أصبح الصمت المطبق للإدارة المركزية لمنظمة الهلال الأحمر المغربي إزاء ما يحدث بالناظور من اختلالات وتجاوزات خطيرة تمس مصداقية هذه المنظمة ذات البعد التطوعي والإنساني يطرح أكثر من علامة استفهام!... قبل أربعة أشهر، قدم المسؤول عن مالية المنظمة بمكتب الناظور استقالته وكان الأمر يستلزم من الإدارة المركزية استفساره -ولو من باب حب الإطلاع- عن الأسباب التي دفعت الأمين إلى اتخاذ قراره هذا خصوصا وأن الأمر يتعلق بطبيب له دراية بالمهام الإنسانية النبيلة للهلال الأحمر المغربي ويقدر المسؤولية وحجمها. والخطير أنه بدلا من الاستماع لأسباب الإستقالة، أقدم رئيس مكتب الناظور للهلال الأحمر المغربي على عقد ما سماه بجمع عام -وهو خيالي- تم خلاله تعيين أمين مال جديد دون علم أعضاء المكتب بذلك... والسبب يعود إلى تواطؤ السلطة المحلية في شخص رئيس الملحقة الإدارية الأولى مع رئيس المكتب. وبعد الضجة التي عرفتها مدينة الناظور جراء التجاوزات التي تعرفها المنظمة على الصعيد المحلي، والتقرير الذي رفعته منظمات حقوقية للإدارة المركزية للمنظمة والذي يستعرض بعضا من هذه التجاوزات، بادر رئيس المكتب إلى الدعوة لعقد اجتماع لأعضاء المكتب مساء الجمعة الأخير، غير أن الأعضاء لم يستجيبوا لهذه الدعوة. ويسود الإقليم تذمر كبير من الحالة التي آلت إليها الأوضاع داخل الهلال الأحمر المغربي بالناظور الذي أقام قبل أسابيع حفل غذاء فاخر أحضرت فيه اللحوم والدواجن وما لذ وطاب من الفواكه، بينما المنظمة في حاجة لمن يساعدها لمساعدة المحتاجين للأدوية والأدوات الطبية وليس للمآدب الفاخرة. ويتضح جليا أن المكتب الحالي يهمه خدمة أجندات فئات متنفذة وتحقيق أغراض انتخابية وهو الشيء الذي لن نسمح به حفاظا على مصداقية المنظمة.