عكر صوت الرصاص الحي سكون ليل سكان دوار بوصافي التابع لجماعة خميس الساحل إقليمالعرائش ،إذ مباشرة بعد سماع دوي إطلاق الرصاص الكثيف، هرع سكان الدوار جماعة إلى مكان إطلاق الرصاص ليلة يوم الأحد 20 أكتوبر الجاري، ليتفاجأ الجميع بحمام الدم الذي كان يسبح فيه أربع ضحايا من سكان الدوار . وبحسب شهادات أهل قرية بوصافي، فإن قطيعا من المعز تاه بين الحقول من أحد الرعاة ، هذا الأخير أخبر أهل القرية ، لينهض شباب من الدوار المذكور قصد البحث عن القطيع التائه ، إذ فور وصول الشبان الأربعة بالقرب من ضيعة "فؤادي" المعروفة سابقا بضيعة "خواكين " حتى باغتهم أحد الحراس بطلقات نارية من بندقية صيد أصاب رصاصها الجميع ، ليتأجج الوضع داخل القرية ، فيتم مهاتفة ممثل الدائرة بالجماعة محمد حماني الذي انتقل على الفور إلى مكان الحادث ، وطلب النجدة من السلطات المسؤولة . ومباشرة بعد وصول النجدة ونقل المصابين إلى مستشفى لالة مريم بمدينة العرائش ، تبين أن أحدهم يبلغ من العمر ثلاثين سنة قد فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، فيما أصيب الثلاثة الباقون إصابات جد خطيرة . وفور إعلام السلطات الأمنية بالحادث انتقل إلى عين المكان قائد سرية الدرك الملكي بخميس الساحل ، هذا الأخير وبالنظر إلى خطورة الحادث أعلم القيادة الجهوية بالوقائع ، لينتقل القائد الجهوي للدر الملكي بطنجة على الفور إلى الدوار قصد الإشراف على تفاصيل التحقيقات الأمنية، خصوصا وأن ساكنة الدوار لها نزاع قديم مع صاحب الضيعة الفلاحية المتخصصة في زراعة الآفوكا، و الذي قام في وقت سابق حسب تصريحات أهل القرية بالسطو على مساحات كبيرة من الملك الغابوي، بمباركة من السلطات المحلية ومسؤولي المياه والغابات ... هذا إلى قطعه الطريق على أهل الدوار ، وتشييده سدا تليا دون ترخيص من السلطات المحلية ووكالة الحوض المائي اللوكوس ، مما أكسبه - حسب ذات التصريحات - سلطة فوق سلطة القانون و عنجهية أفضت إلى ارتكابه هاته الجريمة. وفي اتصال لمكتب الجريدة برئيس الجماعة القروية خميس الساحل والبرلماني الاتحادي عن دائرة العرائش، أكد الأخ حماني أن ما وقع ليلة الأحد المنصرم نتيجة طبيعية لسكوت وارتكان الجهات المختصة لنداءات الساكنة وممثليهم في المؤسسات الدستورية ، بالرغم من إثارة المشكل على عدة مستويات ، إذ يتساءل الأخ حماني كيف للجهة المتورطة في هاته الجريمة أن تعمد الى قطع الطريق و الماء عن ثلاثة مداشر بالجماعة أمام صمت المسؤولين ؟ ومن هي الجهة التي توفر الحماية لهاته اللوبيات التي أصبحت هي المتحكمة في أرزاق السكان . ويضيف محدثنا أن الجميع أصبح متورطا في مقتل الشاب البغدادي وإراقة دماء الثلاثة الأبرياء الآخرين وأن على الجهات المسؤولة إضافة الى معاقبة مرتكبي هاته الجريمة، فتح تحقيق نزيه وموسع في أوضاع ساكنة دوار بوصافي والنواحي ، الذين سلبت مراعيهم وحرموا من الماء والطريق ، وأن الاكتفاء بفتح تحقيق قضائي في وقائع جريمة إطلاق الرصاص لن يحل المشكل ما لم يتم معالجته من الأصل .