكلاند سيتي، أحسن لاعبوه تدبير المباراة لأنهم كانوا جاهزين نفسيا ومعنويا، وماديا كذلك بحكم المكافآت التي وعدوا بها. وقد عرف الشوط الأول، حتى حدود الدقيقة 24 أربع تسديدات صوب المرمى للاعبي مونتيري، منها قذفة ل «زافالا»، بعد خطأ في التمرير لياجور، كانت عالية. وتلتها تسديدة أخرى خطيرة ل «ديلغادو» صدها الحارس العسكري، الذي كان العنصر الأكثر تألقا في هذه المباراة، التي فاز بجائزة أحسن لاعب فيها، وتمكن طيلة اللقاء من أن ينقذ مرماه من أهداف محققة. فريق الرجاء الذي كان يعمل على تهدئة العاصفة المكسيكية برزانة لاعبيه وتكثلهم، كان يقوم بين الفينة والأخرى بمرتدات هجومية كان من ورائها المتألق الراقي (د 3)، وزكريا الهاشمي، المدافع- الجناح ( د 9)، قبل أن يتمكن شمس الدين الشطيبي، في الدقيقة 24 ، من أن يوقع على هدف السبق بعد تقويسة من الهاشمي. وساعد على تسجيل الهدف ارتباك حارس مونتيري «أورزكو»، وعدم تمكنه من التحكم في الكرة. تسجيل هذا الهدف هز جنبات ملعب أدرار، الذي وقف جمهوره بقوة إلى جانب الرجاء من بداية المباراة وحتى نهايتها، وكانت لهذا الجمهور كلمته في معادلة هذا اللقاء. لاعبو مونتيري، بعد الهدف بادروا إلى الضغط على معترك الرجاء، وخلقوا فرصا خطيرة بواسطة «ديلغادو» الذي تصدى لقذفته القوية الحارس العسكري، والذي تصدى لفرص أخرى كان من ورائها كاردوزو» و»»زافالا». كما أهدر ياجور، في حدود الدقيقة 45 هدفا محققا. واستمر ضغط لاعبي مونتيري خلال الشوط الثاني، حيث كانوا أكثر تنظيما وتركيزا في تمرير الكرة، ومحاصرة لاعبي الرجاء في منطقتهم. وسيثمر هذا الضغط التوقيع على هدف التعادل الذي جاء إثر كرة ثابتة نفذها «سوازو بونتيفو» وحولها إلى هدف من ضربة رأسية المهاجم «باسانتا» (د 53). بل لقد كان بإمكان مهاجم مونتيري «كاردوزو» أن يضيف هدفا ثانيا، بعد أن نجح في تكسير الشرود والإنفراد بالحارس، و القذف، لكن العسكري تمكن مجددا من إنقاذ الموقف ودفع الخطر. ولتدارك الموقف بادر البنزرتي إلى إقحام كل من مابيدي وياسين الصالحي لإعطاء دينامية أكبر لخط الهجوم، لكن هذه التغييرات لم تثمر سوى تحركات محتشمة مقارنة بضغط الزوار. وأتيحت للرجاء فرصة كان من ورائها ياجور الذي قذف للشباك الصغير. ليخل الفريقان إلى الأشواط الإضافية والتي تكلم فيها لاعبو الرجاء لغة التحدي، وأخرجوا آخر ما في جعبتهم، ليتمكنوا، في حدود الدقيقة 95، من التوقيع على هدف التفوق من رأسية للإيفواري كوكو، تأتت من ضربة ركنية نفذها متولي. ورغم التغييرات التي أحدثها مدرب مونتيري «كروز نونيز» على تشكيلة فريقه، والضغط على مرمى العسكري، الذي كان في يومه الكبير، انتهت المباراة لصالح الرجاء التي شرف لاعبوها الكرة المغربية، والإفريقية كذلك بعد سقوط الأهلي المصري.