أهم ما ميز الجولة الخامسة من الدوري الاحترافي هو تذوق ثلاثة أندية طعم الفوز الأول، واستمرار المغرب التطواني في تسجيل الانتصارات المتتالية، وعودة الجيش الملكي إلى دائرة التواضع، كما أن هذه الجولة عرفت تسجيل ستة عشر هدفاً، وعودة أربعة أندية بنقط الانتصار من خارج الديار. واصل فريق المغرب التطواني استئساده على الدوري الاحترافي. وأضاف إلى رصيده فوزاً ثميناً هو الخامس على التوالي من أصل خمس مباريات، وكان الضحية هذه المرة فريق جمعية سلا الذي ترك رغم الهزيمة انطباعاً مشرفاً، وكان قريباً من تعديل الكفة، كما أشار إلى ذلك المدرب عزيز الخياطي، لو استفاد من ركلة جزاء، لكن الحكم الهراوي الذي اعتبر بطل هذه المباراة بطرده لعنصرين من المغرب التطواني في نفس الدقيقة (د 88)، ويتعلق الأمر بكل من ماغري وجحوح، ليكمل الفريق الزائر اللقاء بتسعة لاعبين، ومع ذلك، صنع الحدث وواصل التغريد بمفرده في الصدارة، وهذه إشارة قوية إلى العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم التقني، كما أكد ذلك مساعد المدرب حسن فاضل. الوافد الجديد الكوكب المراكشي ضرب بقوة بملعب الانبعاث، وحقق فوزاً ثانياً على التوالي أمام حسنية أكادير خلال مباراة عرفت تسجيل سبعة أهداف. وبهذا الفوز يرفع المراكشيون من معنوياتهم، ويرسلون إشارات ورسائل على أنه وجد الإيقاع الملائم، وأنه رقم مهاب في معادلة الدوري الاحترافي. وإذا كانت هذه النتيجة أنعشت الفريق المراكشي، ووسعت هوامش تطلعاته، فإنها بالمقابل، ستزيد من تأزيم وضعية الفريق السوسي الذي بات مطالباً بتصحيح المسار. فريق آخر صنع الانتصار خارج الديار، والأمر يتعلق بأولمبيك آسفي الذي وقع على أول فوز له هذا الموسم. وجاء على حساب الوداد الفاسي الذي يعيش أزمة تقنية، كما يعيش أزمة نتائج. ولعل المكتب المسير مطالب بتدبير الأزمات التي ترخي بسدولها على الواف الذي دخل دائرة التشكيك. فريق الرجاء البيضاوي كان عليه انتظار الجولة الخامسة لصنع رهان أول انتصار بملعب ميمون العرصي على حساب شباب الحسيمة، وبقدر ما أنعشت هذه النتيجة بطل الموسم الماضي، بقدر ما أزمت وضعية الفريق الريفي القابع في الصف الأخير برصيد لا يتعدى نقطتين اثنتين. الفوز الأول للرجاء قد يعيد التوازن للفريق. فكيف سيستثمر المدرب فاخر هذا الانتصار، ليجعل منه نهاية لبداية متعثرة لم ترق إلى مستوى تطلعات جماهير الرجاء التي سبق أن عبرت عن استيائها وغضبها من أداء ونتائج فريقها، قبل أن تنتعش بفوز غاب لأربع دورات. جماهير النادي القنيطري استعادت هي الأخرى الدفء الذي غاب عنها بعد أن حقق الكاك أول فوز له في بطولة الموسم الجاري، وهي نتيجة تعيد للفريق القنيطري توازنه، وترفع من معنويات لاعبيه، لكن المطلوب هو توفير الأجواء الملائمة للمدرب المخضرم عبد الخالق اللوزاني كي يعمل في أجواء صحية مساعدة على تسطير الوصفات التكتيكية وتطبيقها بما يضمن تطوير الأداء، وذلك لتفادي سيناريوهات دخول حسابات آخر ساعة التي اعتاد فريق الكاك أن يعيشها كل موسم كروي. مباراة واحدة انتهت على إيقاع التعادل، ويتعلق الأمر بلقاء الجيش الملكي وأولمبيك خريبكة، هذا الأخير عرف كيف يمتص هجومات العسكريين الذين عادوا إلى تواضعهم بعد انتعاشة مؤقتة سجلوها الأسبوع الماضي بآسفي، ما يعني بأن الفريق العسكري افتقد للعدة اللازمة على مستوى جبهة الهجوم، وأضحى رقماً عادياً في البطولة الاحترافية، وهو الذي اعتاد احتلال الصفوف الأمامية فوق خريطة الترتيب. عودة الخريبكيين بنقطة من الرباط اعتبرها المتتبعون إنجازاً إيجابياً، ونتيجة تؤكد أن المدرب فؤاد الصحابي وضع بصمته على هذا الفريق الذي يرسم تحسناً في الأداء التقني، والانضباط التكتيكي دورة بعد أخرى.