في أول تظاهرة من نوعها على مستوى المنطقة، وبعد عدة عراقيل ومعيقات غير متوقعة، نجحت 11 جمعية محلية في الإعلان عن تنظيم «مهرجان الأرز الأول»، والذي قررت انطلاق فعالياته يوم الجمعة 6 شتنبر 2013، ب « ارسكازيظ ويوان»، على تراب جماعة أم الربيع بإقليم خنيفرة، يتضمن عدة فقرات متنوعة وفنون عريقة وعروض فكرية ولوحات فولكلورية ومسابقات رياضية، ولم يفت المنظمين التعبير عن أملهم في جعل هذا المهرجان حدثا سنويا حتى يظل رافدا قويا للتنمية والثقافة المحلية، وموسما حقيقيا لتطوير السياحة الجبلية بمنطقة شهيرة وطنيا وعالميا بعيونها ومنتجعاتها الطبيعية. والمؤكد أن منظمي المهرجان قد أصابوا في اختيار اسم المهرجان وربطه ب «الأرز»، باعتبار شجرة الأرز، أو « الذهب الأخضر» كما يسميه الكثيرون، يعتبر رهانا استراتيجيا وتنمويا وإيكولوجيا، وثروة تتطلب من الجميع حمايتها والتحسيس بأهمية منظمومتها الاقتصادية والبيئية والإنسانية والثقافية، ومن الضروري التفكير الجدي في وضع مشاريع تنموية ومدرة للدخل لفائدة السكان المحيطين بالغابات على أساس أن الكثيرين منهم يساهمون، عن قصد أو دونه، في تدمير هذه الغابات بدافع الحاجة والفقر، ولم يعد خافيا ما تتعرض له الثروة الغابوية يوميا من قطع عشوائي ورعي جائر، ومظاهر مضرة بهذه الثروة، وكذا لما تعرفه من نهب واستنزاف وتخريب على يد مافيات تنشط في هذا المجال. المهرجان الذي يحمل شعار «العمل الجمعوي التشاركي دعامة أساسية للتنمية»، والذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام، من 6 إلى 9 شتنبر 2013، تقرر رفع الستار عنه بزيارة أروقة ومعارض وخيام للجمعيات المشاركة، ثم عروض في الفروسية التقليدية تعبيرا عن افتخار المنطقة بالحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأمازيغي المغربي العريق وأصالته المتجذرة. تلي ذلك مسابقات في الرماية لما لها هي أيضا من مكانة في ثقافة المنطقة، بينما فضل المنظمون افتتاح المهرجان بنهاية دوري في كرة القدم، ومنافسات في العدو الريفي (ثلاث فئات) على مدار مغلق بعين المكان، كما سيتم، خلال المهرجان، تنظيم سباق محلي في رياضة الدراجات الجبلية، علما أن هذه الرياضة الأخيرة قد ازدهرت على تراب مريرت وضواحيها، واحتضنت عدة تظاهرات وطنية، ومن خلال المشاركة الرياضية سيعيش زوار المهرجان مع استعراض في فنون القتال، وذلك كله في إشارة من المنظمين لجعل من المهرجان الأول حلقة وصل بين التنمية والرياضة، ونقطة لتعاقد اجتماعي بين مختلف المكونات والفعاليات المحلية. «مهرجان الأرز الأول» يتضمن بالتالي مشاركة عدة فرق فولكلورية فنية محلية سيتم افتتاح بها أمسية التظاهرة، ليكون سكان المنطقة، في اليوم الموالي، على موعد مع الجمعيات المشاركة بحملة توعية وتحسيس حول المحافظة على البيئة، مع توزيع مطويات في هذا المضمار، على الزوار والسكان، نظرا لما تكسيه المنطقة من مكانة على خريطة المناطق السياحية والطبيعية. وصلة بالتظاهرة، ارتأى منظمو المهرجان أيضا تنظيم حفل زفاف بتقاليد وعادات آيت سكوكو، والذي ستليه سهرة فنية بمشاركة فنانين من المنطقة، وانطلاقا من تسمية المهرجان ب»الأرز»، قرر المنظمون تنظيم ندوة حول «السياحة الجبلية ورهانات التنمية»، وتشمل مداخلة حول «شجرة الأرز» وأخرى حول «السياحة الجبلية»، والتي ستتوج بزيارة ميدانية إلى غابة «سيدي مكيظ» بمنطقة «إجدران»، وتثبيت لوحات تحسيسية للمحافظة على الغابة. وينتظر، حسب البرنامج، أن تختتم فعاليات «مهرجان الأرز» بمسابقات في الألعاب الأمازيغية، سيما منها لعبتي «ثبناي» و»تلعشة» في سياق صيانة الثقافة الشعبية للمنطقة، وبعدها سيتم تكريم بعض الفعاليات المحلية، وتوزيع جوائز وشهادات تقديرية على الفائزين في المسابقات، وعلى التلاميذ المتفوقين في الدراسة، سيما المستوى الإعدادي، بهدف الإسهام في جهود تشجيع التمدرس وتحفيز تلاميذ العالم القروي. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعيات المحلية ال 11 المنظمة للمهرجان، هي أغنيلوس، ويوان، أطلس ويوان، اعشاقن، عيون أم الربيع، فتح بوخميس، أسيف أزداك، ألمو، أكدال، أكوز، وتغروت واراي.