سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المجاهد محمد بن سعيد أيت إيدر يلقي شهادة مؤثرة عن لقائه الأول بعريس الشهداء المهدي بنبركة .. الاتحاديون بأكادير يخلدون «يوم الوفاء» إحياءا لذاكرة شهداء ورموز الحركة الاتحادية وطنيا ومحليا
قدم المقاوم والمجاهد محمد بن سعيد أيت إيدر شهادة مؤثرة عن لقائه الأول بعريس الشهداء المهدي بنبركة في سنة 1949، وتحدث بإسهاب عن خصاله وشجاعته وقيمه ومثله العليا ودوره الكبير في الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي، ودفاعه المستميت عن استقلال المغرب والحفاظ على العرش وإرجاع محمد الخامس من المنفى حيث لم يثنه السجن والتعذيب عن هذه المطالب العليا، بل بقي وفيا لها، مما جعل فرنسا آنذاك تعتبره عدوها الأول. كما تحدث - حفل تخليد «يوم الوفاء» وإحياء ذكرى شهداء ورموز الحركة الاتحادية وطنيا ومحليا، الذي نظمت الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأكَادير، بمركب خير الدين والذي عرف تقديم عدة شهادات وكلمات لشخصيات وطنية ومحلية بهذه المناسبة.- عن دور الشهيد بعد الاستقلال في الدفاع عن تحرر المغرب من الاستبداد والظلم والقهر، وسيادة دولة القانون والعدل والحرية، وبناء المغرب على أسس قوية ومجابهة الطغاة ودمى الاستعمار والمتسلطين الذين تراموا على أجهزة الدولة، وأبعدوا قادة جيش التحرير والحركة الوطنية من المشاركة في تسيير البلاد. لكن أيادي الغدر، يقول بن سعيد أيت إدر، امتدت لتسكت صوت الشهيد عندما اختطفته بباريس لتغتاله وتخفي جثته وقبره في سنة 1965، في محاولة منها لمحو ذكراه غير أن الشهيد ورغم هذه المحاولة الدنيئة بقي مشعا بيننا وبقي شامخا وراسخا في مخيلة المغاربة قاطبة، بل في مخيلة العالم الثالث، لأنه لم يكن زعيما وقائدا للحركة الاتحادية واليسار المغربي فقط، بل زعيما لحركات التحرر بالعالم الثالث. واستمع الحاضرون، في يوم الوفاء، لشهادة محلية مؤثرة أيضا قدمها لحسن بولكَيد أحد المناضلين الاتحاديين الذين ذاقوا مرارة التعذيب في الأقبية السرية وغياهب الظلام، وقساوة السجون في بداية السبعينات من القرن الماضي، حيث حكى، في نوع من النوستالجيا، كيف انخرط في النضال في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1965، وكيف تعرف على رموزه بسوس من طينة مولاي الحفيظ الوثير وعمر الساحلي المتوكل ولحسن وهبي وعباس القباج... وحكى في شهادته كيف عانى المناضلون الاتحاديون بمنطقة سوس من جميع الاعتقالات المتسلسلة في سنوات 57 و59 و63 و65 و69 و70و71 و72 و73، وبالتالي فكل شعب لا يقدر شهداءه ورموزه -يقول بولكَيد- لا يمكن أن يكون شعبا كبيرا بين الأمم. لهذا يجب أن نفتخر بما قدمه هؤلاء الأحياء منهم والأموات لأنهم أعطوا الثمن غاليا وحرروا المغرب من التسلط والاستبداد... لذا فالمهدي لا يزال حيا بيننا وأيقونة ستعيش لسنوات وقرون، كما أن الشهداء عمر بن جلون ومحمد كَرينة وغيرهما كثير سيبقون مشعلا للنضال والكفاح من أجل مغرب الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، محمسا بذلك الشباب على الاستفادة من سير هؤلاء الشهداء والمناضلين الأحياء والأموات من أجل حمل مشعلهم والاستمرار في درب النضال لصيانة هذه المكتسبات التي يحاول اليوم الرجعيون والأصوليون محوها. هذا وتوالت الشهادات تلو الأخرى في هذا اللقاء الذي عرف حضورا متميزا ونوعيا، وكلمات الكتابة الإقليمية التي قدمها الكاتب الإقليمي العربي التلموذي وكلمة اللجنة المنظمة التي ألقاها جواد فرجي، حيث أكدت في مجملها على أهمية هذا اللقاء من أجل استحضار قيم وخصال وبطولات شهداء الاتحاد الاشتراكي ومناضليه بمنطقة سوس، وجعل تخليد ذكراهم نبراسا ومشعلا للأجيال الصاعدة للحفاظ على هذا الرصيد والإرث النضالي. وإلى جانب تخليد ذكرى الشهيد المهدي بنبركة وكذلك ذكرى الشهيدين عمر بن جلون ومحمد كرينة، تمت زيارة قبر الشهيد محمد كَرينة بمقبرة إحشاش بأكَادير، يوم 29 أكتوبر 2013، وقراءة الفاتحة جماعة ترحما عليه. كما تم الاحتفاء في اليوم الموالي برموز الاتحاد الاشتراكي بأكَادير وسوس منهم الأموات والأحياء من بينهم إبراهيم الراضي، محمد خويبي، عباس القباج، محمد بواليم، موسى بلحسن، حسين راديف، علي فرقة، محمد المتوكل الساحلي، سعيد الصولحي، الحسين عمي، لحسن المانوزي، سعيد أرباطي، المحجوب إدمحند، محمد بنيحيى، الرضى محمد بنموسى، محمد الصالحي والحسين أيت أحمد... وعرف يوم الوفاء عدة فقرات منها إنجاز لوحة تشكيلية للشهيد المهدي بنبركة ووصلات غنائية صامتة بواسطة آلة العود، وقراءة قصيدة زجلية للزجال والمناضل الاتحادي الصحراوي علال تيلوم.