قال إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن « الموقف العدائي للجزائر اتجاه المغرب غير مفاجئ، لكونه رهين سياق سنوات السبعينيات» من القرن الماضي. وأكد لشكر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن « ما عبرت عنه الجزائر في أبوجا أو في إعلامها وكيفية تعاملها، لا في إطاراتها الشعبية ولا الرسمية، مع المغرب، ليس بجديد بالنسبة لنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، مشيرا إلى أن للجزائر «موقف عدائي إزاء المغرب يمتد من سنوات السبعينيات إلى اليوم». وقال إن الجزائر لازالت «تخاصم كل تطلعات الشعب المغربي سواء في استقراره أو في أمنه أو في وحدته الترابية «. وعبر لشكر عن أسفه لعدم تعامل الجزائر إيجابيا مع الانفتاح الذي أبداه المغرب، ومع محاولاته للتجاوز الايجابي للمشاكل العالقة وذلك بطرح بدائل واقتراحات. من جهة أخرى عقدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، مساء أول أمس ، لقاء تشاوريا مع قادة وممثلي الأحزاب السياسية الوطنية تمحور بالأساس حول آخر تطورات العلاقات المغربية الجزائرية على خلفية استدعاء المغرب يوم الاربعاء لسفيره المعتمد في الجزائر للتشاور. وأوضح صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذا اللقاء، أن كل ممثلي الأحزاب الحاضرة في هذا اللقاء التشاوري اعتبروا أن التصعيد من طرف الجزائر «غير مسؤول» ولا يسير في اتجاه تصفية الأجواء من أجل مساعدة الأممالمتحدة على القيام بمهامها في ما يخص إيجاد حل سياسي متوافق عليه لقضية الصحراء. وأضاف أن قادة الأحزاب السياسية شددوا أيضا على ضرورة الاستمرار في التعبئة، وأن المغاربة لا يمكن أن يسمحوا بتجاوز مستويات معينة أساسا في ما يخص قضيتهم الوطنية الأولى ومسألة ما يسمى بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو، مشيرا الى أن الأحزاب السياسية أجمعت على أن هذا يعد بمثابة «خط أحمر» بالنسبة للمغرب. وأضاف الوزير في عرض حول التطورات الأخيرة في العلاقات المغربية-الجزائرية، إثر قرار المغرب، أن «الحملة العدائية للجزائر ضد المغرب بلغت ذروتها إثر توجيه الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، يوم 28 أكتوبر الجاري، لرسالة إلى ندوة انعقدت في أبوجا، تضمنت العديد من المغالطات، واكتست طابعا عدائيا واضحا تجاه المغرب، واستفزازا خطيرا، كما اشتملت ادعاءات تضليلية وعبارات غير مسؤولة وغير مقبولة في حق المغرب، وهي معطيات تؤكد موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف». من جهته قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن وزير الخارجية قدم عرضا أمام مجلس الحكومة أشار فيه ، «أنه بدل الانخراط في المساهمة بجدية في البحث عن حل سياسي، فإن الجزائر تتجه من خلال هذه الرسالة إلى قضايا هامشية ومناورات تسويفية تعرقل العمل السياسي ، وتمدد من الوضع الراهن في المنطقة»، مشددا على أن الإصرار على استهداف المغرب لن يصرف أنظار الشعب الجزائري الشقيق عن انشغالاته الفعلية وانتظاراته المشروعة. واعتبر العرض أن هذه التصرفات المؤسفة والمتكررة تتعارض كليا مع الإرادة الصادقة التي أبداها دائما المغرب لإرساء علاقات أخوية، وعلاقات تعاون وحسن جوار مع الجزائر، وذلك بهدف النهوض بالاندماج المغاربي ورفع التحديات المتعددة التي تواجهها المنطقة. هلاقة بالموضوع أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الخميس، أن فرنسا دعت دوما الى التقارب بين المغرب والجزائر من أجل بناء مغرب عربي موحد. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، خلال لقاء مع الصحافة ردا على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء حول رد فعل باريس عقب قرار المغرب استدعاء سفيره بالجزائر للتشاور، إن «فرنسا ما فتئت تدعو الى تقارب بين المغرب والجزائر»، مؤكدا ان فرنسا تأمل في تعاون جيد بين البلدان المغاربية لرفع التحديات الكثيرة التي تواجهها المنطقة. وأضاف الناطق أن التحديات الكثيرة التي تواجهها البلدان المغاربية تستدعي تعاونا «إقليميا من أجل بناء مغرب عربي مستقر ومزدهر». وقرر المغرب يوم الاربعاء استدعاء سفيره في الجزائر للتشاور، عقب تمادي الجزائر في الأعمال الاستفزازية والمعادية تجاه المملكة وخاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء.