ألقى محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، خطابا ناريا في اجتماع للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي انعقد بالعاصمة الباكستانية لاهور، معقل الجماعات الراديكالية، وذلك في ضيافة الجماعة الإسلامية. وتحدث الحمداوي، بعد تقديم فروض التحية ل«الأخ الكبير السيد منور حسن أمير الجماعة الإسلامية» عن الأوضاع في العالم الإسلامي و «ما تتعرض له الحركة الإسلامية في كل الأقطار». وشبه الحمداوي ما يتعرض له أنصار الإخوان بالمحنة التي تعرض لها الأنبياء والرسل على مر التاريخ.. وأشار الحمدواوي في شريط فيديو، عممته عدة وكالات دولية، مسربا عن الاجتماع السري الذي تمكنت شبكة سكاي نيوز الدولية من تسريب مضامينه والحاضرين إليه، أول أمس، وتحدث الحمداوي، أيضا، في إحالة مبطنة عن الصراع اليوم بين فسطاط الساعين إلى التحرر والحرية والكرامة، «وقد عشنا هذا الأمر مع شعوبنا إثر الربيع العربي «، وفسطاط من أسماهم «تحالف الطغيان والاستبداد والفساد»، واعتبر الحمداوي أن خطابه غير موجه لمن اسماهم الاستئصاليين «أنا لا أحدث الذين يتبنون الإقصاء». ودعا الحمداوي إلى «تأطير شباب الصحوة في العالم أجمع»، وشدد في ختام كلمته، على أهمية «التنسيق في ما بيننا»، ويأتي كلام الحمداوي، ولم يجف بعد حبر بيان حربي موجه للعبد لله ولجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، اتهمنا بالكذب والافتراء، مشددا على أن الجمعية لا علاقة لها بالسياسة، بل هي دعوية ووطنية تعمل في المغرب،. ويبدو أن البيان الموقع باسم النائب الثاني للحركة، حيث المسؤول الأول في لاهور، ويرجح أن يكون النائب الأول في إسطنبول بتركيا في اجتماع دولي ينعقد بالتزامن مع لقاء لاهور، كما كشفت ذلك وسائل الإعلام، لم يكن ينتظر إطلالة السيد الحمداوي كفاعل دولي يحضره وأمامه راية لمغرب وكأنه يمثل المغرب رسميا، بينما الأمر لا يعدو تمثيل إخوانه ومريديه لاغير. وحسب وسائل إعلام دولية وعربية متطابقة، فإن المؤتمر العلني عقد بتركيا تحت عنوان «العالم في ظل الانقلاب على إرادة الشعوب»، شارك فيه أكثر من 200 دولة. وذكرت مصادر لجريدة «المصري اليوم»: «أن الاجتماع جاء بسبب الأحداث التي يتعرض لها إخوان مصر بعد الحكم القضائي بحظر الجماعة وأنشطتها وما سبقها من أحداث...وتطرق ل «تشكيل لجنة حقوقية دولية لمتابعة الجرائم في دول الربيع العربي، وتحديدا مصر، وتوثيقها وملاحقة مرتكبيها قانونيا، بالإضافة إلى تدشين لجنة فكرية متخصصة لدراسة ثورات الربيع العربي ومسارات التحول الديمقراطي فيها، وإنشاء صندوق مالي دولي للرعاية». لكن وسائل الإعلام ركزت على لقاء لاهورالذي خصص للحشد من أجل مصر وسوريا ويبقى مسرح التحرك العملي الرئيسي المحتمل الساحة المصرية، التي يعتبر الإخوان أن سقوط حكمهم فيها يعني انعدام فرصتهم للوصول إلى السلطة في أي من البلدان التي ينشطون فيها في الأمد المنظور. واعتبرت «سكاي نيوز» الإخبارية، أن اختيار باكستان تحديدا التي يعتقد أن ما تبقى من عناصر القاعدة يتمركز فيما بينها وبين أفغانستان يشير إلى أن التكتيكات الجديدة ربما تكون أقرب لممارسات الجماعات التي انبثقت عن الإخوان منذ السبعينيات وحتى نهاية القرن الماضي. وشدد المحلل طلعت مسلم، الخبير العسكرى، أن اجتماع التنظيم الدولى اليوم لإسقاط الفترة الإنتقالية فى مصر «لن ينجح « إلا إذا وجدت هذه القوى الخارجية من يعاونها فى الداخل. ولم يستبعد الخبير العسكرى - فى تصريح خاص ل»صدى البلد»-قيام جماعة الإخوان المسلمين بأعمال إرهابية بعد اجتماع التظيم الدولى للإخوان المسلمين اليوم ب»لاهور» بباكستان واسطنبول بتركيا لإسقاط الفترة الإنتقالية فى مصر، خاصة فى وجود تمويل قطرى لتلك العمليات. ويرى التنظيم الدولي للإخوان أن مصر لابد وأن تظل مسرح العمليات الرئيسي من أجل الوصول لحكم أي دولة أخرى، ولذلك يسعون للعودة إلى الحكم، فضلا ً أنه تم اختيار دولة مثل باكستان لإحتضان هذا الإجتماع يرجع أن الجماعة الإسلامية وتنظيم القاعدة القريبان من فكر الإخوان منتشرين بكثرة هناك ويسعون لتنفيذ خطط وتكتيكات أخرى قد تكون قريبة مما حدث خلال حقبة التسعينيات من القرن العشرين. وأشار د. سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق للدراسات الاستراتيجية إلى أنه تم اختيار مدينة لاهور الباكستانية لعقد اجتماع التنظيم الدولى للإخوان لتداخلها مع تنظيم القاعدة بأفغانستان، مما يؤكد أن لهذه الجماعة علاقة وثيقة بالجماعات الإرهابية هناك.