يعتبر د. نصر فريد محمد واصل, مفتى الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الاسلامية, من الشخصيات الأزهرية التى تلقى قبولاً مجتمعياً ولم تتغير مواقفها السياسية بتغير النظام الحاكم.. وقد تعرض د. نصر لضغوط من نظام الرئيس الاسبق حسنى مبارك لإصدار فتوى بشأن إجازة تصدير الغاز للاحتلال أثناء توليه منصب مفتى الديار المصرية. حيث إن النظام المصرى أقاله من منصبه بعدها بفترة وجيزة فى سابقة نادرة الحدوث بمصر، ومن أسباب إقالته أيضاً أنه كان ضد توريث الحكم، وكانت إجابته عن التوريث: »التوريث الآن لا يجوز شرعا؛ لأن الشعوب لا تورث، إحنا مش تكية تباع أو تشترى، وإنما الشعوب لها إرادة وحرية فى اختيار من يرأسها«, بالإضافة لعدد من الفتاوى الأخرى التى اغضبت النظام فى حينها .ومع موجات ثورة يناير كان احد المؤيدين لها ومع صعود الإخوان للسلطة حاولوا استقطاب الرجل فعرضوا عليه منصب وزير للأوقاف وبعض المناصب الاخرى, الا انه رفض،وتم ترشيحه من قبل الأزهر كممثل فى لجنة اعداد دستور 2012 وخلال تلك الفترة تعامل الشيخ مع الجميع وبدأ الإخوان يدعونه فى كل مناسباتهم ويستدعيه الرئيس السابق محمد مرسى فى كل لقاء, حتى ان هناك من حسب مفتى الديار الاسبق على التيار, خاصة عندما قام بعقد قران نجلة المرشد العام للإخوان محمد بديع ورغم علاقة الشيخ بالإخوان, فإنهم لم يستطيعوا ان يجعلوه يغير من موقفه او يتراجع عن دفاعه عن ازهره ووسطيته وخلال هذا الحوار يجيب د.نصر فريد عن مستقبل الإخوان فى مصر ورأيه فى افكارهم وسبب سقوطهم, بالإضافة إلى عدد من الاسئلة الشائكة: فى البداية .. كيف ترى الوضع السياسى الراهن فى مصر؟ الوضع السياسى الراهن هو وضع ملتبس, فما يحدث الآن من ظروف غير طبيعية تؤثر على أمن وسلامة المواطنين, وهذا سببه عدم رضاء الجماعة التى كانت تتولى الحكم من الإخوان المسلمين والحرية والعدالة بالأمر الواقع بعد إصرار الشعب بغالبيته على التغيير, وقد حدث هذا بطريقة سلمية وساندته القيادات الدينية من الازهر والكنيسة والقوات المسلحة التى كانت على رأس الهيئات التى تريد عدم إراقة دماء أو وجود فتنة بين المصريين فتحقق ذلك بالفعل. لكن الأمور لم تستقر؟ نعم اصرار الفريق الذى كان يحكم ان الأمر انقلاب وهو ضد الشرعية السياسية وأيضا الشرعية الدينية, بمعنى أنه ضد الإسلام, أدى الى ما نحن فيه الآن من استعمال سلطة القوة ضد الشعب بطريقة فيها عنف وأيضًا خروج على قيادات الامن المسؤولة عن حماية الوطن من الجيش والشرطة والمؤسسات التى تحفظ حقوق المواطن، هذا الالتباس الكبير ادى الى صورة سلبية ضد الإسلام والمسلمين فى الخارج وتكريس ان الاسلام هو دين إرهاب كما كان الغرب يقول، وللأسف من كان يحكم باسم الإسلام لم يرض بالأمر الواقع وظل يدافع عن الشرعية السياسية والدينية وكأنه يدافع عن الإسلام والمسلمين، وهذا النهج السياسى غير مقبول, لأن من كان يحكم باسم الإسلام عليه أن يدعو إلى السلم والامن المجتمعى بين الناس، باعتباره فريضة دينية ودنيوية، بل ان الأمر يتطلب منهم اذا أصبح الوطن مهددًا أمنيا عليهم التنازل عن هذا الحكم رغبة واختيارًا، واذا كانوا يعتقدون انهم استبعدوا من الحكم بالاكراه وبسلطة الجيش يجب ان يعلموا ان هذه الخطوة هى أقل الضررين وواجب عليهم ان يقبلوا الامر الواقع ويعلنوا انهم رضوا به، تحقيقا للامن والسلام وان يعودوا مرة أخرى الى الشعب عن طريق الصندوق، لو كانوا فعلوا ذلك لارتفعت شعبيتهم فى هذه الحالة. هل هناك أطراف خارجية تحرك الأمور فى الداخل؟ أنا لا اتهم أحدًا بعينه, ولكن بما لاشك فيه ان ما يحدث الآن فى مصر يدار بأياد خارجية لا تريد لمصر الاصلاح وتريد هدم الجيش، ولذلك كل من وقع شهيدا أو ضحية لهذا الإرهاب اعتقد ان المسؤول عنه مسؤولية مباشرة هو من كان سببا مباشرا فى أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه وكان فى قدرته ان يعلن تنازله عن الحكم لتحقيق الأمن والسلام ويرغب فى الحفاظ على وطنه وجماعته وحزبه وان يحافظ على جمهوره وشعبيته حتى تزيد بدلا من تآكلها كما يحدث الآن. ما المطلوب من الإخوان الآن؟ لابد أن يعود الجميع الى وحدة الصف والكلمة وأن نصطلح ونتوب ونعلن أننا أخطأنا ويجب أن يحتوى بعضنا بعضا وأن نعترف بما وقع من عنف واهدار للممتلكات, فينبغى أن يتبرأوا ممن فعلوها، لأنه من المعلوم انه كانت تخترق صفوفهم لإحداث فتنة والقيام بالتخريب من أجل إلصاقها بهم، لتحقيق المآرب المقصودة لتدمير هذا الوطن ويجب ان يتذكر الجميع ما حدث فى العراق ويحدث فى سوريا وليبيا من تدخل خارجى وتقسيم العالم الإسلامى إلى دويلات ومن مقاصدهم استعمار الدول الإسلامية ولابد من الموافقة على خارطة الطريق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حتى يعود الاستقرار والامن مرة اخرى الى الوطن. هل ترى ان كلمة التيار الإسلامي مصطلح صحيح؟ لا أعتقد ان كلمة التيار الإسلامى هو مصطلح صحيح ,لأننا فى دولة غالبيتها مسلمون وكلهم تيار إسلامى, اما ان يكون هناك تيار يسمى إسلاميًا فماذا نسمى غيره هل نسميه غير اسلامىو فهذا هو الخلاف القائم بين الأحزاب الإسلامية وغير الإسلامية, والذى ادى الى انه عندما حدث خلاف فى الجانب السياسى اعتبر كأن غيرهم هم غير مسلمين وبالتالى حدث قتالهم باعتبار انهم خارجون عن النطاق الإسلامى, وكان ذلك مبررا لهذا العنف والفساد, ويقول الله سبحانه وتعالى »ولا تفسدوا فى الارض« حتى وصل الأمر إلى ما يمكن ان يكون فى بعض الأحيان محاربة لله ورسوله, سواء من قطع الطرق او الخروج المسلح و الخروج على الشرطة وقتل القائمين عليها وسحلهم وتخريب الكنائس والمساجد أحيانا واطلاق النيران فى كل الاتجاهات تحت شرعية الجانب السياسى وذلك تشويه للإسلام والمسلمين وارتداد إلى الخلف ومحاربة لله ورسوله, فمحاربة الله ورسوله كلمة مجازية فيعنى حق الله حق المجتمع ككل وسمى حق الله وحق رسوله حتى يكون إذا اعتدى الانسان على المجتمع وعلى الحق العام فانه بذلك اعتدى على حق الله ورسوله ومن الذى يقدر على محاربة الله ورسوله اذا الجزاء سيكون شديدًا جدًا. يقولون ما المشكلة فى المسميات الإسلامية؟ التسمية الآن فيها التباس, ورغم ان بعض المسميات مثل التيار الإسلامى السياسى أو الإخوان المسلمين تنتسب إلى المسلمين, الا انه يجب ان نفصل بين العمل السياسى والإسلام حتى لايظن البعض ان من يعارضهم يعارض دين الإسلام, فهى قضية سياسية وأرى الآن انه لا بد ان تجرد الامور السياسية كلها من الأحزاب الاسمية, فأرى أنه لابد ألا يكون تصنيف الاحزاب على الاساس الدينى, بل يجب ان تقوم على اساس سياسى واجتماعى بحت, وان الدولة عنوانها الرئيسى الإسلام ومصدر التشريع فيها هو دين الإسلام او الشريعة الإسلامية فيجب على الجميع ان يلتفت إلى هذا الاطار, فلا يجب ان يأتى أحد ويقول أنا الوحيد الذى أتكلم باسم الاسلام او أدافع عن الاسلام هذا خطأ كبير جدًا. إذا كان الصراع سياسيًا وليس دينياً, فما حكم من يقتل فى تلك المظاهرات؟ من يخرج فى مظاهرة مسلحة وفيها عنف او مقاومة للسلطات التى تدعو إلى تحقيق الأمن والأمان ومعطل لجميع مصالح الحياة الاجتماعية فإنه فى هذه الحالة يقتل نفسه فيقول الله »ولا تقتلوا أنفسكم »ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة«، اما اذا كان يخرج سلميا بعيدًا عن العنف ويطالب بالحق المشروع سواء سياسيًا أو اجتماعيًا ولن يقوم بقطع طريق ولم يضر أحدًا فلو قتل فى هذه الحالة فهو مظلوم وقد يكون شهيدا. كيف ترى سقوط الإخوان وتأثيره على قبولهم فى المجتمع؟ لو كان الأمر مر بطريقة سلمية ورضوا بالواقع لاختلف الأمر كثيرا بالنسبة لهم لأنى كما قلت انه خلاف سياسى وليس ديني , ففى الخلاف الرياضى الغالب والمغلوب يسلم بعضهم على بعض, فهذه لابد ان تكون رياضة سياسية, اما ان يتحول الخلاف السياسى الى خلاف دينى ويتحول الأمر إلى صراع باسم الدين وفتنة فهذا أمر أدى إلى تدنى صورتهم فى المجتمع وليس لهم الآن إلا أن يعودوا ويصلحوا ما أفسدوه ويعترفوا بالخطأ الذى اقترفوه ويعلموا انه خلاف سياسى وليس ديني , فإن لم يرجعوا ويعلنوا ذلك صراحة فإنه سيكون له تأثير سلبى كبير فى المستقبل على جماعة الإخوان المسلمين وحزبهم وعليهم ان يعودوا إلى رشدهم ويعلنوا للشعب أنهم أخطأوا فى تقديرهم مما ادى الى ما نحن عليه. هل تعتقد بأنهم يحتاجون إلى مراجعة فكرية؟ نعم بالفعل انهم بحاجة الى مراجعة فكرية للفصل بين الجانب السياسى الدينى والجانب السياسى الوضعى والصراع كله الآن صراع سياسى مدنى وضعى وليس صراعًا سياسيًا دينيًا, لأن الإسلام عقيدته دينية لكن دولته مدنية والدولة المدنية رأس الحكم فيها الآن مدنى وليس دينيً, وهذا هو الفارق الكبير جدًا وعليهم أن يراجعوا انفسهم فى هذا , لأن مراجعات النفس مطلوبة وغالبية المنتسبين لهذا الكيان من فئات المجتمع الغالبة ما عدا قياداتهم يظنون أنهم يدافعون عن الدين وأن السياسة والدين مرتبطان ببعضهما البعض وأنه جزء لايتجزأ وهذا صحيح ان الإسلام والسياسة جزء لا يتجزأ, لكن من خلال الفهم الصحيح من خلال ان العقيدة دينية اما الدولة فمدنية وان المجتمع والشعب هو الذى ينظم الجوانب المدنية فى مجال الحكم والسياسة والادارة وغيرها بطريقة بها توافق وبها تواصل بشرط الا يكون متعارضًا مع نص من كتاب الله او سنة رسوله بمعنى أنه لا يأتى نص يقول ان الصلاة ممنوعة أو أن المساجد تغلق أى أن يكون نص فى الدولة معارضًا للتشريع ولكن هذا لن يحدث لأن مبادئ الشريعة ملزمة للحاكم وللجميع. ماذا ترى طبيعة العلاقة بين الاخوان والدولة؟ الإخوان جزء من الشعب والعلاقة بينهما هى علاقة الدولة بجميع افرادها وجميع افراد المجتمع بغض النظر عن ماذا يسمى نفسه, سواء اخوانيا أو علمانيًا أو وسطيا أو رأسماليًا أو شيوعيًا, فكل هذه التسميات هى اصطلاحية مادام أنه لاينكر الإسلام وملتزم بالتشريعات التى لا تتعارض مع الاسلام وانه ملتزم بتنفيذها والعمل بمقتضاها هذا امر عادى لأن العبرة فى المضمون. كيف ترى الدعم الأمريكى للإخوان المسلمين مؤخرًا؟ هو ارتباط بعلاقات وسياسة خارجية ومصالح متشابكة, وهذا ما لاحظناه بدليل ان امريكا قتلت المسلمين فى افغانستان والعراق ودمرتهم والآن فى سوريا وهنا تدافع عن الشرعية فى الوقت الذى حاربت الإسلام والمسلمين واعلنوا ذلك بحجة أنهم مصدر الإرهاب فى كل مكان وهذا فيه تناقض وتعارض ويدل ذلك على انه توجد مصالح سياسية وانه فى نهاية الأمر يدير الأمريكان الأمور لصالح الصهيونية الأمريكية والتى تريد أن تكون هى المسيطرة على العالم كله واستعمار الاسلام والمسلمين وأن لم تكن مادية ستكون اقتصادية لأنهم يعلمون ان الإسلام هو السلام وينتشر كالشمس والهواء, لذلك يريدون ان يشوهوا هذه المعالم وان يقتتل المسلمون بعضهم ببعض وتنتشر الفتن وبالتالى يهيأ لهم الامر إلى دخول هذه البلاد. من وجهة نظرك, ما أسباب سقوط الإخوان؟ أنهم دمجوا بين السياسة الشرعية والسياسة الوضعية وظنوا انهم هم المدافعون عن الإسلام وعن المسلمين وان الإسلام بدونهم لا وجود له وعندما تولوا الحكم تمسكوا بسلطة الحكم وسلطة الحكم فى رأيهم هى سلطة الإسلام نفسها وهم يديرون الحكم باسم الإسلام وان صلاح العالم بوجودهم, لأنهم قادرون على تحكيم الإسلام عقيدة وشريعة وأعتقد أن بعض قياداتهم كانت تريد الوصول الى الحكم المدنى بغض النظر عن الإسلام وأن صلاحه معهم وأنهم هم الذين يقدرون عليه وأنهم يعلمون جيدا فى جانبهم الثقافى الغالب بأن الإسلام يستمر بهم وبغيرهم وان الله هو الذى حفظ الإسلام الى ان تقوم الساعة وان الله هو خير حافظ, فالإسلام سيستمر بهم وبغيرهم. واعتقد اللبس الذى حدث بين الجمهور والجماعات التى اعتقدت بالاستشهاد والفئة الاخرى المحبة أدى إلى التكتل وإلى الالتباس حتى وجدنا فى الاعتصام بناء الجسور وخلع الأحجار, فأصبحت حربًا حقيقية واصبحنا نخرب ونقطع الطرق باسم الشرعية والاسلام ولهذا السبب وصلوا إلى النتيجة النهائية المفزعة التى هم فيها الآن. يقولون إن مرسى له شرعية وبيعة فى رقاب الشعب وله أن يتم مدته فما رأيك؟ الشرعية للشعب لأنها قضية مدنية مرتبطة بالدستور والدستور ليس قرآنًا وهو تنظيم شعبى مدنى والشعب الذي وضع هذا الفعل هو الذي خرج وبغالبية عظمى, فيجب ان ننتبه الى ذلك لعدم حدوث فتنة فى المجتمع فالشرعية للشعب, فهو الذى أتى بالدستور وأتى بالحاكم ورضى بأن يكون التنظيم لفئة ما, ثم خرج الشعب بمجموعه على هذا التنظيم بمضمونه فهو صاحب الحق وهذا هو الذى حدث بدليل ان ثورة 25 يناير خرج الشعب على الحاكم وكنا نأمل ان يحدث فى 30 يونيو كما حدث فى الثورة السابقة حتى يمر الأمر بسلام وكان ينبغى ذلك على الحاكم الذى يحكم بسلطة الإسلام, أما الآخر فكان تنظيمًا مدنيًا بحتًا فكان الأولى به ان يحقن الدماء المصرية ويعود مرة اخرى الى الصندوق كما يقولون والذى لاحظناه بأنه يتمسك بالشرعية ويدافع عنها وهى دونه, مما أدى إلى ما هو فيه فكل ما حدث هو للأسف من قتال او دماء اريقت هو الذى يتحملها لانه لو كان خرج وقال انى رضيت بهذا طالما ان الشعب يريد هذا الامر, فأنا تنازلت والحق حق للشعب وهذا امر مدنى وليس ديني أو عقائدي وأننا سنعود مرة أخرى إلى الاحتكام للصناديق لزيادة شعبيتهم. دخول حماس فى المشهد السياسى المصرى, هل أثر على القضية الفلسطينية؟ نعم وبشكل كبير جدًا ومن حيث التطبيق العملى الفعلى أصبح له تأثير سلبى بدخول حماس لمساندتهم وما حدث فى سيناء وغيرها لكن كفلسطين هى كعقيدة عند الجميع لأن بها القدس, لكن للأسف أنها أثرت سلبيًا فى هذا الجانب. هل ترى ان ما يحدث فى سيناء مساندة للإخوان أم أنها بعيدة عن ذلك؟ للأسف ليس مساندة للإخوان, إنما هى فرصة اتيحت لهم وهذا وراءه تنظيم عالمى لا علاقة له بالاسلام, لأن الإسلام سلام للعالم كله وان ما يحدث الآن هو افساد فى الأرض ومحاربة لخير اجناد الأرض, وبالتالى محاربة لله ورسوله لأنه عندما يقول الرسول بأنهم خير أجناد الأرض ونحن نحاربهم ونقتلهم بغض النظر عن اى ذريعة مهما كانت فهم فى هذه الحالة بعد ما كانوا يكفرون غيرهم هم دخلوا فى إطار محاربة الله ورسوله فبالعقلية البسيطة دخلوا فى دائرة الخروج عن أحكام الله ورسوله وندعو الله ان يعيدهم الى رشدهم ويعلمون انهم يحاربون الله ورسوله, فكيف نتصور هذا عندما يحاربون خير أجناد الأرض, فإنهم بذلك يكذبون رسول الله ويردونه بقوله. بعد الأحداث الأخيرة, ما النسبة التى يمكن أن يحصل عليها الإخوان لو خاضوا الانتخابات البرلمانية القادمة؟ أعتقد أنهم لن يأخذوا شيئًا ولن يحصلوا إلا على صوت من يتعاطف معهم, ولكن اعتقد أيضًا بأن المتعاطفين معهم معظمهم لن يؤيدوهم الآن. وماذا عن السلفيين؟ لابد على السلفيين ان يعلنوا موقفهم صراحة فهم يتكلمون بجانب دينى وحزبهم سياسى, فلابد ان يفصلوا بين الجانب الدينى والسياسى وان يكون موقفهم سياسيًا يتسم بالوسطية والاعتدال, لأننا نرى من هذا الحزب من يتشدد فلابد ان يكون فى ذلك الأمر اعتدالية الإسلام ولابد ان تسود الوسطية بعيدا عن التعصب والحزبية والآن يحاول السلفيون ان يمدوا أيديهم إلى الأزهر وهذا عمل جيد، ولكن عليهم أن يطبقوا عمليا سياسة الأزهر العلمية والدينية من حيث الوسطية بعيدًا عن التشدد. أفهم من فضيلتك أنك لا تنادى بفصل الدين عن السياسة ولكن تنأى بعدم استخدام الدين فى السياسة؟ أفرق بين السياسة الوضعية والسياسة الشرعية, فالسياسة الوضعية القائمة الآن لابد من فصل الدين عن السياسة إنما السياسة الشرعية هى تطبيق الشرع عمليا من خلال عقيدة الإنسان وعمله ومن خلال الدستور الذى يفرض على الجميع, لأن الدستور مصدر التشريع هو الشريعة الإسلامية، وهو اساس الدولة ومصدر التشريع فيها الدستور الذى يحكم الجميع بلا استثناء وعلىَّ ان ألتزم بعقيدتى وأن اطبق ما يلزمة التشريع والدستور والسياسة الوضعية بها تشريع يحكمنى ومصدره هو الشريعة الاسلامية. ما علاقة الإخوان بالأزهر وهل مارس السياسة مؤخرًا؟ الأزهر ليس جهة سياسية والجميع عنده سواء, ولكن الازهر منهجه علمى وإسلامى ويوضح للجميع الإسلام والشرع وعندما يطلب منه ان يوضح الشرع فى امر مختلف عليه يوضحه دون الانحياز لشخص او فصيل, فالأزهر ليس له علاقة بالسياسة فى مجال التطبيق العملى وهو مؤسسة مشورة ويقول رأيه دون تعصب لأى أحد. هل حاول الإخوان اختراقه قبل ذلك؟ لا أعتقد أن الإخوان يحاولون اختراقه, لأن الأزهر بطول تاريخه وسطى ولم يقدر أحد أن يخترقه أو يبعده عن وسطيته. شاركت فى دستور 2012 وتم تعديل بعض مواده مؤخرًا من لجنة العشرة, فهل يحتاج تعديلاً جديدًا أم أنه جيد؟ بلاشك أن دستور 2012 كانت به مواد جيدة رغم الاختلاف على بعضها فيه, إلا انه يمكن تعديلها وهو ليس قرآنًا، ويمكن ان نتواصل فى التعديل الى توافق على نفس المواد المختلف عليها فى دستور 2012 حتى تكون مواد مرضية تماما. وماذا عن المادة 219 الخاصة بتفسير المادة الثانية؟ بقاء المادة 219 مثل عدمها, فهى لا تضر لأنها موضحة كيف يتم تفسير المادة الثانية والأزهر يفعل ذلك, سواء كتبت أم لم تكتب وإذا حذفت سوف تكون تفسيرها الى المحكمة الدستورية ثم تقوم الدستورية بإرسالها إلى الأزهر لتفسير مبادئ الشريعة الإسلامية، وبالتالى فإن وجودها كعدمه لا تضر ولا تنفع وإذا اتفق الأعضاء على بقائها تبقى وإلا فتلغى. كيف ترى وجود الإخوان فى المستقبل؟ الإخوان يستطيعون أن ينخرطوا فى المجال السياسى وأن يتبرأوا من اعمال العنف وان يعودوا الى حظيرة الدولة مرة اخرى ، واطالب من فى السلطة الا ينحى أحد من أبناء المجتمع إلا من ارتكب جريمة جنائية فالجميع سواء, فأنا لست مع العزل السياسى إلا بحكم القضاء ومن ثبت ضده جرائم سياسية والشرع الحنيف ايضا لا يقبل بعزل أحد سياسيا.