كثيرا ما يتم توصيف المغاربة بسفراء بلدهم في الخارج، إما لكون سلوكهم محمود، أو لما يقدموه من عمل ثقافي أو اجتماعي يرفع من درجة المغرب و المغاربة خارج الوطن. لكن بالمقابل هناك شريحة أخرى من المواطنين تسند لهم مسؤوليات دون أن يكون لهم وعي بحجم تلك المسؤوليات و لا بحجم الضرر المترتب عنها في حالة سوء استعمالها. و يتعلق الأمر هنا بمكاتب الخطوط الملكية المغربية بمطار محمد الخامس الدولي الذي يعتبر البوابة الرئيسة للمغرب (دخولا و مغادرة) التي تصقل آخر انطباع للمسافرين الأجانب على المغرب، و هم يتوجهون نحو بلدانهم. و يمكن اعتبار هذا المطار سفارة دولية بامتياز، نظرا لملايين المسافرين الوافدين عليه سنويا، و للوقع النفسي الذي قد يتركه تعامل مستخدمي هذه الشركة في نفسية عابري هذا المطار، و لن نذكر هنا بأهمية توافد هؤلاء المسافرين على الاقتصاد الوطني في هذه الظروف الصعبة، مما يجعل الحرص على حسن تدبير مرافق الشركة بالمطار أمرا ملحا، لا يقبل العبث و لا التقاعس و لا الارتجال. لكن، كثيرا ما نجد مستخدمين ممن تسلقوا في هرم المسؤولية بهذه الشركة الوطنية دون أن يكون لهم وعي بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، و لا بالضرر المحتمل الذي قد يخدشوا به صورة الوطن، إعمالا لمقولة إذا أسندت الأمور لغير أهلها، فانتظر الساعة. و الأمر يتعلق بنموذج المدعو (ر. عبد العزيز) المسؤول/المدير المشرف على مكاتب تسجيل المسافرين وأمتعتهم يوم الجمعة 01 / 11 / 2013 على الساعة السادسة مساء (الرحلة AT501 المتجهة نحو دكارالسنغال)، حيث كان يمارس أساليب استفزازية محطة للكرامة. فحين يهم المسافرون بالتقدم نحو مكاتب تسجيل أنفسهم و بضائعهم، يعترضهم مستخدمو شركة خاصة بالحراسة بطريقة مستفزة، حيث يطلب هؤلاء الاطلاع على جوازات السفر في بهو المطار، علما أن هذا الإجراء لا يمكن تفويضه لخواص، نظرا لما يقتضيه من حفض لسرية المعلومات الشخصية الخاصة بالمسافرين من جهة، و نظرا لتواجد حواجز من أشرطة وقائية منتصبة أمام مكاتب التسجيل، تكاد أن تكون رمزية، و هي المعمول بها في جميع المطارات لتنظيم طوابير المسافرين، من جهة أخرى. لكن أن يصدر تعامل محط لكرامة المسافرين و مرافقيهم بأمر و توجيه من المدير المسؤول السالف الذكر، فهذا أمر يستدعي الاهتمام، بحيث إن هذا السلوك، غير المقبول في حق ضيوف المغرب، يعتبر مبعثا للقلق، نظرا لما يحدثه من خدش لصورة الوطن في الخارج. إنه شكل من أشكال الأعطاب المتعددة التي تعاني منها شركة الخطوط الملكية المغربية بهذا المطار الاستراتيجي التي لم تقم بالنقاهة الضرورية لاستعادة عافيتها، و لا بتطهير جسدها ممن لا أهلية لهم، الذين لا يتهاونون في الانتقام بطريقتهم ضد الشركة المشغلة لهم و ضد المصالح العليا للوطن. أضف إلى ذلك، أن المصاعد الخاصة بالمسافرين معطلة منذ ما يزيد عن أسبوعين، حيث يضطر المسافرون (منهم المسنون و ذوو الحاجات الخاصة) إلى حمل حقائبهم على أكتافهم نحو الطابق الأول للمطار للتسجيل و المغادرة. إنه شكل من أشكال عشوائية التدبير الذي يضر بصورة المغرب و يستوجب قرارات حاسمة لإعادة الأمور إلى أصلها.