في روايته «الجهل» (المركز الثقافي العربي، ترجمة معن عاقل) يغوص الكاتب التشيكي ميلان كونديرا في إشكالية الوطن والمنفى من خلال شخصيتين محوريتين هما: إرينا وجوزيف اللذان نفاهما التاريخ بعيداً من وطنهما. وهما حين يُقرّران العودة إلى بلدهما في إجازة قصيرة، يحاولان لمّ الشّمْل، لكنّ الأحداث لا تجري كما يتوقعان، وتأتي المشاعر والأحاسيس المتناقضة لتشويه الصورة المعتادة عن العودة إلى البلد. شخصيات هذه الرواية، كما شخصيات كونديرا بعامة، تذهب وتأتي للرسّوّ في مكان ما. تتقاطع المصائر والأقدار، وتتصادم وتخفق لكي تتجه في اتجاهات متباينة. وعندئذ تمتزج المشاعر المتناقضة بينما يبقى وجه الجهل موجوداً في كلّ مكان: جهل بالبلد، جهل بالتطورات والتبدلات، وأيضاً جهل بالأشخاص في ما يتعلّق بتشابهاتهم بواسطة لعبة تزييف الذاكرة أو هشاشة العلاقات.