عاشت مراكش نهاية الأسبوع المنصرم حالة من التأهب الأمني الذي رافق أجواء التحضير للمقابلة التي جمعت فريقي الكوكب المراكشي والوداد البيضاوي، برسم الدورة الرابعة من البطولة الاحترافية لكرة القدم. وحدت الاحترازات الأمنية من الحوادث التي عادة ما ترافق مثل هذه المناسبات، حيث لم تسجل سوى وقائع متفرقة نشبت عن خصومات محدودة بين مشجعين متعصبين أصيب بعضهم بسببها بجروح طفيفة . وفي هذا السياق نقل شهود عيان خبر إصابة أحد المشجعين بطعنة بسكين قبيل انطلاق المقابلة بشارع علال الفاسي، نُقل على إثرها إلى المستشفى. وقوّت السلطات الأمنية تواجدها في محيط محطة القطار بشارع عبد الكريم الخطابي، حيث انتشرت عناصر الشرطة بكثافة لضبط المشجعين الوافدين على المدينة والحيلولة دون احتكاكهم بالمشجعين المراكشيين. وبعد انتهاء المباراة التي سجل فيها فريق الكوكب المراكشي هدفين نظيفين في شباك الفريق الضيف، رافق طابور طويل من رجال الأمن حشود المتفرجين إلى حين تفرقهم في شوارع المدينة. واستعدت سلطات مراكش لهذه المباراة إصرارا منها على ضمان شروط الإبقاء عليها كمناسبة رياضية تتيح لمحبي اللعبة فرصة للمتعة والحماس، بعيدا عن أجواء التشنج والتعصب التي تؤدي عادة إلى حوادث أليمة. وفي هذا الصدد عقد المسؤولون الكبار بالمدينة أياما قبل إجرائها، اجتماعات متوالية، بعضها مع جمعيات المشجعين، لحثهم على الانخراط في خطة العمل من أجل مباراة نظيفة، تُحترم فيها القيم الرياضية ويُنبذ فيها العنف والشغب. وظهر من خلال الإجراءات التي طبقت بداخل الملعب الكبير لمراكش ومحيطه، مدى المجهود الذي بذل لتأمين تنظيم جيد لعملية ولوج الملعب ومغادرته دون حوادث أو اشتباكات. وأنعشت نتيجة المباراة كثيرا آمال مشجعي فريق الكوكب المراكشي، في استعادة فريقهم لموقعه ضمن البطولة الاحترافية، بنتائج قوية تضمن الفرجة لمحبي اللعبة، وبترتيب يتلاءم مع تاريخ النادي وإنجازاته في ظل الأزمة المالية التي يتخبط فيها وسوء التسيير الذي يهيمن على إدارته. فيما تذمر جمهور الوداد البيضاوي من المستوى الذي ظهر به فريقهم، وتبعثر جهوده على أرضية الملعب بعد أن تلقت شباكه هدفا مبكرا بعد انصرام ثلاثين ثانية من انطلاق المباراة.