من بين الظواهر السلبية التي أصبحت تقض مضجع سكان مدينة تيكوين ظاهرة بوجلود / بيلماون التي تقام كل سنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث يتجند العشرات من الشباب العاطل لخلق جو من المنافسة بين مختلف أحياء المدينة لتنظيم كرنفال عشوائي وبدائي تتنكر من خلاله فئة من الشباب خلف لباس مصنوع من جلود أضحية العيد، خاصة جلد الماعز، ترافقهم فرق من الطبالين والعازفين على آلات المزامير والدفوف ومجموعة من الأجسام البهلوانية يتكون اغلبها من المراهقين والقاصرين حيث يرقصون ويتمايلون عبر شوارع وأزقة المدينة على ضجيج هذا الصخب غير المتجانس ، بينما يركض الأشخاص المغلفون بجلد الماعز من قمة الرأس إلى أخمص القدمين بابتزاز المتفرجين والمارين وإزعاجهم بتقليد صوت البعير أو ضربهم بحوافر الماعز التي يحملونها معهم من أجل الحصول على بعض الدريهمات أو قطعة من السكر من بعض الأسر التي مازالت تؤمن ب«الخرافات» وتعتقد أن ضربات بوجلود / بيلماون تزيل النحس وتنزل الخير و البركات . إنها حقا ظاهرة أصبحت مزعجة وسلبية وتعكر صفو هذا العيد الديني المتميز وتقلق راحة السكان قبل وبعد يوم العاشر من ذي الحجة من كل سنة، خاصة وأنها قد تسببت في عدة أحداث مؤلمة أدى بعضها إلى الوفاة بعد أن كانت تنظم عبر تاريخ المنطقة عشية اليوم الثاني من عيد الأضحى بشكل معقول بغية إحياء هذه الحلقة من الموروث الثقافي الذي تزخر به منطقة سوس بشكل عام ومدينة تيكوين على وجه الخصوص، و التي انطلقت بها هذه الفوضى في الليلة الأولى من شهر أكتوبر والأكيد أنها ستستمر إلى آخره دون أن تتحرك السلطات المحلية وكأنها لا تبالي بهذا العبث اوعلى الأقل تقنينه وعدم الترخيص إلا للجمعيات الثقافية المهتمة بإحياء التراث المحلي على غرار مدينة الدشيرة بعمالة انزكان ايت ملول . لكن وعلى ما يبدو أنها جد مرتاحة لهذا التضبيع و الإزعاج و التسول المقنع الجديد للتخفيف من أزمة البطالة ما لم يتحول الأمر إلى احتجاج وتنديد !