انعقد لقاء ، نهاية الشهر الماضي، جمع الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتاونات والنائب البرلماني عبد العزيز العبودي مع مكتب فرع تبودة ومجموعة من فعاليات وسكان المنطقة . اللقاء عرف مناقشة مجموعة من القضايا والمشاكل تهم ساكنة جماعة تبودة المنتمية لدائرة غفساي ، منها التعليم، حيث تعترض هذه المنظومة مجموعة من المعيقات ، إذ أن جل الوحدات المدرسية غير مزودة بالماء والكهرباء والمرافق الصحية وتعرف أيضا خصاصا في ما يخص الطاولات، المكاتب، خزانات.. إلخ ولا تستفيد من التدفئة أيام البرد. زد على ذلك افتقادها الى الوحدات السكنية وعزلتها عن العالم الخارجي بسبب غياب المسالك الطرقية. إضافة إلى النقص في الأطر التربوية. كما أن بعض الحجرات مهددة بالانهيار، حيث انهارت مؤخرا حجرة بوحدة الحجارين التابعة لمجموعة مدارس اثنين تبودة ولحسن الحظ لم يصادف هذا الحادث تواجد التلاميذ بالقسم وإلا لوقعت الكارثة . من جهة أخرى طالب سكان دوار الكطاطة بتشييد وحدة مدرسية بدوارهم لكون أزيد من 100 تلميذ يقطعون يوميا حوالي 4 كيلومترات مما يعرضهم لمجموعة من المخاطر الطبيعية أو الغياب خلال موسم الشتاء، وبالتالي ضعف التحصيل الدراسي. ويعيش التعليم الثانوي الإعدادي أيضا ، مجموعة من المشاكل، حيث أن هناك مجموعة من التلاميذ يقطعون راجلين مسافة تتراوح ما بين 6 إلى 8 كلم يوميا فكيف يمكنهم التحصيل الدراسي؟ وكيف يمكن الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف الفتيات القرويات مع العلم أن دار الطالبة الموجودة بالجماعة لا تستوعب أزيد من 48 تلميذة، وفي هذا الموسم الدراسي بالذات هناك حوالي 53 طلبا للاستفادة مرهون بالانقطاع عن الدراسة، نظرا لغياب الأمن وعدم تواجد منازل للكراء بالمركز. وعلاقة بهذا الموضوع، فقد صادق المجلس القروي الموسم الماضي على رصد ميزانية من أجل العمل على توسيع دار الطالبة، لكن هذا الالتزام بقي مجرد حبر على ورق، وهو ما يفسر اللامبالاة من طرف المجلس. أضف إلى ذلك أن اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التربية الوطنية والمؤسسة الخيرية لدار الطالبة يشوبها الغموض ومجموعة من الشكوك على مستوى تنفيذ بنودها ، حيث تعرف اختلالا على مستوى كم وجودة المواد الغذائية مقارنة مع السنوات السابقة، وغياب المراقبة الطبية (التأشيرة الطبية) مما قد يوثر على صحة التلميذات، حسب ما صرح به رئيس الجمعية الخيرية لدار الطالبة. لهذا يطالب السكان بالعمل على إيجاد حلول لهذه المشاكل والتفكير على المدى القريب، لإيواء كل التلميذات والعمل من أجل توسيع دار الطالبة، وتشييد دار الطالب لتشجيع سكان المنطقة على التمدرس والاستقرار والحد من الهدر المدرسي والهجرة نحو المدن من أجل إتمام الدراسة. الموضوع الثاني الذي تمت مناقشته خلال الاجتماع يتعلق بالكهرباء، إذ تشتكي الساكنة من ضعف التوتر الكهربائي الذي يصل أحيانا الى أقل من 100 فولت مما يجعل بعض الأجهزة الكهربائية المنزلية عرضة للاتلاف. كما أنه يجب الاسراع في ايجاد حل للأعمدة الكهربائية المتساقطة عبر مختلف تراب الجماعة، والتي تشكل خطرا مميتا خاصة بالنسبة للأطفال. كما أن هناك تجمعات سكنية مازالت محرومة من الإنارة، وكمثال على ذلك سكان دوار الملاولة الذين يعيشون في ظلام دامس. ولم يتم ربط هذا الدوار بالشبكة الكهربائية بالرغم من أن الدواوير المجاورة له تستفيد من هذه الخدمة، شأن سكان هذا الدوار شأن مجموعة من السكان عبر مختلف دواوير الجماعة حيث شيدوا منازلهم مؤخرا ولم يتم توسيع الشبكة الكهربائية لتشملهم أيضا وليتحمل المسؤولون كامل المسؤولية عن الأخطار التي قد تنتج عن هذه اللامبالاة. الموضوع الثالث الذي تمت مناقشته يتعلق بالشبكة الطرقية، حيث تعاني الجماعة القروية من عزلة قاتلة بالرغم من انها ترتبط بثلاثة محاور مصنفة إقليميا : غفساي - تبودة، مرورا بأولاد صالح ثم غفساي - تبودة مرورا ببوقلعة، ثم تبودة - بني أحمد التابعة الى شفشاون، إلا أن هذه المحاور متهالكة منذ إنشائها نظرا لغياب الجودة في الانجاز وغياب المراقبة التي تطرح إشكالا بالمنطقة. وما يزيد الطين بلة هو تواجد هذه المحاور على تضاريس جبلية وتوفرها على منعرجات خطيرة تشكل عائقا أمام الحركة الطرقية. فهناك فرصة لفك هذه العزلة عن هذه الجماعة وذلك عبر انجاز مقطع طرقي يربط الجماعة بأربعاء بوقرة التابعة لإقليم وزان بطول لا يتجاوز 8 أو 9 كلم. ثم ايضا بإنجاز قنطرة على وادي أوديار لربط الجماعة أيضا بعين بوعيسى، فإنجاز وتعبيد هذا المقطع وإنجاز هذه القنطرة سيكون لهما تبعات ايجابية على المنطقة عامة والجماعة خاصة من خلال تقليص ساعات السفر نحو الغرب وخلق رواج تجاري واقتصادي بالمنطقة، وستكبح أيضا غلاء الأسعار (خضر، فواكه، مواد غذائية) التي تثقل كاهل الساكنة المغلوبة على امرها خاصة خلال موسم الأمطار وما تخلفه هذه الأخيرة من أضرار بالمحاور المذكورة أعلاه. وعلاقة بهذا الموضوع يطالب سكان مجموعة من الدواوير الذين يعيشون عزلة قاتلة ومعاناة لا تتصور (تايينزة ، المطمورة، الظواهر، مازيغة، عين بياضة، بوبريح، بوعلالة...) بفتح مسالك طرقية، وإنجاز منشآت فنية على مجاري المياه لتسهل عليهم عملية التنقل وولوج المصالح الإدارية والطبية، خاصة بالنسبة للنساء عند الولادة.