تمكن علماء في جامعة بازل شمال سويسرا من اكتشاف بروتين يحمل اسم "رابتور" قالوا إنه يلعب دورا هاما في بناء عضلات الجسم، حيث لوحظ أن نزعه من الأنسجة يؤدي إلى ضمور الألياف العضلية وإصابة الخلايا بالوهن إلى أن تموت. وقال أستاذ بيولوجيا الأعصاب بالجامعة ماركوس رويغ للجزيرة نت إن أهمية هذا البروتين واكتشافه تكمن في التعرف على الآلية التي تكتسب من خلالها الخلايا الطاقة، ومن ثم يمكن تصنيع العقاقير التي تعالج عيوب عملية التمثيل الغذائي في خلايا العضلات التي تؤدي إلى ضمورها. كما يتوقع العلماء أن يتم تعديل نظم العلاج المتبعة حاليا لبعض الأمراض التي تؤدي أدويتها إلى ظهور أعراض جانبية تصيب عضلات الجسم بمشكلات مختلفة. ويقوم هذا البروتين بالتحكم في بناء "الميتوكوندريا" التي توصف بأنها مخزن طاقة الخلية، ويؤثر على معدلات استهلاك الطاقة المطلوبة كي تتمكن العضلات من تأدية وظيفتها، كما يراقب البروتين بناء هياكل خلايا الألياف العصبية، ونسبة الغذاء الذي تحتاجه. كما لوحظ أن هذا البروتين يقوم بتكوين الميتوكوندريا بما يتناسب مع المهام الوظيفية التي ستؤديها العضلة، حيث تتكون أنسجة العضلات من ألياف يختلف تركيبها وترتيبها حسب المهام المكلفة بها وكمية الطاقة التي تحتاجها لأداء تلك المهام. ولدى نزع العلماء هذا البروتين من الخلايا العضلية، أصيبت دورة التمثيل الغذائي فيها بارتباك شديد وعجزت عن أداء وظيفتها مما أدى إلى موت الخلايا وتحللها. ومن المعروف _حسب رويغ- أن العضلات تشكل ما بين 20 و40% من لحم الجسم وتستهلك جزءا كبيرا من الطاقة في عملياتها، ولذا فمن المهم متابعة مسار عملية التمثيل الغذائي وتحويل الطاقة، كما يتيح التعرف على هذا البروتين فهما أفضل لعمل جسم الإنسان وتوزيع الطاقة فيه. ويمكن الإستفادة من الكشف عن آليات عمل العضلات في اكتساب الطاقة واستهلاكها لتصميم تمارين رياضية خاصة بمرضى ارتفاع نسبة السكر في الجسم، للمساعدة في استهلاكه بدلا من العقاقير. كما تتسبب بعض الأمراض مثل السرطان ونقص المناعة المكتسب إيدز في تدهور حالة العضلات، ويمكن أن يساهم العقار المرتقب في التغلب على تلك المشكلة. الباحث المشارك بهذا الاكتشاف فلوريان بينتسينغرإن ألياف العضلات في الثدييات تنقسم إلى نوعين حسب المهام المكلفة بها سواء كانت ذات جهد مكثف أو بسيط، تلك الأخيرة التي تقوم بالحصول على الطاقة اللازمة لعملها من خلال الميتوكوندريا التي توصف بأنها مولد الطاقة بالخلية". وأضاف: في المقابل تحتاج العضلات المكلفة بمهام مكثفة وجهد شاق إلى طاقة تحصل عليها من حرق كميات مناسبة من السكر، أما توزيع تلك الطاقة فيعتمد على هيكل بناء الخلية من حيث سعة الميتوكوندريا والطاقة التي يتم تخزينها. ولم يتمكن العلماء قبل هذا الاكتشاف من التعرف على الآلية الدقيقة التي تعمل بها أنظمة العضلات، وكيف تتكيف مع الوظائف المهيئة لها واختيار الطاقة المناسبة. ويقول بينتسينغر أيضا: من اللافت للنظر أن البروتين "رابتو" ليس موجودا فقط في الثدييات بل جميع الكائنات الحية تقريبا، من أبسط أنواع البكتريا إلى الديدان والنباتات. وقد اهتمت الدوائر العلمية بالاكتشاف، ونشرته دورية (أيض الخلية) المتخصصة في عددها الأخير.