ارتأى منظمو «مهرجان تايمات للثقافة الأمازيغية»، المقرر انطلاق فعالياته بآيت إسحاق بإقليم خنيفرة، يوم الخميس المقبل 22 غشت 2013، أن يعقدوا لقاء صحفيا بخنيفرة، من أجل عرض برنامج الدورة الخامسة لهذا المهرجان الذي أضحى سنة دائمة كل عام، حيث لم يفت منظمي المهرجان الطموح لبلوغ 30 ألف زائر هذه السنة على خلفية ما يتضمنه من فقرات ثقافية وفنون عريقة ولوحات فولكلورية وسهرات غنائية واستعراضات فروسية وقراءات شعرية ومباريات في الرياضة والقنص والرماية، ثم موكب ختان لفائدة أطفال المنطقة، وندوة فكرية حول «التنمية الذاتية كركيزة أساسية لنهضة وتدبير العمل الجمعوي والجماعي»، وأكد المنظمون أن من أهداف المهرجان هو فسح المجال أمام الساكنة لخلق رواج اقتصادي، وتعريف الزوار بالمؤهلات التي تزخر بها المنطقة، مع تطلع شديد لتطوير هذا المهرجان وإعطائه صبغة وطنية بامتياز. المهرجان المنظم هذه السنة تحت شعار «التنمية المحلية بين تعدد الاكراهات وتحديات المستقبل»، الذي سيمتد على مدى ثلاثة أيام، من 22 إلى 24 غشت 2013، ينظمه المجلس القروي لآيت إسحاق، بشراكة مع جمعيات وفعاليات محلية وجالية المنطقة، وقد تقرر انطلاقه باستعراضات في الفروسية التقليدية وفن التبوريدة، بمشاركة فرسان من آيت إسحاق، واومانة، تيغسالين، سيدي يحيى وسعد، زاوية الشيخ، القصيبة، اغبالة وتادلة، وخلالها سيتم تنظيم حفل توزيع جوائز على حاصلين على أعلى معدل بالبكالوريا، ثم على الفرسان الصغار لتغسالين وآيت إسحاق الفائزين بالمرتبة الأولى والثانية وطنيا بدار السلام بالعاصمة الرباط، كما سيتم تسليم جائزة على نادي آيت إسحاق للكرة الحديدية لفوزه بمراتب مهمة بعدة مباريات وطنية، إضافة إلى جائزة تقرر تسليمها لزوهير واحي كأحسن ممثل بدورة تنغير للمسرح الأمازيغي. رئيس لجنة الإعلام والثقافة أكد في الندوة الصحفية، المنعقدة مساء يوم الأربعاء الماضي، أن النسخة الخامسة من المهرجان تطمح أكثر لأن تعطي حمولة وازنة حتى لا يكون «مجرد تظاهرة استعراضية عابرة»، بل أن يكون «حلقة وصل بين التنمية والثقافة، ورسالة علنية من أجل الرقي بالتنمية المحلية حتى تكون قادرة على استشراف المستقبل»، مع تجاوز الاكراهات والتحديات، من حيث أن المهرجان، يضيف رئيس لجنة الإعلام، أضحى «محطة لتجديد التعاقد الاجتماعي محليا بين مختلف المكونات والفعاليات وهيئات المجتمع المدني»، وخلال استعراضه لفقرات برنامج المهرجان، توقف المتحدث عند الفقرات الفولكلورية والغنائية المبرمجة بتأكيده أن من خلال هذه الفنون التعبيرية وطقوسها الاحتفالية بتنا نقف على مطالب ومشاعر الساكنة. رئيس المجلس القروي لآيت إسحاق، افتتح كلمته بتقسيم المهرجان إلى ثلاثة مرتكزات من خلال قراءة بنيوية للتظاهرة، ليركز على جانب الفروسية التي اعتمد عليها المهرجان حفاظا على هذا الموروث الثقافي الأمازيغي المغربي العريق وأصالته المتجذرة، ولم يفت رئيس المجلس في هذا الصدد الإشارة إلى أن المنطقة باتت تعرف اتساعا في مجال فرق الفروسية، إذ لم تكن عام 2009 تتجاوز «سربة واحدة» لتبلغ، خلال العام الحالي، إلى نحو 14 «سربة»، وبينما ذكر بحصول شباب فرسان المنطقة على ميداليتين بدار السلام بالرباط، استعرض معاناة جمعيات الفروسية مع انعدام الدعم المادي، ليعد في هذا الشأن بطرق باب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. إلى ذلك تقدم عضو بإدارة المهرجان لمراسلي الصحف الوطنية بقراءة مستفيضة لما يتضمنه ملصق المهرجان، وما سيتم تحقيقه بالمنطقة على المستوى الثقافي، ومن ذلك بناء مركز للاستقبال في إطار تشجيع السياحة الجبلية. ممثلو المنابر الإعلامية، ومدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء، تقدموا بعدة تساؤلات، منها أساسا ما يتعلق بهوية المهرجان، والسياحة الجبلية والصناعة التقليدية، والزاوية الدلائية التي يتم تغييبها في كل دورة، وحول هذه الأخيرة اكتفى رئيس المجلس القروي، في معرض أجوبته، بما تم إحداثه بمحيطها من مشاريع، وبمدى اهتمام فعاليات وشباب آيت إسحاق بهذه الزاوية التاريخية، ولم يفته التعبير عن أسفه حيال وزارة الثقافة التي اعتبرتها زاوية غير مصنفة ضمن المآثر المغربية، علما أن تاريخها يعود إلى عام 1566م على يد أبو بكر المجاطي لتتطور في عهد ابنه محمد أبي بكر الذي تولى قيادتها عام 1612 م، وكانت غايتها صوفية دينية لتتحول إلى حركة سياسية بعد اندحار الحكم السعدي، وقد كانت بها خزانة كبرى اندثرت كتبها بين عدة خزانات.