حجز مساء أول أمس الثلاثاء فريقا الرجاء البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي مقعديهما في نهائي كأس العرش 2012 - 2013، بعد تفوقهما في مبارتي نصف النهاية، اللتين احتضنهما المركب الكبير لفاس، على التوالي على كل من أولمبيك أسفي ورجاء بني ملال. وتعد هذه ثاني مرة يلتقي فيها الفريقان في النهاية، بعد موسم 1976 - 1977، التي عاد فيها اللقب للرجاء بعد فوزه بهدف واحد، ورابع مرة يبلغ فيها الفريق الدكالي اللقاء النهائي، بعدما لعب نهايتين مع الجيش الملكي موسمي 84 - 85 و 85 - 86 وانهزم فيهما 3 - 0 و 3 - 1، فيما يبحث الفريق البيضاوي عن لقبه الثامن، في المباراة النهائية المقررة يوم 18 نونبر المقبل. ففي المباراة الأولى، وعكس ما صرح به المدرب المسفيوي بادو الزاكي، الذي توقع أن تحقق عناصره التأهل، كان للمدرب الرجاوي امحمد فاخر رأي آخر، حيث كان أكثر واقعية، بعدما أكد أن رقعة الميدان هي التي ستحدد التأهل. ومع انطلاقة هذه المباراة، التي أدارها الحكم الدولي رضوان جيد، كانت المناورة للفريق الأخضر، بواسطة الراقي، قبل أن يعود محسن ياجور في الدقيقة 10 ويقود مجهودا فرديا لكن الشطيبي لم يكن موفقا. وتواصل الضغط الرجاوي، بتوغل الحافظي في الدقيقة 14، حيث راوغ داخل المعترك وانفرد بالحارس المسفيوي حمزة حمودي، الذي كان موقفا في تدخله. وسدد محسن ياجور كرة مركزة، لكنها تمر محاذية لشباك الحارس حمودي، الذي تألق في العديد من المناسبات، في غياب أي فرصة حقيقية لأولمبيك آسفي طيلة الشوط الأول، باستثناء الخطأ الذي كاد أن يقع فيه الحارس خالد العسكري. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وخلال الشوط الثاني، تواصل نفس السيناريو، حيث مارس الفريق الأخضر ضغطا رهيبا على معترك عمليات الفريق المسفيوي، الذي كانت محاولاته خجولة، قبل أن تحمل الدقيقة 50 خبرا سار للجماهير الخضراء، بعدما طرد محسن ياجور نحسا لازمه في عدة مباريات، ويهز شباك الحارس حمودي. وفي الوقت الذي كان الجمهور المسفيوي ينتظر رد فعل فريقه، يرفض الرجاء أن يترك المبادرة لأبناء المدرب بادو الزاكي، ويصر على ضغطه من كل الجهات، مع تضييع العديد من الفرص بواسطة كل من عادل الكروشي ومتولي والحافظي ومحسن ياجور. ليعلن الحكم عن نهاية اللقاء بتحقيق الرجاء التأهل إلى المباراة النهائية، الذي سيكون فيها مدافعا عن اللقب الذي أحرزه في الموسم الماضي. وفي المباراة الثانية، التي انطلقت في الساعة الثامنة ليلا، والتي قادها الحكم نورالدين الجعفري، كذب فريق رجاء بني ملال كل التكهنات ودخل اللقاء دون مركب نقص، وكان ندا قويا للدفاع الحسني الجديدي، بل كان صاحب المبادرة في أكثر من مناسبة، لولا تدخلات الحارس لعروبي. ولم يقدم الشوط الأول ما كان منتظرا منه، حيث كان تبادل الحملات بين الطرفين، دون أن تقلق راحة الحارسين، اللذين حافظا على نظافة شباكهما في هذا الشوط الأول. ومع بداية الجولة الثانية، ومع ضربة البداية، يشن الفريق الملالي هجوما خاطفا انتهي بقذيفة مركزة من رجل اللاعب ياسين ناوم على مشارف مربع العمليات، موقعا بذلك الهدف الأول. هذا الهدف استفز العناصر الدكالية، التي بادرت إلى الضغط على مرمى الحارس رفيق خرباش، فكان لها ما أرادت بواسطة اللاعب سوماح في الدقيقة 53، من تسديدة مركزة. وففي الوقت الذي كان ينتظر الجمهور الجديد مدا هجوميا للفريق الدكالي، يرفض ممثل القسم الثاني (الرجاء الملالي) أن يقبل بدور الكومبارس، ويعود من جديد للتهديف بعدما تمكن اللاعب اعميمي في الدقيقة 58 من تسجيل الهدف الثاني، مستغلا خطأ فادحا في التقدير للمدافع أسامة غريب. وأمام استغراب الجميع يعود الفريق الجديدي لتعديل الكفة في الدقيقة 67، في الوقت الذي لم يحسن دفاع الفريق الملالي تطبيق خطة الشرود، حيث تمكن حدراف من تعديل الكفة بطريقة جميلة. لينتهي الوقت القانوني بالتعادل بهدفين لمثلهما ويحتكم الفريقان للشوطين الاضافيين، دون أن تتغير النتيجة، لتكون الضربات الترجيحية هي الفيصل، ورجحت كفة الفريق الدكالي، بعدما الفريق الملالي ضربتي جزاء. تصريحات بادو الزاكي، مدرب أولمبيك آسفي «لقد انهزمنا بسبب قلة التجربة وكثرة الأخطاء، التي ارتكبها خط دفاعنا، إضافة إلى التسرع وعدم ثقة اللاعبين في أنفسهم. مع بداية الشوط الثاني تحسن أداؤنا وضيعنا بعض الفرص، لكن فريق الرجاء كان هو الأقوى بحكم تجربته وتعود لاعبيه على لعب الأدوار الطلائعية في منافسات الكأس.» امحمد فاخر، مدرب الرجاء الرياضي «أظن أن النتيجة منطقية، لأنه كان هناك عرض جيد ومقنع للاعبين، وكان في إمكاننا حسم التأهل في الشوط الأول، لكننا ضيعنا العديد من الفرص، خاصة محسن ياجور الذي أشكره على الهدف الذي كان من قدمه بطريقة رائعة، وأعتقد أن من خلاله سيعود إن شاء الله للتهديف بعد صيام طويل». عبد الحق بنشيخة، مدرب الدفاع الجديدي «لم نتوقع المستوى الذي ظهر به الفريق الملالي، الذي لعب بطريقة جيدة، وخلق لنا متاعب في طريقة اللعب، خاصة خلال الشوط الأول. ومع توجيهات الشوط الثاني تحرك الفريق للبحث عن الهدف، لكن استقبلنا هدفين بسبب قلة التجربة، غير أننا عدنا في النتيجة مرتين، قبل أن تنصفنا الضربات الترجيحية. لقد حققنا التأهل، وعلينا العمل من أجل الفوز بهذه الكأس الغالية. أشكر اللاعبين والجمهور الذي رافقنا إلى فاس». محمد الأشهابي، مدرب رجاء بني ملال «أشكر اللاعبين على المقابلة الكبيرة التي قدموها. لقد كان مسارنا في هذه المسابقة جيدا، حيث بلغنا نصف النهاية. والآن عيلنا التركيز على البطولة الوطنية، وبالتالي تحقيق حلم العودة إلى الدوري الاحترافي. وأهنئ الدفاع الحسني الجديدي على تأهله».