في جو جنائزي مهيب، شيع جمع من الصحافيين والفنانين وأسرة الفقيد الطيب حذيفة إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء أول أمس بحضور وازن ونوعي تقدمه وزير الاتصال مصطفى الخلفي وعزيز أخنوش وزير الفلاحة، حميد اجماهري، مدير تحرير جريدة «الاتحاد الاشتراكي» والعديد من زملاء وأصدقاء الراحل من صحفيين وكتاب وفنانين وفعاليات مدنية وجمعوية.. وكان الحديث بلغة الألم والحسرة لفقدان رجل قدم الكثير للصحافة والفن والعلم، وساهم إسهامات جليلة في صمت وطيبة أخلاق، حيث عرف عنه في الوسط الصحفي كونه رجلا يحترم زملاءه ويسعى دوما بيد بيضاء، خلوق لا تفارقه البسمة أبدا رغم المحن، كان عاشقا للحياة يوزع البسمة والحب... وكان الفقيد قد فارق الحياة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء في إحدى مصحات البيضاء عقب تدهور حالته الصحية جراء مرض قاومه طويلا. ويعتبر الراحل من أرقى وأهم وأعمق الأقلام الصحفية المغربية باللغة الفرنسية.الراحل حاصل على شهادة الدكتوراة في اللسانيات واشتغل في التعليم وتكوين المؤطرين قبل التحاقه بالصحافة التي مارسها بحب واقتدار، صدر له كتاب «التبوريدة: فن الفروسية المغربي»، لكن العديد من إسهاماته مازالت دفينة بياض الأوراق التي تحتاج من يخرجها للوجود تكريما للرجل الذي أعطى بلا من ولا حساب للبلد وللعلم والثقافة.. فهل تعمل الجهات المعنية على احتضان هذا التراث وإخراجه للوجود.