- ما السر في استمرار تفشي داء السل؟ - هناك عدة عوامل مساعدة على انتشار الأمراض بشكل عام وليس السل لوحده، ومنها التغيرات المناخية، أنماط العيش، سوء التغذية، العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تولد ضغوطات نفسية، هذه الضغوط التي لها تبعاتها على القصبات الهوائية والجهاز التنفسي، وضعف المناعة، مما يضعف المقاومة داخل الجهاز التنفسي، ويصبح لدى الجسم استعداد وقابلية للمرض، سيما بالنسبة لمن يعاني من داء السكري، داء فقدان المناعة، أمراض سرطانية ... بحيث يمكن لأي ميكروب أن يؤثر في الجسم بما فيها جرثومة كوخ، التي تتعدد المحددات والعوامل التي تساهم في نموها وتطورها، هذه المتغيرات هي التي تؤدي إلى تطور الفيروسات والميكروبات والتي ينكب الخبراء على دراستها. وبالتالي وجب الحفاظ على الجهاز التنفسي نقيا، وذلك باتباع عدة خطوات كعدم التدخين الكلي، سواء للسجائر أو الشيشا أو بدعة السجائر الالكترونية، حتى يتسنى الحفاظ على أنظمة المقاومة داخل الجهاز التنفسي. - ما هي الخطوات الواجب اتباعها لخفض نسب الإصابة بالداء ؟ - هناك اتفاقية في إطار الشراكة مع الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا والمنظمة العالمية للصحة ووزارة الصحة في هذا الباب، إذ هناك برنامج من أجل تسريع وتيرة تخفيض نسب الإصابة بداء السل، بالنظر إلى أنه يعتبر التزاما للدولة المغربية من خلال الهدف السادس لبرنامج الألفية الإنمائية ، وذلك بتقليص النسب على الأقل بنسبة 50 في المئة، في أفق 2015، والذي لايمكن بلوغه إلا من خلال تسجيل نسبة خفض سنوية تصل إلى 6 في المئة، وهو ما لم يتأت ، إذ لانتجاوز نسبة 3 في المئة. وبالتالي ، ومن أجل تسريع الوتيرة بشكل فعلي، يجب النهوض بالتحاليل، تدبير الموارد البشرية بكيفية أولوية عبر التدبير الجهوي وسد الخصاص، بالنظر إلى أن هناك 4 جهات في المغرب تسجل بها حوالي 70 في المئة من الحالات ، وهي جهة الدارالبيضاء الكبرى، سلاالرباط زمور زعير، فاس بولمان، طنجةتطوان، وذلك وفقا لحاجيات كل جهة من هذه الموارد البشرية، بالإضافة إلى إشكالية توزيع الدواء الذي يجب عدم مركزة توزيعه، وعدم مركزة التنسيق في محاربة داء السل، وذلك من خلال خلق تنسيقيات متخصصة على صعيد الجهات، دورها مرافقة الأطباء المتخصصين على صعيد الجهة، مراقبة توزيع الأدوية وتواجدها، المساهمة في الفحص المبكر للمرض، الاتصال بالمنقطعين عن الدواء حتى لايتسببوا في تفشي داء السل المقاوم، ترتيب استشفاء الحالات، ثم هناك نقطة سوداء والمتمثلة في شبكات مختبرات التحاليل لداء السل من المستوصف إلى المختبر المرجعي، وبالتالي وجب إعادة ترتيب وتنظيم المختبرات، نظرا لكون منطق البرنامج الوطني يتمثل بالأساس في الاكتشاف والفحص عن طريق المختبر، فضلا عن تكوين الممرضين المتخصصين في التحليل الميكروسكوبي للبصاق. - وقعتم اتفاقية ، بالنظر إلى تجربتكم كجمعية، ما أهدافها؟ - جمعية الانقاذ من السل والأمراض التنفسية، تشتغل دائما ، وبتنسيق في إطار البرنامج الوطني لمحاربة داء السل مع احترام استراتيجية المغرب في هذا المجال، لأن للجمعية خبرة في تأسيس هذا البرنامج والعمل الميداني، ولها خبرة من حيث الأطباء ومن خلال التنسيق مع مختلف المتدخلين والمنتخبين والمسؤولين المحليين، وكذلك القطاعات الأخرى ضمنها التعليم، وتحديدا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وهي الخبرات التي راكمتها منذ تأسيسها سنة 1996 . وبناء على الاتفاقية الموقعة، فإن الجمعية ستساهم في العمل على انخفاض معدلات الإصابة، وفي الفحص المبكر، مراقبة وتتبع كل ما يقع خاصة على مستوى الجهة، التوعية الصحية ومصاحبة البرنامج على مستوى الجماعات وكل المتدخلين والقيام بأبحاث ميدانية وتكوين الأطباء العامين في هذا المجال. (*) رئيسة جمعية الإنقاذ من السل والأمراض التنفسية