الفنان والمبدع عبد الوهاب الدكالي، يعتبر أحد عمالقة الطرب المغربي، وأحد رموز الطرب الكلاسيكي المغربي والعربي الأصيل، أعطى الكثير للأغنية المغربية العصرية، اشتهرت أغانيه في العالم العربي، كما لقيت نجاحا على المستوى العالمي. الموسيقار عبد الوهاب الدكالي من مواليد سنة 1941 بمدينة فاس، درس بثانوية مولاي ادريس، وكان يحلم أن يكون طبيبا أو ديبلوماسيا، لكن عالم الفن جذبه، فمنذ صغره كان مولعا بالفن، فميله للفن كان أقوى جاذبية. مارس الرسم والتمثيل، وتلقى المبادئ الأولى في الموسيقى بفاس. كان الدكالي يعشق الطبيعة، وكان يتردد على حديقة العاصمة العلمية "جنان السبيل"، وقيل أنه كان يجلس في مقهى تلك الحديقة، ليستمع للأغاني الشرقية، وللتمتع بمناظر الحديقة الخلابة الرائعة، بتنظيمها المميز، وبالهدوء والسكينة، و بأنواع أشجارها الكثيفة، وأصوات الطيور، والعديد من النافورات، والجداول والأحواض التي بداخلها أسماك ملونة تسبح، وبساتين من النباتات الفريدة، والعديد من أنواع المغروسات، ومستطيلات ومربعات وأشكال أخرى من العشب والورد والأزهار، وعلى أرصفة الممرات هناك كراسي خاصة بالجلوس. يجلس الدكالي في تلك المقهى المشهورة ليتواصل مع الطبيعة، أمام خرير المياه، ونغمات العصافير، وحركات ودوران "الناعورة" في الماء، ويستمع إلى أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم.. بدأ الفنان عبد الوهاب الدكالي حياته الفنية سنة 1957، في برنامج إذاعي خاص باكتشاف المواهب، وأيضا حينما شجعته أخته ليصعد إلى خشبة المسرح في أحد المهرجانات الاقليمية للأغنية المغربية، ليغني لأول مرة أغنية "النهر الخالد" للفنان محمد عبد الوهاب، فنال إعجاب الجمهور الحاضر، وكاد يحصل على جائزة ذلك المهرجان، إلا أنها «سرقت» منه وسلمت لشخص آخر. الفنان الدكالي ملحن ومطرب وعازف على آلة العود بامتياز، استقر بالعاصمة الاقتصادية في الفترة التي اشتهرت فيها الدارالبيضاء ب"دي ستيام إطاج"، (حينما كانت بها أكبر عمارة، تحتوي على 17 طابقا)، كان بيته في الطابق الأعلى للعمارة. سجل الدكالي أول أغنية له سنة 1959، ووضع أول ألحانه لأغنية "أنا مخاصمك" سنة 1960، والتي وضع كلماتها الزجال الفنان المسرحي أحمد الطيب العلج. وبعد سنتين سيرحل إلى مصر سنة 1962، حيث قضى ثلاث سنوات في بداية مشواره الفني بالقاهرة، من أجل التقرب من نجوم الطرب الشرقي، والتعرف على الفنانين، وكانت تربطه علاقات إنسانية مع العديد منهم مثل فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ وغيرهم. في سنة 1965 سيعود إلى وطنه، ليشق طريقه في الفن، وينحت اسمه ضمن عباقرة الفن في العالم، وسيتألق الدكالي في الموسيقى واللحن والغناء، ويصبح نجما من نجوم الأغنية المغربية العصرية، وعملاقا في الإبداع، تميزت إبداعاته بالكلمة الصادقة واللحن الجميل والموسيقى الرائعة.