منذ إنشائها سنة 1999 ، أخذت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على عاتقها مهمة تعميم ثقافة التضامن والاضطلاع بدور الرافعة الاجتماعية على مستوى مختلف جهات المملكة، بما يجعل منها تجربة نموذجية رائدة في مجال محاربة كل أشكال الفقر والهشاشة ونهج سياسة القرب من مختلف الفئات المستهدفة. فقد تمكنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، على مدى سنوات اشتغالها وبفضل استراتيجية القرب التي تبنتها، من الدخول في علاقة مباشرة مع الساكنة المستهدفة من نساء وشباب ومسنين وذوي احتياجات خاصة ومعرفة أحوالهم وتحديد حاجياتهم، وهو ما شكل النواة الصلبة لفعالية الخدمات التي تقدمها في مختلف المجالات. وبالفعل، فقد مكنت هذه الاستراتيجية المؤسسة من وضع مشاريع وبرامج تلبي حاجيات الساكنة المستهدفة، سواء تعلق الأمر بدعم التمدرس ، أو التكوين المهني، أو تكوين وتأهيل النساء، أو الادماج السوسيو-مهني للشباب، علاوة على دعم الأنشطة المدرة للدخل وتقديم المساعدات الإنسانية أو تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية. ففي مجال دعم التمدرس، تمكنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن من إنشاء عدد كبير من الدور المخصصة للفتيات والفتيان في المناطق القروية، وإحداث 11 إقامة للطلبة في مختلف جهات المملكة، وتنفيذ برنامج مكثف لصالح الأطفال الصغار وتلامذة المدارس في مناطق الرحل، علاوة على مساهمتها في إطار برنامجها الخاص بهذا المجال في إنجاز العديد من الإعداديات والثانويات في جميع أنحاء المملكة. كما حظي مجال التكوين المهني باهتمام خاص من طرف المؤسسة التي أنشأت العديد من المعاهد المتخصصة توفر تكوينا تأهيليا مع الحصول على دبلومات في مختلف المهن،إضافة إلى تكليف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والإدارات التي تتوفر على برامج تكوينية متخصصة ومعترف بها، بتسيير عشرين مركزا منجزا في هذا الإطار. وعملت المؤسسة، في هذا المجال أيضا، على إحداث تكوين تأهيلي خاص بالأنشطة المدرة للدخل يعطي للشباب إمكانية الاستفادة من تدريب متخصص يسمح لهم بتسويق منتجاتهم. كما تسعى المؤسسة إلى توطيد هذه البرامج من خلال توفير أدوات لدعم إعداد المشاريع وتمويلها ، بما في ذلك برنامج القروض الصغرى الذي عملت المؤسسة على تفعيله من خلال إحداث مركز محمد السادس لدعم التمويل الصغير التضامني بالدار البيضاء. من جهة أخرى، أولت مؤسسة محمد الخامس للتضامن أهمية كبرى لتكوين وتأهيل النساء، من خلال إحداث العديد من المراكز المخصصة لهذا الغرض، وذلك في إطار برنامج وتصور يراعي الإكراهات المرتبطة بأماكن إقامتهن والبعد الثقافي والإمكانات الاقتصادية للمناطق المعنية وكذا جودة الموارد البشرية المدعوة لضمان تسيير وتأطير هذا البرنامج. ومن أجل تسهيل ولوج النساء إلى هذه المراكز، تتضمن معظم هذه البنيات دورا للحضانة وفضاءات للعب لفائدة أطفالهن. وعلاوة على التكوين، فإن معظم برامج تأهيل المرأة تمكن من إحداث أنشطة مدرة للدخل تساهم في تعزيز استقلاليتهن المادية. وإضافة إلى فئة النساء، عملت المؤسسة على النهوض بالإدماج السوسيو-مهني للشباب من خلال إنشاء فضاءات مخصصة لتطوير كفاءات الشباب وتأطيرهم الاجتماعي-التربوي من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية. وقد خلقت هذه البرامج ، التي حظيت بإقبال وتقدير كبيرين من قبل الشباب، دينامية واسعة لدى الجمعيات التي أظهرت براعة خاصة في تطوير مختلف الأنشطة والأوراش التكوينية في مجال الفنون والحرف المطلوبة في سوق العمل. وفي سياق ذي صلة، أولت المؤسسة اهتماما خاصا للجمعيات وجعلتها بمثابة شريك مميز، حيث خولت لها تسيير أكثر من نصف مشاريعها في إطار شراكة محددة تحكمها قواعد المتابعة والتقييم. كما يتجلى دعم المؤسسة للجمعيات من خلال إنجاز فضاءات مكرسة لتطوير أنشطتها وتسويق منتوجاتها. وفي مجال البرامج المدرة للدخل التي تمكن من توليد مداخيل مستدامة للمستفيدين والترويج للمنتجات المحلية للمناطق المستهدفة، فقد أتاحت المؤسسة فرصة تنفيذ مئات المشاريع في القطاع الزراعي والصناعة التقليدية والسياحة، وذلك من خلال إحداث خمسين ملجأ قرويا وتكوين مرشدين سياحيين، وتكوين أطر في مهن المطاعم، وحرف المجوهرات والحلي وصياغة الأحجار الكريمة. وبالنسبة للمجال الطبي، وضعت مؤسسة محمد الخامس للتضامن ثلاثة برامج للاستجابة لحاجيات السكان المعوزين في مجال العناية الصحية، ذلك أنها تقدم دعما هاما للمستشفيات ومراكز الصحة والمستوصفات العمومية ، من حيث التجهيزات ومعدات التشخيص والتحليل والاستشارة والعناية، إضافة إلى تشييد مراكز صحية للقرب ، لا سيما في الوسط القروي، وبناء وحدات متخصصة كان يفتقر إليها المغرب من قبيل وحدة الحروق البالغة بالمركز الاستشفائي الجامعي للدار البيضاء. ومراكز الأنكولوجيا بمدينتي وجدة والحسيمة ومختلف مراكز تصفية الكلى. كما شيدت المؤسسة عدة بنيات للدعم الاجتماعي التربوي لفائدة الأطفال المرضى بالمستشفيات ومراكز استقبال ذوي الأمراض المزمنة وعائلاتهم، كما قامت بعدة اعمال طبية للقرب في مختلف جهات المملكة وخاصة بالمناطق الجبلية والقرى المعزولة ، من خلال قوافل متنقلة تتوفر على المعدات الضرورية ويؤطرها أطباء منتظمون في جمعيات. وإضافة إلى هذه المنجزات، شملت تدخلات مؤسسة محمد الخامس للتضامن مجالات أخرى لا تقل أهمية ، تتمثل على الخصوص في مساعدة المعاقين (إحداث 15 مركز للتكوين التأهيلي في مختلف المهن المناسبة للإعاقة)، والقيام بالعديد من التدخلات الإنسانية بما فيها استقبال المغاربة المقيمين بالخارج، والدعم الغذائي المقدم خلال شهر رمضان ، وإعانة الأسر بالقرى المعزولة والمناطق الجبلية خلال فصل الشتاء.