علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن القنصل العام المغربي بمدينة امستردام الهولندية، محمد موعدي غادر على وجه السرعة الرباط في اتجاه أمستردام على خلفية «اقتحام» مجموعة من الشباب الهولندي من بينهم واحد من أصل مغربي، مبنى في ملكية المملكة المغربية. ويأتي هذا الحدث بعد أقل من أسبوعين من الرسالة السامية لجلالة الملك التي ألقاها نيابة سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون في الجلسة الافتتاحية للندوة السفراء المغاربة في الخارج، والتي طالب فيها جلالة الملك محمد السادس بإعطاء الدبلوماسية الثقافية ما تستحقه من دعم وتشجيع وخاصة من خلال إقامة دور المغرب، والمراكز والمصالح الثقافية بالخارج، وتكثيف الأنشطة الفنية، وتنظيم المعارض، للتعريف بالرصيد الحضاري والثقافي العريق للمغرب، وتعزيز إشعاعه دوليا، والتعريف بهويته الموحدة الأصيلة، والغنية بتعدد روافدها. وأفاد مصدر ديبلوماسي قريب من الملف «أنه من المتوقع أن يكون القنصل العام المغربي، محمد موعدي، «قد التحق أمس الأربعاء بمقر عمله بالقنصلية العامة المغربية بمدينة امستردام الهولندية ليتابع عن قرب تطورات ملف احتلال المبنى المغربي الذي تعمل الرباط على ترميمه ليصبح مركزا ثقافيا بالأراضي المنخفضة». وكشف ذات المصدر أن القنصل العام المغربي بمدينة امستردام الهولندية، محمد موعدي أجرى اتصالات مكثفة منذ «اقتحام» المبنى وطيلة اليومين السابقين مع كل الأطراف ذات العلاقة بمشروع «دار المغرب»، الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج خاصة مديرية العمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لإيجاد السبل الكفيلة بمواجهة هذا الوضع. وكانت من الشباب الهولندي من أصول مختلفة من بينهم واحد من أصل مغربي قد اقتحمت مساء الأحد الماضي مبنى تاريخي في ملكية المملكة المغربية. ولاتزال هذه المجموعة التي تتكون من خمسين فردا، تحتل، كما نقلت ذلك تقارير صحفية هولندية، هذا المبنى التاريخي الذي كان في ملكية جامعة أمستردام قبل أن تبيعه هذه الأخيرة للملكة المغربية بمبلغ 2 مليون و200 الف أورو، أي ما يعادل 2 مليار ونصف مليار سنتيم مغربي. وقال السفير المغربي بالعاصمة الهولندية لاهاي، عبد الوهاب البلوقي ««إننا في تواصل مستمر مع السلطات الهولندية لايجاد حل لمسألة احتلال هذا المبنى الذي يعتبر ملكا للمغرب». وأوضح، عبد الوهاب البلوقي أن مصالحه القنصلية بمدينة امستردام الهولندية تقدمت الاثنين بشكاية للسلطات الهولندية، مشيرا في الآن ذاته، إلى أن القضية في طريقها إلى الحل وتسير نحو إفراغ المحتلين من البناية». ويذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها الشباب «المستوطنون» للبنايات الفارغة، بناية في ملكية المغرب بل حدث ذلك أكثر من مرة في وقت سابق. وأوردت تقارير صحفية هولندية عن الشاب الهولندي من أصل مغربي قوله إنه هو صاحب «مبادرة» اقتحام المبنى، الذي وضعت على واجهته لافتة «بدون مساعدات مالية لدينا الآن دار للحي»، أنه «قام باحتلاله رفقة الشباب «احتجاجا على تدخل المغرب في شؤون الجالية المغربية المقيمة في الديار الهولندية». وأفاد الموقع الإخباري الهولندي «باروول» أن هذا الشاب، الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه أنه «سيقوم بتحويل البناية لمأوى للنساء المغربيات لمساعدتهن لأن المآوي الهولندية، حسب رأيه، لا تقوم بالدور المطلوب منها» الأمر الذي من شأنه أن يسهم، يضيف، في مزيد من تحرر النساء المغربيات. وأوردت تقارير صحفية هولندية على لسان ديبلوماسي مغربي في امستردام قوله «أنه على علم باحتلال البناية،» واصفة تصريحه بأنه يمتح من معجم الحرب عندما اعتبر البناية على أرض مغربية يحتلها شباب بعد اقتحامها. وإلى ذلك علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، عبد اللطيف معزوز قد «أنهى مهام» مولاي البدراوي، المكلف بمهمة تهم اساسا الجانب اللوجستي لدى الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج منذ 25 من يوليوز المنصرم، بعدما أنهى في وقت سابق مهام الحسين أكرجاي، مدير العمل الاقتصادي والسوسيوثقافي ليحل محله جواد الدقيوق. وأوضحت مصادر متطابقة أن الوضع الذي تعيشه بناية دارالمغرب بامستردام، التي من المرتقب ان تفتتح ابوابها في السنة القادمة، يشبه الوضع الذي يعيشه «المركز الثقافي بتونس (مبرة محمد الخامس)، والمركز الثقافي بطرابلس بليبيا، ودارالمغرب بمونتريال، الذي يوجد بدون مدير إلى الآن، و«داركم» ببروكسيل بعد تراجع السلطات البلجيكية عن دعم المشروع.