فجر مهنيو الصيد البحري فضيحة خطيرة بطلتها وزارة الفلاحة والصيد البحري التي أعلنت انتهاء الراحة البيولوجية قبل الأوان و رخصت مع مطلع الشهر الجاري لمختلف اساطيل الصيد بالشروع في صيد الرخويات وخصوصا الأخطبوط الذي تبين أن أحجامه مازالت صغيرة جدا وغير صالحة للصيد حيث لم تبلغ الحجم التجاري بعد . ورغم أن معظم مهنيي الصيد البحري نبهوا الوزارة إلى ضرورة تمديد فترة الراحة البيولوجية على الأقل لاسبوعين أو ثلاثة ريثما يبلغ الأخطبوط أحجامه التجارية إلا أن مسؤولي الوزارة صموا أذانهم وتشبثوا بتحديد الفاتح من الشهر لجاري كموعد لانطلاقة موسم الاخطبوط، غير أنه بعد 10 أيام فقط من انطلاق العملية تبين أن مختلف المصايد لاتتوفر سوى على صغار الأخطبوط ما جعل الوزارة ترتبك في محاولتها لتصحيح هذا الوضع . وبدل أن تصدر وزارة أخنوش قرارا حازما بضرورة منع عملية الصيد على جميع الأساطيل ،التقليدي والساحلي والأعالي، اختارت صغار الصيادين التقليديين لتصدر في حقهم قرارا بوقف نشاط صيد الاخطبوط بالنسبة لقطاع الصيد التقليدي دون غيره،والسماح لأسطولي أعالي البحار والساحلي بممارسة نشاطهما واصطياد الاخطبوط ما فوق عشرين ميلا بحريا. مع العلم بأن الصيادين التقليديين بمقدورهم إعادة لرمي الأخطبوط الصغير حيا في البحر عكس الصيد بالجر في الساحل والأعالي حيث يتم لساعات طوال اصطياد كميات كبيرة من الأخطبوط الذي لا يخرج ميتا ولا يمكن تدارك الأمر فيرمى في عرض البحر. حسن الطالبي رئيس جمعية أرباب قوارب الصيد التقليدي بالداخلة أكد ل «الاتحاد الاشتراكي» أن الوزارة «أبانت عن فشل ذريع في تدبير هذا الملف، فهي على الرغم من محاولة تسويقها لخطاب تدعي فيه أنها حريصة على حماية الثروات البحرية فإنها مع ذلك لا تملك أية وسائل تقنية وعلمية تسمح لها بمراقبة المنتوج المصطاد في عرض البحر و بالتالي فإن خطابها يظل يظل للترويج الاعلامي لا غير..» وأضاف الطالبي أن الوزارة تعلم جيدا أن الصيد التقليدي صيد انتقائي يستعمل في نشاطه وسائل صيد طبيعية من قبيل الكراشة والأوعية (الغراف)، ويمكنه رمي الاخطبوط حيا بعد أصطياه عكس أسطولي أعالي البحار والساحلي اللذين يصطادان بوسائل أصبحت متجاوزة وممنوعة دوليا كما أنهما غير خاضعين للمراقبة على الإطلاق داخل المجال البحري. بينما منوج الصيد التقليدي يراقب يوميا في اليابسة أثناء إفراغه في الرصيف . من جهتها دقت الجمعية المغربية لربابنة صيد الرخويات ناقوس الخطر في بلاغ لها ، أكدت من خلاله ، أنها، و في إطار تواصلها مع أعضائها المبحرين على متن بواخر الصيد بالجر، قد «أكدوا لها أنه تجري الآن عملية استنزاف خطيرة ?لبعض أصناف الرخويات و على الخصوص الأخطبوط .? فأصناف الأخطبوط المتواجدة حاليا في المصايد مازالت صغيرة و من الحجم غير المتداول تجاريا، و يتم إرجاعها إلى البحر ميتة بكميات كبيرة من طرف بواخر الصيد مما ينذر بحدوث كارثة بيئية و اقتصادية.? و حملت الجمعية ?مسؤولية استنزاف مصايد الرخويات لوزارة الفلاحة و الصيد البحري و كذا للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري مطالبة إياهما باتخاذ تدابير عاجلة من شأنها الحد من هذا الإستنزاف المفرط للثروة البحرية.?