استقبل إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مرفوقا ببعض أعضاء المكتب السياسي، المكتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للشغل يتقدمهم الكاتب العام للمركزية علي لطفي مساء أمس بالمقر المركزي بالرباط. وفي بداية هذا اللقاء استعرض الكاتب الأول للحزب في كلمة له، ماهية الجبهة الوطنية الديمقراطية التي نادى بها الحزب من أجل أن تشكل قطبا للديمقراطية والحداثة لمواجهة قطب المحافظة والتقليد الذي يتخذ من الدين إيديولوجية كغطاء سياسي من أجل تحقيق أهداف سياسية، ويعطي مصداقية أخلاقية لكل مخططاته التي يسعى جاهدا لتمريرها على جميع الأصعدة. وشدد لشكر على أن هذه الجبهة الوطنية الديمقراطية، التي تعتبر الواجهة الاجتماعية، مدخلها الأساسي و المركزيات النقابية المؤطرة لها بفضل اشتغالها في الميدان مع الطبقة العمالية والمستخدمين والمأجورين وكل المكتوين بنار الزيادات التي قررتها هذه الحكومة في غياب أي حوار واستشارات للفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، مشيرا في نفس السياق إلى أن الفريق الذي يقود الحكومة أصبح له غرور كبير واتخذه كنوع من التحدي ضد المجتمع، بحجة أن لديهم الأغلبية، والمثال أصبح واضحا في عدد من الملفات كقرار الزيادة في المحرقات، والزيادة في الأسعار، رفض فتح أي حوار في ملف المعطلين، اتخاذ قرار نظام المقايسة المتعلق بالمحرقات، يقول لشكر. وذكر أن هذه المبادرة التي يعتبرها الاتحاد الاشتراكي مبادرة سياسية نبيلة، أن القيادة الحزبية بصدد الاتصال والتنسيق مع الفاعليين السياسين والاجتماعيين من أجل رص صفوف هذه الجبهة، بمناسبة هذا الدخول السياسي والاجتماعي، للوقوف سدا منيعا ضد كل القرارات اللاديمقراطية التي تهم مصير الشعب المغربي بكل فئاته، ثم العمل على إحداث تغيير في ميزان القوى المختل داخل المجتمع. ودعا لشكر، بالمناسبة، المنظمة الديمقراطية للشغل للمساهمة والمشاركة في اليوم الاحتجاجي الذي ينظمه الاتحاد الاشتراكي يوم السبت المقبل بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي سيشكل ملتقى للفعاليات السياسية والمركزيات النقابية والقطاعية والمناضلين والمناضلات من أجل الجهر بكلمة كفى من هذه السياسة المنتهجة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتي ستجر البلاد إلى الباب المسدود، بل المهددة للاستقرار الاجتماعي. ومن جهتها عبرت المنظمة الديمقراطية للشغل عن استعدادها الكامل للانخراط بقوة في الجبهة الوطنية الديمقراطية الاجتماعية التي دعا إليها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من أجل مواجهة تيار المحافظة والتقليد والحكومة التي شنت حملة شرسة على القدرة الشرائية للمواطنين بقراراتها اللا شعبية والانفرادية في غياب أي حوار اجتماع حقيقي. وأكد على لطفي أن المنظمة الديمقراطية للشغل ستنخرط في هذه الجبهة بشكل قوي وواعي ومسؤول، وشدد في نفس الآن، على أن المنظمة كمركزية نقابية لا يمكن لها إلا إن تكون مع كل الإطارات الاشتراكية والديمقراطية بهذه البلاد، ومع كل النضالات التي يخوضونها وفي مقدمتهم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يعتبر العمود الفقري للحركة الاشتراكية والديمقراطية بالمغرب، معبرا كذلك، في السياق ذاته، عن أن المنظمة الديمقراطية للشغل ستساهم بفعالية في اليوم الاحتجاجي المزمع تنظيمه نهاية هذا الأسبوع وستعمل على التعبئة الشاملة لذلك. وأجمع كل أعضاء المكتب الوطني في نفس اللقاء على أن المنظمة الديمقراطية للشغل على استعداد للتنسيق مع كل المركزيات النقابية من أجل صد هذه الهجمات الشرسة المتتالية على القدرة الشرائية للمواطنين والنضال من أجل احترام الحقوق والحريات النقابية ومحاربة كل تضيق عليها وانتزاع المطالب المشروعة.