دخلت رواية «مديح الكراهية» للروائي السوري خالد خليفة قائمة «ميوزي» لأفضل 100 رواية في التاريخ. وإن كان السوريون الآن يعيشون مرحلة الكراهية التي تقتلهم يومياُ في ثورتهم المستمرة منذ عامين ونصف، فإن روايتهم التي دخلت ضمن الأهم في الكون، لم تخرج عن جو القتل والعنف. «مديح الكراهية» هي الرواية السورية الأولى التي توثق وتحكي بعضاً من حقيقة ما جرى في ثمانينات القرن الماضي، ليبدو خليفة وكأنه يؤرخ العنف والموت والدموع لحقبة –تمنى السوريون نسيانها- فحرب النظام السوري بقيادة الأسد الأب ضد تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا وتحديداً في حلب وحماة كانت من العنف إلى درجة كان من الصعب تصورها قبل العنف الذي يمارسه حالياً ويومياً على الشعب السوري، مع فارق أن الموت الذي دفعت ثمنه عائلات كاملة بسبب لحظة شك بأحد أفرادها، لم يتكلم عنه أحد، ولم ينقله إعلام ولا إنترنت، ولم يجد طريقة للوصول حتى إلى المدن السورية الأخرى، لتأتي مديح الكراهية كجزء من توثيق بعض تفاصيل وأحداث «الثمانينات» كما يسميها السوريون. ثمة من قال عن «مديح الكراهية» أنها تؤرخ لكربلاء حلب، وكثيرون لم يصدقوا أن شخوصها أناساً كانوا موجودين، يبدو خليفة يعرف معظمهم إن لم نقل جميعهم. يقول خالد خليفة ل»العربية نت»: «بالطبع أنا سعيد بالجائزة، ولكن الموت الذي كتبت عنه، يتكرر اليوم في بلدي، أحزان بلدي أنستني طريقة الفرح بإنجاز كهذا الإنجاز». اكتسبت الرواية أهميتها لأن أحداً لم يكتب عن تلك الفترة من حياة سوريا، وقلة قلائل من كبار السن في سوريا يتذكرون –ربما- المجازر التي حدثت خلال الصراع بين الإخوان المسلمين والسلطة حينها، وربما بقي سؤال أهل حماة وحلب «هل استحققنا كل ذلك الموت؟»، بلا جواب إلى أن بدأت الثورة من جديد، ليكون الموت هو الشيء الوحيد المعلن هناك. تضم قائمة «ميوزي» لهذا العام أربع روايات عربية، هي: ثلاثية نجيب محفوظ، في المركز 42 وتلتها رواية «باب الشمس» للكاتب والروائي اللبناني إلياس خوري بالمركز الثامن والستين، وتلتها رواية «لا أحد ينام في الإسكندرية» للروائي إبراهيم عبد المجيد، وحلت في المركز السابع والسبعين، وأخيراً رواية الكاتب السوري خالد خليفة، «مديح الكراهية»، والتي حلت في المركز الخامس والتسعين. ومن الروايات الجريمة والعقاب ل»فيدور دويستويفسكي» 1984 – جورج أورويل ، و – الحرب والسلام ل» ليو تولستوي «، و العمي ل»جوزية ساراماجو «، والغريب ل»ألبير كامو»، و الغثيان ل»جان بول سارتر»، ومائة عام من العزلة ل»جابرييل جارثيا ماركيز». ترشحت رواية «مديح الكراهية» للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» 2008، وللقائمة الطويلة لجائزة الاندبندنت العالمية 2013، وترجمت إلى سبع لغات إنكليزي- فرنسي - إيطالي - إسباني - هولندي - نرويجي – دانمركي، وصدرت طبعتها الأولى عام 2006 وبعدها عدة طبعات عربية، واليوم هي واحدة من أهم 100 رواية في التاريخ.