نظم طلبة الإجازة المهنية شعبة اللغات الأجنبية التطبيقية بالكلية المتعددة التخصصات بمدينة تارودانت نشاطا تضامنيا لفائدة تلاميذ مجموعة مدارس تمارووت بجماعة تفراوتن اقليمتارودانت ، والذي اختار له المنظمون شعار : « تامونت ن الخير » حيث انطلقت سيارة «النقل السري» من امام مقر الكلية صبيحة يوم الاثنين 25 نونبر 2013 ، حيث كان اول حدث على مقربة من جماعة تمالوكت هو حادثة سير بين سيارة ودراجة ، ذهب ضحيتها شاب يافع خرج مبكرا كعادته الى الموقف بتارودانت لاجل العمل،وليترك زوجة بطفل يبلغ من العمر سنة ونصفا، وهذا ما يبين بجلاء ان المنطقة تعرف اختلالات ترتبط بالطريق وبالنقل حيث لاوجود الا للنقل السري (حوالي 7 سيارت). انطلق وفد المتطوعين و من الطلبة والطالبات في اربع سيارات وشاحنة و سيارة خاصة بأطر الكلية ذات الدفع الرباعي، تحت اشراف الأستاذة « لمياء بن جلون » بقبعات وأقمصة بيضاء تحمل شعار «جامعة ابن زهر» من أجل إيصال خطاب يحمل قيم التضامن بدلا عن المسؤولين المحليين وغيرهم لعل هاته المبادرة تخفف من وقع الفقر والتهميش والمعاناة التي يكابدها اهل المنطقة وخاصة اطفال العالم القروي الذين يعيشون وأهلهم في عزلة وانقطاع عن العالم وخاصة في هذا الفصل حيث البرد القارس الذي يصفع ويلفح اجسادهم النحيفة والنحيلة، وذلك لقلة المحاصيل الزراعية من حبوب الشعير وغلل الاشجار المثمرة من زيتون وجوز وغيره . وخلال لقاء مع بعض الذين يمارسون الفلاحة اكدوا على شيء واحد، هو غياب الدعم والمساعدة وخاصة في شأن التدبير الفلاحي ، فالماشية لاتلقح ولم يسيق لها ان رأت تأطيرا بيطريا ، ونفس الشيء بالنسبة للمغروسات ، مؤكدين انهم لم يسمعوا بالمغرب الاخضر ولايدرون عنه أي شيء. وقد هاته المبادرة النبيلة التلقائية والتي من اجلها حضر طلبة الكلية المتعددة التخصصات بتارودانت الى هاته المنطقة الوعرة المسالك ، حيث تحولت المؤسسة التعليمية»مركزية مجموعة مدارس تمارووت بدوار افود» الى اوراش مفتوحة لفائدة التلاميذ والتلميذات، حيث ورشة للرسم و اخرى للالعاب البهلوانية، و قاعة للفحوصات الطبية لقياس البصر وامراض الحلق واللوزتين مع تقديم الأدوية في عين المكان للمصابين من تلاميذ وتلميذات المؤسسة، الى جانب ورشة «الحناء « ، كل ذلك حول المؤسسة لتكون قبلة لنساء ورجال المنطقة ودواويرها ، حيث تم توزيع أغطية وألبسة واحذيه وألعابا للاطفال ،لعلها تخفف من وقع الفاقة. والذي وبلا شك لن يعفي المسؤولين من تحمل مسؤولياتهم وخاصة المؤسسات التي تعمل في مجال الدعم الاجتماعي في رفع التهميش والفقر، وخاصة منه فك العزلة من طرق و خدمات اجتماعية،تجعلهم ينتقلون الى اقرب المراكز الحضرية بحثا عن الاستشفاء بسبب غياب الحد الأدنى من التطبيب والعلاج ، حيث ان تنقل المريض او المرأة الحامل يستلزم أداء 400 درهم لسيارة الإسعاف الجماعية ودون ان يتوصلوا بوصل عن أداء هذا المبلغ المرتبط بواجب البنزين لسيارة الجماعة ! وكثيرة هي حالات الوفيات التي تقع للنساء الحوامل، حسب تصريحات الساكنة ، وذلك على الرغم من تطوع احد السكان بأن وضع رهن اشارة المصالح المختصة بقعة ارضية لبناء مرفق طبي لعله يقدم خدمات علاجية من تلقيح وكذا التخفيف من وقع لدغات الثعابين ولسعات العقارب وخاصة في فصل الصيف، حسب تصريح بعض ضحايا هاته السموم، وبذلك يأملون ان يلتفت المسؤولون على المستوى الإقليمي او الجهوي او الوطني لتحقيق أماني ساكنة هاته المنطقة . وتبقى النقطة التي فجرت فيها الساكنة مرارتها وحسرتها وألمها هي المتعلقة بالنقل حيث لا توجد في المنطقة اية رخصة خاصة بسيارة للنقل العمومي سواء النقل المزدوج او سيارة أجرة ، ذلك انهم يكتفون بالنقل السري ، وحسب الاحصائيات من عين المكان ، فإن عدد السيارات الخاصة بتقديم هذه الخدمة ( العتاقة وليس الخطافة ) سبعة. ويعود تاريخ أقدم سائق لهذه الخدمة الى سنة 1967 والذي اشترى اول شاحنة بمبلغ 15 الف درهم ، وكان وقتها ثمن البنزين 45 سنتيما وثمن النقل درهم او بالمجان يقضي في الطريق زهاء اربع ساعات، الى خمس ساعات، ودون ان يتمكن هذا السائق الى اليوم من ان يحظى برخصة للنقل ، وكما صرح لنا احد الشبان الذي دخل غمار هذا الخدمة عن طريق الوراثة والتي تعود الى سنة 1980 دون ان يظفر بدوره برخصة في هذا المضمار ، مما جعل الجميع يعاني مع مختلف المصالح ، الدرك الملكي والشرطة ومراقبة الطرق، حيث غالبا ما توجه السيارة الى الحجز ، كما تعتبر الغرامات والاتاوات مطارق تنزل على السائق في كل يوم وفي كل شهر وفي كل مناسبة ، وان التسعيرة لديهم تختلف حسب المناسبات : 20 درهما في كل سفر، الى 100 درهم والى 200 درهم، تقدم كرشاوى، والغريب ان سياراتهم يتم حجزها في المناسبات الوطنية والزيارات ، وغيرها لنقل الساكنة بالمجان دون ان تسلمهم السلطات المحلية او الاقليمية ولو درهما واحدا والا كان مصيرهم الحجز او.. ، وقد أوضح السائق الذي كنا معه في سيارته ، ان مساهمتهم اليوم في هذا النشاط كانت بالمجان وبكل أريحية ،حيث تكفلوا بنقل الجميع من مدينة تارودنت الى موقع النشاط والذي يبعد باكثر من 70 كيلومترا كلها طرق ومسالك ملتوية وعرة وصعبة لكثرة المنعرجات والمرتفعات، طريق كلها حفر سمتها الضيق كانك تمشي على حبل والمغامرة ،كثيرة هي الحوادث المميتة التي تقع في وهادها ومنعرجاتها، حيث تعاني الساكنة من صعوباتها بشكل يومي.