تشكل المسألة الدينية أحد أهم المعطيات التي تطبع حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية والذهنية إذ أن المعتقد يكيف حياة الفرد والمجتمع. وقد ترسخ هذا البعد منذ آلاف السنين بتوارد معتقدات وأديان في تاريخ المغرب المنتمي إلى حضارات البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، إذ عرف عدة أديان ومنها الديانات السماوية الثلاث اليهودية منذ حوالي 3000 سنة من الآن والمسيحية التي سادت في العهد الروماني الثاني إلى القرن 13م وفي العصر الحديث مع دخول الأوروبيين إلى المغرب في الفترة الاستعمارية إلى أن تناقص عددهم بشكل كبير مع استقلال المغرب. وقد بقي الإسلام هو السائد إلى اليوم منذ القرن التاسع الميلادي. لقد طبعت الحياة السياسية والثقافية بمنظومات إيديولوجية وصراعات فكرية كان الدين محورها وقد اختار المغرب منذ قرون توجهه المذهبي الديني والسياسي الذي ميزه عن الاختيارات المذهبية في الشرق إذ انفصل عن المذهب الشيعي واختار المذهب المالكي الأشعري في ممارسته الطقوسية وفي تدبير الأحكام الفقهية في المجالات الحياتية المختلفة واتسم ذلك بالاعتدال في سياسته التي تحكم الفرد والمجتمع .كل هذا مكن المغرب من تجنب الحروب الإيديولوجية والطائفية التي تتخذ الدين مسجبا لها. ذلك أن تاريخنا المشترك والعميق الذي يجمع بين الخصوصيات الثقافية والتراثية والمعرفية التي ميزت وطننا منذ آلاف السنين وتلاقحها مع الديانات السماوية قبل الإسلام والحضارات المختلفة المشارب ثم اعتناق الإسلام كدين رسمي وشعبي من طرف سكان المغرب ذوي الأصول الأمازيغية القديمة - حيث تمازجت ثقافتهم مع الثقافة العربية الإسلامية، مما أعطى للإسلام وللهوية المغربية بعدا جديدا- حتى أن هذا البلد صار مصدرا وقبلة للاجتهاد الفكري/العقلي والديني في شقه الروحي والمجتمعي..فكانت مقاربات أهل الوطن متسمة بالوسطية والاعتدال والانفتاح في عمومياتها دون إلغاء الخصوصيات الهوياتية..بل زاوجت بتوازن عملي راق بين الحاجات الاجتماعية إلى التمدن والرقي العلمي والسلوكي والحاجة إلى العقيدة الصحيحة التي لا تجنح إلى الغلو والإقصاء وإثارة ما يفرق بين الناس. واليوم ترجع المسألة الدينية «ذات المرجعية الإسلامية» إلى واجهة الأحداث إذ أصبحت في صلب الصراعات السياسية والإيديولوجية داخليا وخارجيا، ودخل هذا الصراع في نطاق الحروب الإيديولوجية والإعلامية المعولمة، فكان لابد ألا نغفل هذا الجانب، مما جعلنا كهيئة سياسية معنية بما يفتعل في المجتمع أن تهتم بهذا الموضوع ومن تم فإن تشكيل لجنة «الدين والمجتمع» من بين لجان التفكير التي شكلها الحزب تساهم في طرح هذا الموضوع للنقاش وهو ما نتقدم به في هذه الأرضية الأولية التي نقدمها في الندوة الأولى :»الدين والمجتمع». أتت المبادرة هاته بالتفكير العملي من أجل الإعداد لإعادة إطلاق المساهمة الفكرية في الحركية البناءة والمنتجة لقيم مضافة في المجتمع المغربي خاصة وفي علاقته بمحيطه الأصغر والأوسع أصبحت ضرورة وحاضرة بقوة في واقعنا اليومي. فما هي محددات العلاقة بين الدين والمجتمع اليوم على ضوء تطور الحقوق الفردية والجماعية؟ وما هي علاقة الدين بالعلمانية؛ هل هي علاقة تضاد أم انسجام؟ وهل هناك رؤيا عقلانية حداثية للدين مقابل رؤيا تقليدية ؟ هل الدين شأن الدولة ومؤسس لنظام حكمها أم شأن المجتمع والثقافة ؟ هل الدين موضوع للتداول الفكري الحر، وما هي حدود طرح السؤال الفلسفي حول منشأ الدين ووظيفته ومكانته؟ هل يجب فصل الدين عن الدولة والمعتقد عن السياسة؟ على ضوء هاته الأسئلة نود فتح نقاش عريض مع التأكيد على أننا في إطار حزب يتأسس مذهبيا على الديمقراطية والحداثة المؤمنة بحرية الفكر واحترام التعددية والاختلاف في الرأي وهو حزب ناضل من أجل بناء مجتمع متوازن تسوده قيم حقوق الإنسان ويرتكز على العدالة الاجتماعية وهو بذلك ضد أي فكر أصولي. محاور الندوة: * الدين والديمقراطية والحداثة. * الدين ومسألة الإصلاح. * الدين والعولمة وحرية الاعتقاد والمعتقد. البرنامج س 9 صباحا استقبال س 9و30د إلى س 9و45د افتتاح الندوة: كلمة الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي الجلسة الأولى برئاسة الأستاذة فاطمة بلمودن المحور: الدين، الديمقراطية والحداثة س 9و45د إلى س 10و 15د. س 10و15د إلى س 10و45د س10و45د إلى س 11و15د المتدخلون الأساتذة * ذ. أحمد الخمليشي * ذ. محمد لمرابط * ذة. لطيفة الحياة الجلسة الثانية برئاسة الأستاذ محمد درويش المحور: الدين، الإصلاح والعولمة وحرية الاعتقاد والمعتقد س11و15د إلى س 11و45د س11و45د إلى س12و15د س12و15د إلى س 12و45د المتدخلون الأساتذة: * ذ. محمد سبيلا * ذ. أحمد العلوي * ذ. سعيد جعفر س12و45د مناقشة واختتام الندوة