الميتوكوندريا، هل بالفعل ستكون تلك المادة التي ستضع حدا لهوسنا وقلقنا من هاجس الشيخوخة الذي يرافقنا كل يوم ما ان نتخطى سن الأربعين، إذ توصل العلماء الى سر الشباب الدائم من خلال مادة موجودة في الحيوانات والنباتات مهمتها توليد الطاقة داخل الخلايا. ظهور بعض الخطوط والتجاعيد كفيل بإثارة الذعر في نفس أي كان، فنهرع إلى المستحضرات الطبية للعناية بالبشرة أو العمليات التجميلية التي تبعد شبح الشيخوخة والتقدم في السن. لكن الأطباء عثروا على سر الشباب الدائم داخل المصورات الحيوية أو ما يعرف بالميتوكوندريا الموجودة في الحيوانات والنبات، وهي مسؤولة عن توليد الطاقة في داخل الخلية. تعرف الميتوكوندريا بأنها مركز توليد الطاقة للخلية، فبدونها لن تستطيع الخلية إنتاج الطاقة اللازمة لها للحفاظ على الحياة، ما يتسبب بتوقف أنشطة الخلية الأخرى. على الرغم من دورها الأساسي، تصاب هذه المصورات الحيوية بالضعف وتذوي قدرتها مع التقدم في السن، فتنتج الطاقة بكفاءة أقل. لكن العلماء توصلوا إلى طريقة تمكنهم من تنشيط الميتوكوندريا بعد أن أثبتت التجربة أن حقن الفئران المسنة بعقار يسرع عمل المصورات الحيوية يوفر فرصة جديدة للحياة. الميتوكوندريا تحتوي على جينات الترميز للبروتينات الضرورية لإنتاج الطاقة. هذا المبدأ دفع شهريار خان من شركة «جينسيا» في شارلوتسفيل - فرجينيا، وزملاءه للتساؤل عما قد يحدث إذا تمكنوا من تعزيز نشاط هذه الجينات. ركز الخبراء على عامل نسخ الميتوكوندريا التي تحدث بشكل طبيعي ويسمى TFAM، الذي يدفع عملية صنع البروتين، وعملوا على هندسته للعبور إلى الخلايا من مجرى الدم واستهداف الميتوكوندريا. نتيجة الاختبار أظهرت أن الفئران المسنة التي حقنت بالعقار الذي يحسن عمل الميتوكوندريا صارت أكثر نشاطاً مقارنة مع الفئران غير المعالجة، فأثبتت تحسناً في الذاكرة والأداء. «النتيجة كانت وكأن شخصاً في سن الثمانين يؤدي وظائف شاب في الثلاثين!» يقول رافال سميغرودسكي من «جينسيا»، الذي قدم نتائج الدراسة في مؤتمر استراتيجيات الشيخوخة المهندسة في كامبريدج هذا الشهر.