الركراكي يفتح الباب أمام تياغو.. ويؤكد: المغرب لا يلاحق كل لاعب بجذور مغربية    نشرة إنذارية: زخات رعدية مصحوبة بتساقط للبرد وبهبات رياح مرتقبة الجمعة بعدد من مناطق المملكة    قطار التعاون ينطلق بسرعة فائقة بين الرباط وباريس: ماكرون يحتفي بثمرة الشراكة مع المغرب    برشلونة يلتقي ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا غدا السبت    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    العالم والخبير في علم المناعة منصف السلاوي يقدم بالرباط سيرته الذاتية "الأفق المفتوح.. مسار حياة"    تقرير يكشف عن نقص في دعم متضرري زلزال الحوز: 16% لم يحصلوا على المساعدة    بودريقة يمثل أمام قاضي التحقيق .. وهذه لائحة التهم    افتتاح مركز لتدريب القوات الخاصة بجماعة القصر الصغير بتعاون مغربي أمريكي    إسكوبار الصحراء.. الناصري يلتمس من المحكمة مواجهته بالفنانة لطيفة رأفت    متدخلون: الفن والإبداع آخر حصن أمام انهيار الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي والحروب    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    عناصر بجبهة البوليساريو يسلمون أنفسهم طواعية للجيش المغربي    مذكرة السبت والأحد 26/27 أبريل    المغرب – الصين: الريادة النسائية في عصر الذكاء الاصطناعي محور ندوة بالرباط    إحصاء الخدمة العسكرية ينطلق وأبناء الجالية مدعوون للتسجيل    "البيجيدي" يعلن غياب وفد "حماس" عن مؤتمره    بعد الأحكام الأخيرة.. أسرة ياسين الشبلي تعلن اللجوء للقضاء الدولي    ضابط شرطة يطلق رصاصا تحذيريا لإيقاف مروج مخدرات حرض كلابا شرسة ضد عناصر الأمن بجرادة    مهرجان "كوميديا بلانكا" يعود في نسخته الثانية بالدار البيضاء    أرباح اتصالات المغرب تتراجع 5.9% خلال الربع الأول من 2025    "أسبوع المغرب في موريتانيا" يعزز الشراكة الاقتصادية والثقافية بين البلدين    "أمنستي" تدين تصاعد القمع بالجزائر    المغرب استورد أزيد من 820 ألف طن من النفايات والمواد القابلة لإعادة التدوير خلال 2024    أبرزها "كلاسيكو" بين الجيش والوداد.. العصبة تكشف عن برنامج الجولة 28    طنجة.. ندوة تنزيل تصاميم التهيئة تدعو لتقوية دور الجماعات وتقدم 15 توصية لتجاوز التعثرات    "البيجيدي" يعلن عدم حضور وفد حماس في جلسة افتتاح مؤتمره التاسع ببوزنيقة    اتفاقية تدعم مقاولات الصناعة الغذائية    فوضى أمام الفاتيكان في اليوم الأخير لوداع البابا فرنسيس الأول    الإعلان عن صفقة ب 11.3 مليار لتأهيل مطار الناظور- العروي    شراكة تجمع "ويبوك" وجامعة كرة القدم    على حمار أعْرَج يزُفّون ثقافتنا في هودج !    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يناقش "الحق في المدينة" وتحولات العمران    محاكمة أطباء دييغو مارادونا تكشف تفاصيل الأيام الأخيرة    ميسي يطلب التعاقد مع مودريتش.. وإنتر ميامي يتحرك    رفضا للإبادة في غزة.. إسبانيا تلغي صفقة تسلح مع شركة إسرائيلية    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    جرادة.. ضابط شرطة يطلق النار لتتوقيف ممبحوث عنه واجه الأمن بالكلاب الشرسة    كاتبة الدولة الدريوش تؤكد من أبيدجان إلتزام المملكة المغربية الراسخ بدعم التعاون الإفريقي في مجال الصيد البحري    الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين والمشاركين في الدورة ال 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    الزلزولي يعود للتهديف ويقود بيتيس نحو دوري الأبطال    الصين تنفي وجود مفاوضات تجارية مع واشنطن: لا مشاورات ولا اتفاق في الأفق    رواد سفينة الفضاء "شنتشو-20" يدخلون محطة الفضاء الصينية    حين يصنع النظام الجزائري أزماته: من "هاشتاغ" عابر إلى تصفية حسابات داخلية باسم السيادة    المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: المغرب نموذج للثقة الدولية والاستقرار الاقتصادي    من قبة البرلمان الجزائر: نائب برلماني يدعو إلى إعدام المخنثين    "الإيسيسكو" تقدم الدبلوماسية الحضارية كمفهوم جديد في معرض الكتاب    أكاديمية المملكة المغربية تسلّم شارات أربعة أعضاء جدد دوليّين    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    هل يُطْوى ملفّ النزاع حول الصحراء في‮ ‬ذكراه الخمسين؟    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غير بعيد عن مدينة المحمدية .. جماعة سيدي موسى المجذوب تعيش أقصى درجات الإقصاء!

جماعة سيدي موسى المجذوب المترامية الأطراف شرق مدينة المحمدية، يعرفها سكان المدن المجاورة: الدار البيضاء، المحمدية، وبوزنيقة وبنسليمان ، بفاكهة الصبار، والذي يطلق عليه اسم المجذبة ، ويعتبر من أجود أنواع الصبار، لكن لا أحد يعرف حجم معاناة ساكنتها البسطاء مع الإكراهات اليومية، لا أحد يدرك حجم التهميش والإهمال لمنطقة كان من الممكن أن تستثمر امكانياتها الطبيعية والسياحية للنهوض بها وإلحاقها بحركة التطور التي تعرفها جماعات قريبة منها.
جريدة الاتحاد الاشتراكي انتقلت إلى سيدي موسى المجذوب ، وجالست الساكنة، وعاينت الوضعية الشاذة لمجال جغرافي أراد له البعض أن يبقى خارج التاريخ وخارج المجال....
تعتبر منطقة سيدي موسى المجذوب أو «المجذبة» والمتكونة من الفخذات التالية : «اولاد سيدي عزوز بن احمد بن سيدي موسى المجذوب» ، «أولاد الهجالة»، «أولاد سيدي علي بن أحمد بن سيدي موسى المجذوب» ، و«الخلطة» من بين أهم الفخذات المكونة لقبيلة زناتة، نظرا لغناها الثقافي والروحي . ويعتبر سكان المنطقة هم سكان «فضالة» الأوائل، لكن ارتباطهم اللصيق بالأرض والفلاحة واهتمامهم بأضرحة ومقامات أجدادهم، جعلهم يبتعدون عن زحمة وضوضاء «فضالة» المحمدية حاليا. ويعتبر سكان «المجذبة» أناسا بسطاء عشقوا الفلاحة والفروسية التقليدية ، زهدوا الحياة وعرفوا ببساطتهم وتواضع معيشتهم، عاشوا لأكثر من 400 سنة بهاته الأرض التي أحبوها حتى الجنون.
تقع جماعة سيدي موسى المجذوب على بعد كيلومترات قليلة شرق المحمدية، تحدها جغرافيا الجماعة الحضرية لعين حرودة غربا، وتحدها شرقا جماعة سيدي موسى بن علي، وتحدها شمالا الجماعة القروية لبني يخلف، كما تحدها جنوبا الجماعة القروية الشلالات. تم إحداث هذه الجماعة بموجب التقسيم الاداري والترابي لسنة 1992 وتبلغ مساحتها الاجمالية 45 كيلومترا مربعا و يقطنها حوالي 15000 نسمة.
شبكة طرقية مهترئة
الطريق الى جماعة سيدي موسى المجذوب عبر المحمدية محفوفة بالمخاطر، فالطريق الوطنية في وضعية أقل مايمكن أن يقال عنها إنها كارثية بكل المعايير. فأشغال الإصلاح ابتدأت لكي لاتنتهي، والحفر المنتشرة على طول الطريق تهدد سلامة المواطنين ، فمن لايعرف المنطقة جيدا لابد أن يخرج من رحلته بأحد الضررين، فإن نجا من حادثة سير لاقدرها الله، فهو لن ينجو من مصاريف إصلاح عربته لكثرة «الفجاج» وضيق الطريق.
إن الموقع الجغرافي الذي تتميز به منطقة سيدي موسى المجذوب يجعل منها منطقة جلب لكل المستثمرين، سواء في المجال الصناعي أو السياحي أو الفلاحي، لكن عدم وجود بنية تحتية في المستوى يجعل هاته المميزات كلها غير كافية لاستقطاب استثمارات تعود بالنفع على الساكنة. فالتدهور الواضح في الشبكة الطرقية يشكل أكبر عائق للاستثمار بالمنطقة.
فالمنطقة تتوفر على شبكة طرقية اقليمية يرجع إنشاؤها إلى فترة الحماية، وهي الطرق الاقليمية رقم 3006 و3303 و3307، وهي في حالة جد مزرية، مما يشكل خطرا كبيرا على مستعمليها ، نظرا لتآكل جنباتها وكثرة الحفر في وسطها، مما يسجل معه كثرة حوادث السير وإزهاق أرواح المواطنين، كما تتوفر المنطقة كذلك على شبكة من المسالك العمومية يصل مجموع مساحتها إلى 50 كلم كلها في حالة جد مهترئة ومتهالكة، مما يؤدي إلى شبه حصار للسكان، وخصوصا في فصل الشتاء حيث تغرق جل هاته المسالك بالماء والوحل، رغم أن ميزانية الجماعة تكفي لترميم أغلبية هاته المسالك. كما يسجل غياب تام للجهات المختصة، وخصوصا المندوبية الاقليمية للتجهيز، رغم أن مسؤوليها وعدوا في أكثر من مرة ، ممثلي السكان بتعبيد المسلك العمومي الرابط بين المحمدية وسيدي العربي، والمعروف ب «طريق عيواج»، لكن دون أي تحرك يذكر.
« لم نكن نتوفر على الدراسات المرتبطة بالطرق، ووقعت الجماعة شراكة مع وزارة التجهيز للقيام بها، فخلصت مندوبية التجهيز إلى أن تكلفة الأشغال محددة في مليار و500 مليون سنتيم لإنجاز 33 كلمترا من الطرق، وتم الاتفاق على أن الأولوية للطرق والمسالك الأكثر تضررا لنفاجأ ببرمجة «طرق انتخابية»، فالرئيس تصرف في 200 مليون سنتيم لينجز مسلكا خاصا به من الطريق الوطنية رقم 1 إلى باب منزله..» تصريح لأحد المنتخبين بالجماعة، والذي أكد أن الاعتبارات الانتخابية الضيقة هي التي تزيد من تعقيد برمجة الطرق والمسالك بالجماعة.
أمام هذا الوضع يتساءل السكان عن أية تنمية محلية بدون شريان طرقي ولو البسيط، لأنه الأداة الوحيدة للاتصال فيما بين دواوير الجماعة والمناطق المجاورة
كثرة العربات وتدني الخدمات
يشكل قطاع المواصلات أهم قطاع لازدهار أي منطقة وتقدمها ، لكن مستوى الخدمات بهذا القطاع تبقى دون المطلوب، مما يشكل عائقا حقيقيا للسكان لقضاء حاجياتهم ،وخصوصا الخط الرابط ما بين المحمدية وسيدي موسى المجذوب. كما يشكل غلاء تسعيرات التنقل لدى جل الساكنة إكراها آخر لتقييد تحركاتهم، فمثلا غلاء تسعيرة التنقل ما بين المحمدية والمدرسة الفلاحية، مع العلم أن المسافة لا تتجاوز12 كلم . بالإضافة الى أن سيارات الأجرة، تنشط بالمنطقة. كذلك حافلات للنقل العمومي تابعة لاحدى الشركات لكنها لا تلتزم بمواعيد التنقل، حيث تشتغل بحافلة وحيدة تربط المحمدية والمدرسة الفلاحية تقتصر على التلاميذ فقط، مما يطرح اكثر من علامة استفهام لدى جل الساكنة.
محنة الأسر مع التعليم
من المفارقات الغريبة التي سجلناها هنا ونحن نستطلع واقع الحال بهذه الجماعة، أمر لم نستطع استيعابه، ويتعلق بمعاناة تلامذة المستوى الاعدادي، حيث يضطر التلاميذ القاطنون بدوار أولاد باحمد الشرقية والغربية والشمالية إلى متابعة الدراسة مستوى الإعدادي بمدينة المحمدية على اعتبار المسافة التي تربط بين دواويرهم والإعدادية الوحيدة بالمنطقة الحدودية مع بني يخلف ، وبعد إتمام المستوى الإعدادي يعودون إلى سيدي موسى المجذوب لاستكمال دراستهم الثانوية بالجماعة، في الوقت الذي يستفيد تلامذة بني يخلف الجماعة المجاورة لها من الاعدادية التي تتواجد بتراب الجماعة، والتي لايستفيد منها سوى بعض الدواوير.
يقول أحد رجال التعليم مصرحا للجريدة « .. نسجل هنا غياب تام للتعليم الأولي وهو ماينعكس سلبا على التعليم الابتدائي وبالتالي ترتفع نسبة الهدر المدرسي ومما يزيد الأمر تعقيدا أن أغلبية التلاميذ يغادرون مقاعد الدراسة في المستوى الاعدادي تبعا لما سبق أن أخبرناكم به..»
المجال الفلاحي وضرورة عصرنة القطاع
تتوفر منطقة سيدي موسى المجذوب على مساحة جد مهمة صالحة للزراعة تتنوع تربتها مابين الحمري و«لدهس» و«مكزاز»و «رملي»، صالحة لكل أنواع الخضراوات والفواكه والحبوب، لكن يبقى هذا النشاط جد فقير بالمقارنة مع مناطق اخرى ولا يرقى الى طموحات اغلبية السكان الذين يشكلون الفلاحين الصغار أغلبهم. إن غياب مركز فلاحي بالمنطقة وعدم وجود تعاونيات فلاحية يشكل مشكلا كبيرا لازدهار هذا القطاع. كما يلاحظ عدم اهتمام وزارة الفلاحة بإصلاح الساقية الواقعة على جنبات الواد المالح، والتي تم ترميمها لعدة مرات دون استعمالها، والتي كانت تخفف عبئا كبيرا عن صغار الفلاحين، للحيلولة دون زيادة مصاريف الكازوال وأدوات الري العصري. كما يسجل تساؤل السكان عن مصير سوق الجملة، والذي اقتنت الجماعة أربعة هكتارات و 31 آرا لإنشائه باولاد مومن والذي لا يزال يلفه الغموض. كما يسجل أيضا استياء كبير من طرف الكسابة البسطاء حول العلف المدعم من طرف الدولة، والذي لم يتم التوصل به لحد الآن حيث اصبح الكساب يخصص ميزانية اكبر من ميزانية معيشته للمواشي حتى لا تنفق بسبب الجوع والجفاف.
إن الوضع المزري للقطاع الفلاحي بسيدي موسى المجذوب ينذر بمشاكل جمة مستقبلا اذا لم تتحرك الجهات المسؤولة ، وذلك بمد يد العون للفلاح البسيط، لأن قلة موارده وتقلص الاراضي بفعل التقسيم الوراثي يحتم عليه ترك أرضه الى مكان آخرمجهول ليس بعالمه.
الصحةوالتعليم تدهور في الخدمات وقلة في الكفاءات
يعتبر التعليم والصحة قطاعين جد هامين لازدهار أي منطقة، لكن واقع الحال بسيدي موسى المجذوب يأتي عكس ذلك، فقطاع التعليم بالمنطقة يتدهور سنة بعد سنة، حيث تتواجد بالمنطقة مرافق تعليمية جلها غير صالح للتمدرس، وخصوصا المدارس الابتدائية مثل فرعية زناتة باولاد بااحمد ، والتي اصبح سقفها يهدد حياة التلاميذ والمعلمين في كل لحظة، لولا تدخل أد المحسنين وجمعية الآباء لإصلاح سقف بعض الاقسام في السنة الماضية للحيلولة دون وقوع كارثة انسانية، في حين تبقى مندوبية الوزارة الوصية في موقع المتفرج.
مدرسة أم الرايات الابتدائية باولاد مومن ليست بأحسن حال من نظيرتها، حيث يلاحظ عليها حالة التدهور في البنية التحتية، وخصوصا في فصل الشتاء، مما يؤدي الى غياب جو عادٍ للتمدرس ، هذا دون الحديث عن المستوى المتدني للتعليم، والغيابات المتكررة للمعلمين والغياب التام لدوريات مفتشي التعليم. التعليم الاعدادي بالجماعة لا يخلو كذلك من مشاكل كثيرة ، حيث تتواجد بالجماعة إعدادية وحيدة باولاد مومن يغيب عنها التسيير ووسائل النقل المدرسي، مما يضطر التلاميذ لقطع مسافات طويلة صباح مساء للوصول الى الاعدادية. كما يشكل الهاجس الامني لدى الآباء تخوفا كبيرا ، لأن الكثير من الفتيات والفتيان يتعرضون للسرقة والتحرش من طرف بعض المنحرفين من المناطق المجاورة للاعدادية، دون القيام بدوريات الدرك الملكي، وخصوصا في الساعات المتأخرة من اليوم.
كما تم إحداث ثانوية عمر المختار بدوار اولاد با احمد، وهي مبادرة حسنة قامت بها الوزارة الوصية حيث سيتم الشروع بها في الموسم الدراسي الحالي. لكن اغلبية الساكنة تأمل ان يدرج السلك الاعدادي بهاته الثانوية، حتى يتم تخفيف بعض الاعباء عنها، لأن تدني مستوى المواصلات بالمنطقة يجعل التلميذ البالغ من العمر 10 سنوات او حتى 14 سنة، يركب مغامرة غير محسوبة العواقب متوجها الى إعدادية اولاد موسى او بني يخلف او المحمدية، حيث لا تتوفر لهؤلاء التلاميذ سوى حافلة واحدة للنقل العمومي يتكدس بها أكثر من 80 تلميذا.
الحديث عن قطاع الصحة بسيدي موسى المجذوب حديث ذو شجون من طرف كل ساكنة (المجذبة)، حيث تغيب عنه الأطر المؤهلة والمرافق الصحية الصالحة للتطبيب ، حيث لاتتوفر الجماعة سوى على مستوصفين قرويين أحدهما بسيدي موسى المجذوب المركز، الا انه في هاته الاونة تتم توسعته، وآخر باولاد با احمد بدأ العمل به في بحر هاته السنة. لكن السكان يشتكون فيه من سوء الخدمات و خصوصا من الممرضة التي قدمت في حقها عدة شكايات الى مندوبية الصحة دون أي تدخل رادع من طرف الجهاز الوصي بدعوى قلة الاطر الطبية. رغم هذا فلاتزال الساكنة تمني النفس بإنشاء مستوصفين قرويين بكل من اولاد سيدي عزوز واولاد مومن، حتى لا تبقى اغلبية ساكنة هاته المنطقة تتوجه الى مستوصفات قروية بجماعات اخرى.
تدهور المجالين البيئي والسياحي
تعتبر منطقة سيدي موسى المجذوب من بين اهم المناطق السياحية بولاية الدار البيضاء الكبرى، حيث تتوفر على مناطق طبيعية جد خلابة، كما تتوفر على «قرية الاحلام »، وهي قرية سياحية أعطت دفعة جد قوية للسياحة بالمنطقة، لكن تبقى كل هاته المقومات لا ترقى الى مستوى الوافدين على سيدي موسى المجذوب، وخصوصا في فصل الربيع حيث يسجل أكثر من عشرة آلاف زائر اسبوعا، لا يجدون حتى من يرشدهم. وتبقى قلة المرافق السياحية مشكلا آخر لعدم انتعاش هذا القطاع الذي يشكل مورد رزق للكثيرين من السكان، وذلك بتسويق منتوجاتهم الفلاحية. كما يشكل المشكل البيئي بالمنطقة هاجسا أكبر لجل الساكنة، والتي تشتكي الغياب التام لمصالح الجماعة القروية، مما يؤدي الى تراكم الأزبال، وخصوصا بدوار للاركراكة ، ودوار المدرسة الفلاحية مما يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطن ويعطي صورة سيئة للمنطقة بالنسبة للزوار.
ومن المشاكل المستحدثة أخيرا بالجماعة، قرار إحدى الشركات استغلال مياه الواد والذي في حال تم سيشكل ضربة قاتلة للنشاط الفلاحي بالمنطقة مع العلم أن الشركة المذكورة اكترت الأراضي على أساس أنها بورية وليست سقوية وهو مادفع بالسكان إلى تسجيل تعرضات على قرار السماح للشركة باستغلال مياه الوادي.ط.
الأمن: سرقات في واضحة النهار
يعتبر الجهاز الأمني من بين أهم العناصر الضرورية للاستقرار والتنمية، لكن ما يعيشه سكان المنطقة من تدهور أمني يطرح اكثر من سؤال ، حيث تكثر السرقات وخصوصا في السوق الاسبوعي ببني يخلف (سوق الاحد) والذي يرتاده غالبية السكان بسيدي موسى المجذوب، حيث يكثر به النشالون، والذين يعترضون سبيل المارة على مرأى ومسمع من رجال الدرك والقوات المساعدة. كما تشهد منطقة أم الرايات وأولاد مومن عمليات سرقة واعتراض سبيل المارة من طرف بعض المنحرفين. كما تنشط من حين لآخر عمليات سرقة المواشي والتي تكبد بعض الأسر خسائر مادية جد جسيمة، حيث تعتمد هاته الأسر على «الكسب» كمصدر وحيد لرزقها، هذا دون تحرك فعلي للجهاز الامني لوضع اليد على مرتكبي هاته الجرائم وتقديمهم الى العدالة.
قطاع التعمير : أحكام قاسية للردع
إن قطاع التعمير والبناء والاصلاح يشكل النواة الحقيقية لتقدم المنطقة وازدهارها ، غير أن منع تراخيص الاصلاح ومنع تصاميم البناء يشكل عائقا هاما في مجال التنمية المحلية، بحجة أن الوكالة الحضرية تمنع منعا كليا إنشاء بنايات جديدة على الاراضي الفلاحية، حيث يبقى هذا هو الجواب الذي تتملص به الجماعة من مسؤوليتها تجاه المواطن، مما يضطر بعض السكان الى ركوب مغامرة البناء العشوائي قصد إيواء أبنائهم ، وخصوصا المتزوجين منهم، أو تغيير سقف المنزل المتهالك بآخر جديد ، أو بناء مرحاض لقضاء الحاجة، او حتى بناء بيت لابن بلغ سن الرشد، كل هاته الأسباب تعرض صاحبها الى غرامات جد قاسية تفوق 3000 درهم، وحينها يمنع هذا المخالف من الاستفادة من حقه في ربط منزلة بالتيار الكهربائي، حيث سجلت مصالح الجماعة في الآونة الاخيرة أكثر من 300 مخالفة حول البناء، مما يرهق كاهل المواطن الضعيف الذي يعاني الأمرين لتحصيل قوته اليومي.
ويضيف أحد المنتخبين «.. تعاني الجماعة نقصا كبيرا في الوعاء العقاري، لكن مايثيرنا أن المجلس القروي اقتنى أربع هكتارات ومايزيد لإقامة مشروع سوق الجملة للخضر بدوار اولاد مومن بأم الرايات إلا أنه تم تحويله إلى مجمع سكني من دون البت فيه في دورات المجلس القروي.
ويضيف أحد المواطنين في تعليقه على الموضوع «.. ممنوع البناء، ممنوع الإصلاح، ممنوع الترميم! إننا نعيش زمن المنع هنا، نعيش الحكرة بكل تجلياتها الأمر الذي يفرز لنا مايسمونه البناء العشوائي ويمنعوننا بالتلي من الاستفاذة من الخدمات الأساسية من إنارة وماء صالح للشرب، فمحاضر المخالفات تشكل حجر عثرة في طريق الاستفاذة من الخدمات الأساسية هنا..»
قطاع الشباب والرياضة
تتوفر الجماعة القروية على ثلاثة ملاعب للقرب، وهي ملعب سيدي موسى المجذوب المركز، وملعب اولاد با احمد والذي بنيت فوق أرضيته ثانوية عمر المختار دون إعطاء شباب الدوار بقعة ارضية اخرى لانشاء هذا الملعب. وملعب أم الرايات باولاد مومن ، والذي أغرقته المياه وأكلته أطماع بعض المستحوذين على الملك العمومي في استخفاف واضح بمستقبل شريحة تشكل أكثر من %65 من مجموع السكان. إن إنشاء دار شباب بسيدي موسي المجذوب المركز يعد تحركا واهتماما شبه ملحوظ للجهات المسؤولة لشباب العالم القروي الذي يفتقر الى ابسط الشروط الضرورية لإفراغ طاقته وموهبته الرياضية والفنية.
إن كل هذه المشاكل والاكراهات تجعل من جماعة سيدي موسى المجذوب جماعة يغيب عنها التسيير من مجلس جماعي فتي توسم فيه السكان خيرا ، لكنه أثبت بالملموس، أنه مجلس غير قادر على تدبير الشأن المحلي، لتبقى المنطقة منعزلة اقتصاديا واجتماعيا وتنظيميا حتى إشعار آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.