استفاقت العاصمة الليبية طرابلس فجر أمس الخميس على وقع اختطاف رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان ، وذلك بعد ساعات من عودته من المغرب ،حيث ودعه ظهر الثلاثاء رئيس الحكومة ووزير الدولة عبد الله باها قبل أن يحل بتونس لساعات قليلة. وربطت عدة وسائل إعلامية ليبية ودولية عملية الاختطاف بالتصريح الذي أدلى به من الرباط خلال ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الحكومة المغربية بالمغرب، حيث أكد «أن طرابلس على تواصل مع الإدارة الأميريكة في قضية المواطن الليبي أبو أنس»، ملتزماً بمعالجة القضية، وموضحاً أن العلاقات مع واشنطن يجب ألا تتأثر بالحادث، كما أعلن أن أمريكا ساعدت الليبيين خلال ثورة فبراير» . وكان زيدان أكد زيدان في الندوة الصحفية على « مبدأ محاكمة المواطنين الليبيين داخل ليبيا». وطالب زيدان الثلاثاء الماضي القوى الكبرى بمساعدة بلاده لوقف انتشار الأسلحة في ليبيا. وفي مقابلة صحفية أقر زيدان أن» ليبيا تستخدم قاعدة لتصدير الأسلحة إلى أنحاء المنطقة»، مضيفا أن «حركة هذه الأسلحة تهدد دول الجوار أيضا لذا يجب أن يكون هناك تعاون دولي لوقفها» ، وهي تصريحات اعتبرت ضد التنظيمات المتطرفة التابعة للقاعدة. وبعد ساعات من المصير المجهول وتضارب الآراء أفادت مصادر إعلامية أنه قد تم الإفراج عن رئيس الحكومة الليبي، علي زيدان، بعد اختطافه لعدة ساعات من قبل مجموعة من الثوار السابقين. وقد صرح زيدان عبر «تويتر» فور إطلاق سراحه: «لم تنجح عملية خطفي في إجباري على الاستقالة». ومن جهتها اجتمعت الحكومة الليبية على عجل ورفضت عملية الاختطاف وأعلن النائب العام الليبي « أن عملية الاختطاف غير قانونية وفعل مجرم قانونيا» . من جهته أكد وزير الخارجية الليبي، محمد عبدالعزيز، أنه تم إطلاق سراح رئيس الوزراء الليبي بعد ساعات على اختطافه الخميس من جانب كتيبة من الثوار السابقين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عبدالعزيز قوله: «تم إطلاق سراحه، لكن ليس لدينا تفاصيل بعد بشأن ملابسات العملية». وكانت الحكومة الليبية قد أعلنت أن رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، خطف فجر الخميس على يد مجموعة مسلحة واقتيد نحو جهة مجهولة. وأكدت أنها لن تخضع «للابتزاز» إثر خطف رئيسها. إلى ذلك قالت جماعة من الثوار الليبيين السابقين إنها خطفت رئيس الوزراء من فندق في طرابلس، امس الخميس، لدور حكومته في إلقاء الولاياتالمتحدة القبض على مشتبه به من قيادات تنظيم القاعدة في العاصمة الليبية، وتوعدت الجماعة بملاحقة المتورطين باختطاف أبو أنس الليبي. ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم الجماعة التي تعرف باسم «غرفة عمليات ثوار ليبيا» قوله إن احتجاز زيدان يأتي بعد تصريح لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري عن اعتقال أبو أنس الليبي قال فيه إن الحكومة الليبية كانت على علم بالعملية. وكانت الحكومة أعلنت في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني: «اقتيد رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان إلى جهة غير معلومة لأسباب غير معروفة» على يد مجموعة يعتقد أنها من الثوار السابقين. وأضاف البيان أن الحكومة «تعتقد» أن المجموعة التي تقف وراء عملية الخطف هي من «غرفة ثوار ليبيا ولجنة مكافحة الجريمة» التابعتين مبدئياً لوزارتي الدفاع والداخلية. ويأتي الحادث بعد خمسة أيام من عملية اعتقال قوة أمريكية لنزيه الرقيعي المعروف باسم «أبو أنس الليبي»، القيادي المفترض في تنظيم القاعدة، والذي أكدت الولاياتالمتحدة أنها اعتقلته في طرابلس منذ عدة أيام ونقلته خارج ليبيا. وتواجه ليبيا سلسلة من الهجمات المسلحة منذ شهر تستهدف مسؤولين عسكريين وناشطين وقضاة ومسؤولين أمنيين. وسبق أن تعرض مساعد رئيس الوزراء الليبي محمد القطوس إلى عملية اختطاف على يد مسلحين في الأول من أبريل الماضي، ثم اطلق سراحه بعد 9 أيام. وتنشط في ليبيا عدة ميليشيات مسلحة متنوعة الانتماءات في ظل تراجع قبضة الدولة، وعدم قدرة الجيش الليبي على ضبط النظام في كل أنحاء البلاد.