«في البداية أهنئكم على نجاح الندوة حول الهجرة بمدرسة لمين بباريس, وهذه التجربة هي منهجية يجب أن تصبح متبعة في التواصل مع المجتمع ، يجب أن نكون في تواصل مع المواطنين، ولم يعد عملنا اليوم يقتصر على الاعتماد فقط على الهياكل التنظيمية الكلاسيكية للتواصل مع المجتمع ، بل لا بد من طرق جديدة والصيغة التي اخترتموها هذا الصباح كانت صيغة ناجحة وتظاهرتكم هي عمل يثلج الصدر, ونهنئكم على هذا النجاح الكبير.» بهذه الكلمة التوجيهية, افتتح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي المؤتمر الرابع للكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بباريس, ظهر يوم السبت 9 نوفمبر, والذي حضره مناضلون من مختلف المدن الفرنسية والفروع المتواجدة بها : اميان،اورليون،باريس، باريس الضاحية،موبوليي،اجان ،كليرمون فيرون.بالإضافة إلى حضور الكاتب الإقليمي للكتابة الإقليمية لبلجيكا محمد الربايبي. وأضاف الكاتب الأول «أحضر هذا المؤتمر بعد أن التزمت في اللجنة الإدارية ،إنني سوف اواكب المؤتمرات الإقليمية في الداخل وفي الخارج ،لأن الأرضية التي دافعت عليها في المؤتمر الاخير كانت هي ضرورة انبعاث جديد للحزب, وتجاوز الواقع الذي كان يوجد عليه .لقد أنهكتنا ثلاث ولايات في الحكومة وأضعفت هياكلنا الخصومات الداخلية وكذلك طريقة تدبير المرحلة.الأداة الحزبية عرفت ضعفا خطيرا ،وكان لا بد من انبعاث جديد ولا بد من عملية إعادة البناء، وقد اخترنا في ذلك سياسة العودة إلى المجتمع وكذلك الانغراس في المجتمع, واتجهنا الى الفضاءات الموجودة به وكانت أهمها النقابات والهيئات المدنية. إن هذا المؤتمر الإقليمي يضع على عاتقه إعادة التنظيم في كل فرنسا ، ، نحن من جهتنا سوف نحرص مع رفاقنا الفرنسيين في الحزب الاشتراكي أن يكون الولاء للحزبين معا بالمغرب وفرنسا، لأن القيم الاشتراكية واحدة, ولا بد أن يكون الحوار واضحا بين الحزبين في هذا الجانب .الحديث عن الاندماج لا بد أن يكون صريحا وحان الوقت للحديث عن ذلك.وعلى المناضلين الذين لهم عضوية بالاتحاد الاشتراكي ان يحصلوا على عضوية الحزب الاشتراكي بدولة الإقامة. لابد ان ننوه بمجهود الإخوان الذين حافظوا على الأداة الحزبية في فرنسا رغم بعض المشاكل التي اعترضتهم في عملهم.» الكاتب الإقليمي السابق عبد الحفيظ امزيغ : قدم لمحة عن الأنشطة التي قامت بها الكتابة الإقليمية السابقة, سواء اللقاءات المختلفة, بالاضافة الى تجديد فروع الحزب في مختلف المناطق ،باريس، باريس الضاحية،كليرمون فيرون،اجين ،اورليون ،أجين وهناك محاولات لتأسيس أخرى في مناطق ومدن فرنسية أخرى. التقرير المالي الذي قدمه الأمين المالي للكتابة محمد غلام, اكد على الوضعية المالية الصعبة للكتابة ,لغياب أية مداخيل رغم المصاريف المتعددة التي تمت في العديد من الأنشطة. وبعد تقديم التقرير المالي والادبي للكتابة الإقليمية ومناقشة التقريرين من طرف الاعضاء, تمت المصادقة عليهما بالاجماع .هذا اللقاء اطرته الأخت فتيحة سداس والأخ عبد المقصود الراشدي عضوا المكتب السياسي, وذكر عبد المقصود بالمجهود الكبير الذي يبذله الحزب من اجل استرجاع الدينامية الحزبية.وكيف نأخذ موقعنا في الانتخابات المقبلة وكيف ننفتح على الناس . فتيحة سداس في عرضها التأطيري, اشارت الى الدور الذي قام به الجيل الاول للهجرة أيام سنوات الرصاص، وأكدت على دور الاتحاد الاشتراكي في الحوار ،وقدمت توجيه المكتب السياسي في انتخاب الكتابة الاقليمية الجديدة. بعد نقاش جاد ومسؤول بين مختلف مكونات الحزب بفرنسا حول طرق العمل التي يجب اتباعها تبعا لتوصيات المؤتمر الاخير للحزب, تم مساء يوم 9 نوفمبر انتخاب كتابة اقليمية جديدة, واختيار الاستاذ شكيب بوعلو كاتبا اقليميا للحزب, وهو من قدماء مناضلي الحزب بفرنسا وكذلك عضو فاعل بالحزب الاشتراكي الفرنسي منذ سنوات طويلة،واستاذ بمدرسة المهندسين بباريس « ليمين» ورئيس المجلس العلمي الفرنسي المغربي للمهندسين والعلميين. وفي نهاية هذا المؤتمر تم توزيع المهام بين أعضاء الكتابة الجدد, وتم اصدار بيان, تطرق الى اهم التطورات التي عرفها المغرب, خاصة التطورات التي تمس القضية الوطنية الأولى للمغاربة، وكذلك آفاق التحالفات التي دخل فيها حزبنا ودوره اليوم كحزب أساسي في المعارضة،بالإضافة إلى الإستراتيجية التنظيمية للحزب بعد مؤتمره الوطني التاسع,ودعم القيادة الجديدة لإعادة إعطاء دينامية جديدة للعمل الحزبي. لائحة أعضاء الكتابة الإقليمية الجديدة لإقليم فرنسا : شكيب بوعلو: الكاتب الإقليمي فريد حسني: نائبه حميش مريم: أمينة المال عبد الرحيم لغبابرة: نائب الأمينة يوسف لهلالي: مسؤول عن التواصل سلمى بوسنيني: مسؤولة عن قطاع الشباب ياسين لشكر : مسؤول عن قطاع الشباب زهور دراس: المسؤولة عن القطاع النسائي سعيد زغلول: مسؤول العلاقات الخارجية عبد الحفيظ امزيغ,صلاح المانوزي, كمال وحيد, عثمان شهير,محمد حطابو,عمر العبادي,محمد غلام,لحسن ضيافي,عبد النبي زاهير,محمد حسني.مستشارون. ونوّه بالشعار الذي انعقد فيه المجلس الإقليمي لكونه يتجاوب مع توجهات المكتب السياسي, حين أعلن عن أن»الإلتزام بالوفاء هوالسبيل إلى المستقبل»واسترجاع مكانة الحزب سياسيا وتنظيميا حتى يكون حاضرا بقوة في الإستحقاقات القادمة،خاصة أن الحزب بعد المؤتمر الوطني التاسع عرف ثلاث محطات إشعاعية أساسية:محطة الإندماح الوحدوي بين الإتحاد الإشتراكي والحزب العمالي والحزب الإشتراكي, التي أبانت عن عزيمة ونية الإتحاد الإشتراكي في جمع العائلة اليسارية وتوحيدها. ومحطة 5 أكتوبر2013،التي برهنت للجميع على أن الحزب لازال قويا وحيا من خلال العدد الكبير من المناضلين الذين حجوا من كل مدن المغرب وقراه إلى الرباط،ومحطة يوم الوفاء لشهداء الحزب المنظم في 29أكتوبر2013،تقديرا واعترافا للتضحيات الغالية التي قدمها شهداء الحزب ومناضليه في محطات تاريخية لازالت راسخة في أذهان ووجدان الإتحاديين. ولهذا يأتي هذا اللقاء الحزبي التنظيمي باقليم اشتوكة أيت باها لإعطاء انطلاقة العمل بوسائل جديدة, قصد تحقيق انتظارات المواطنين ومواجهة التحديات،وتقوية الإندماج الوحدوي من خلال تفعيل الحزبين المندمجين في مكاتب الفروع والكتابة الإقليمية والكتابة الجهوية بعد تمثيليتهما في المكتب السياسي واللجنة الإدارية. وقال عضو المكتب السياسي،إننا نعيش اليوم في ظل وضع مترهل وكارثي بسبب السياسة الحكومية المتسمة بالإزدواجية في الخطاب حين كانت في السابق تنادي بتقليص عدد الوزراء،لكنها سرعان ما رفعت من عددهم بشكل فاجأ الجميع إلى درجة أنه لم يسبق لأية حكومة أن رفعت من عدد الوزراء إلى هذا الحد،والمتسمة أيضا بالتوجه التفقيري لطبقات المجتمع المغربي وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة،حين أقرت بالزيادات غير المنتظرة في الأسعار والمحروقات ... وكان من نتائج هذه السياسة تردي الأوضاع الإقتصادية وتأجيج التوترات الإجتماعية وتراجع موقع المغرب في كل المراتب العالمية التي حصلنا عليها في عهد حكومة اليوسفي،بدليل ارتفاع المديونية بشكل خطير،وأصبحت المؤسسات المالية الدولية تملي على الحكومة سياسة التفقير،مما يؤشر على كارثة حقيقية لأن القدرة الشرائية للمواطنين البسطاء لن تتحمل في النهاية هذه الزيادات. إن هذا الوضع يضطرنا،يضيف أحمد أبوه،إلى الرجوع لتقوية حياتنا التنظيمية والتواصل بطرق جديدة مع المجتمع،لأن مشروعنا التنظيمي والمجتمعي يحتم علينا أن ننفض غبار الإنتظارية والإستسلام عنا من أجل أن نسترجع موقعنا الإجتماعي والجماعي بعدد من المدن التي أضعناها إما بسبب سلوكنا وتصرفاتنا أوبسبب صراعاتنا وسوء تدبيرنا... ومن جانب آخر, أوضح نائب الكاتب الجهوي للحزب خنفرالبشير,أن المجلس الإقليمي ينعقد من أجل بلورة برنامج عمل منظم بغاية جعل الفروع الحزبية تستعيد حيويتها وتتقوى من أجل إنجاح المؤتمر الإقليمي المقبل وحضور الحزب وتواجده بقوة في الإستحقاقات المقبلة،خاصة أن السياحة السياسية ليس بهذا الإقليم وحده, بل بالمغرب كله تحتاج إلى عودة الإتحاد الإشتراكي إلى الواجهات المختلفة ليلعب دوره التاريخي في إنقاذ المغرب مجددا من سكتة ثانية. مضيفا أن تجربة الحكومة الحالية أبانت عن هشاشة كبيرة وارتباك واضح في تدبير العديد من الملفات وعن عجزها في معالجة القضايا الأساسية التي تؤرق المجتمع المغربي من الناحية الإقتصادية والإجتماعية،فضلا عن عجزها عن التنسيق بين مكونات الأغلبية وعلى التحكم في الوزراء, خاصة أنها تعرف طغيان الوزراء التقنوقراط عليها, بينما الحزب الأغلبي صار لا يتحكم إلا على الأقلية وهذا في حد ذاته تراجع خطيرعلى الدستور الجديد الذي خول صلاحيات كبرى لرئيس الحكومة. ونظرا للوضعية الهشة للحكومة،والتحول السياسي الذي تشهده بلادنا لا مفر لنا في هذه الجهة من تقوية حضورنا عبر التواصل وتقوية تحالفنا مع حزب الإستقلال الذي اصطف إلى جانب المعارضة،والرفع من أدائنا التنظيمي بتوسيعه وتجديد دماء الفروع والكتابات الإقليمية بالجهة حتى تكون سوس وازنة في العمل الحزبي. وفي السياق ذاته, أكد الكاتب الإقليمي للحزب لحسن الشلاغم, أن هذا اللقاء نروم منه شحذ الهمم وتقوية العزائم وحث المناضلين الإتحاديين بكافة الفروع الحزبية بالإقليم على مواصلة العمل التنظيمي قصد التغلغل في المجتمع في جمعياته ومؤسساته والإستعداد الجيد لإنجاح المؤتمر الإقليمي المقبل،لذلك سندرس في هذا المجلس الوضع التنظيمي بالإقليم من جميع الجوانب حتى نتبنى استراتيجية تنظيمية في المستقبل. وقد تلا هذه المداخلات والورقتين السياسية والتنظيمية, نقاش مستفيض من قبل أعضاء المجلس الإقليمي،حيث قدموا اقتراحات بناءة وفاعلة من أجل بلورة خارطة طريق على المستوى السياسي والتنظيمي بهذا الإقليم.كما تميزت كل النقاشات حول الوضع السياسي والتنظيمي بالجرأة والصراحة في النقد والنقد الذاتي في التقييم والتقويم للعمل الحزبي بالإقليم من أجل تنظيم حزبي قوي في المستقبل.