أعدت المديرية التقنية لتدبير التراث الانثوغرافي والتنمية المستدامة بحوض البحر الأبيض المتوسط. مشروعا أطلقت عليه اسم « ايتنومد « ، ويعتبر هذا المشروع ورشا من الأوراش الكبيرة التي تم إطلاقها بين إقليمغرناطة التابع للجهة المستقلة الأندلس وشمال المغرب. ومن أجل تسريع الخطوات العملية لهذا المشروع على الأرض الواقع,قام رئيس بلدية وادي لو وبرلماني المنطقة محمد الملاحي بزيارة رسمية يومي 17 و 18 أكتوبر الجاري،عقدت خلالها لجنة القيادة المكونة من بلدية وادي لو وبلدية شفشاون والمجلس الإقليميلغرناطة اجتماعا خصص لمراجعة منجزات البرنامج الفرعي ايطنوميد المندرج ضمن البرنامج العام بوكطفيكس, الممول من طرف الصندوق الأوربي فيدير، وبحث برمجة فائض البرنامج في مشاريع إضافية تم الاتفاق عليها داخل اللجنة والتي تدخل ضمن محاور وخطوط البرنامج المسموح بها . وتندرج هذه الاتفاقية في إطار المشاريع التنموية التي تشهدها بلدية وادي لو في مختلف المجالات زراعية وصناعية، كما تهدف إلى تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل بلدية وادي لو وأولوياتها المحلية في العمل على تنمية المدينة، وتحسين مستواها وتطوير البنيات التحتية، ودعم الحكم الجيد، وتيسير عمليات التنمية الاقتصادية المحلية. وبهذا ,فإن هذه الإستراتيجية تعمل على العمل بطريقة أكثر فاعلية مع المجتمع المدني والشركاء الداعمين لتحسين مساهماتهم في التنمية الوطنية، والرامية إلى تقوية مشروع الشراكة في ميدان التراث الانثوغرافي المشترك ما بين غرناطة وشمال المغرب وبصفة خاصة مناطق جبالة وغمارة. وفي تصريح خص به جريدة الاتحاد الاشتراكي, قال محمد الملاحي إن»بلدية وادي لو وبحكم تواجدها في المنطقة الجبلية حظيت بشرف المساهمة في هذا المشروع الكبير الذي يرمي إلى دعم الحوار الثقافي والتنمية السوسيو اقتصادية وتعزيز دور المرأة في المحيط القروي من خلال دعم بعض الأنشطة الاقتصادية الحيوية مثل الفلاحة والصناعة التقليدية وغيرها من الحرف اليدوية التي يصنفها هذا المشروع ضمن التراث المادي الواجب الحفاظ عليه وضمان نقله بكل حمولته الرمزية وأبعاده الثقافية إلى الأجيال المقبلة». واعتبر محمد الملاحي رئيس الجماعة الحضرية بوادي لو أن « هذه الزيارة تدخل كذلك في إطار الدبلوماسية المتوازية التي تقوم بها المملكة المغربية للدفاع عن القضية الوطنية، وربط أواصر التعاون بين البلدين، وتجسيد مبدأ التعايش الذي تنهجه بعض التكتلات التي ما فتئت تعمل على ضرب كل المخططات الواهية التي تقوم بها الحركة الانفصالية في الجارة الإسبانية». واستنادا إلى الورقة التقنية التي أعدتها مديرية مشروع « إيتنوميد» فإن الأهداف المركزية التي يهدف هذا المشروع إلى تحقيقها تتمثل في التعريف بالغنى الحضاري والقيم التاريخية لمنطقة غمارة وتنوعها, بالإضافة إلى تسليط الضوء على علمائها وقراها ومدنها وشكلها المعماري الأندلسي وإلى الترويج السمعي البصري للتراث الثقافي اللامادي لمنطقة وادي لو ونواحيها والذي يشمل الفنون الموسيقية والأشعار والحرف التقليدية. وبخصوص التكلفة المالية لهاته المشاريع, فإنها جاءت مقسمة على شكل فصول الميزانية, حيث خصص لبرنامج المحافظة على الذاكرة من خلال المتاحف والمآثر مبلغ 21 ألف أورو، ومبلغ 16 ألف أورو للإنتاجات السمعية البصرية التي تهدف إلى الترويج لمنطقة غمارة وجبالة عبر أشرطة وثائقية بهدف جلب السياح الأجانب إلى المنطقة. كما لم يتم إغفال المحافظة على الحرف اليدوية ومهن الصناعة التقليدية وبصفة خاصة الخزفية من الاندثار، حيث تم تخصيص مبلغ 21 ألف أورو لمساعدة التعاونيات الحرفية على الإنتاج وتسويق موادها, سواء في الأسواق المحلية أو الأوربية من خلال المساعدة التقنية وتقديم الدعم في مهارات التسويق. كما تطرق المشروع بتفصيل دقيق لمختلف المراحل المتعلقة بدعم المقاولين بكل من إقليمغرناطة ومنطقة وادي لو والشاون من خلال تقييم أفكار مشاريع الاستثمار بالتراب المغربي وعقد دورات بكيفية فردية لرجال الأعمال والمقاولات من أجل دعم التعاون العابر للحدود بين المقاولين المنتمين لإقليمغرناطة ونظرائهم بكل من بلدية وادي لو وشفشاون. ويذكر أن هذا المشروع يقوم بالإشراف عليه كل من المجلس الإقليميلغرناطة من خلال مندوبية التشغيل والتنمية الإقليمية وهو يحظى بدعم من الاتحاد الأوربي بواسطة آلية تمويل الصندوق الأوربي للتنمية الجهوية.