ترسو السفينة الحربية الهولندية «هنلمس روتردام» منذ الأحد الماضي بميناء الدارالبيضاء وعلى متنها طاقم من البحرية الهولندية في زيارة تعاون واستكشاف للأراضي المغربية تتواصل الى منتصف هذا الشهر. وتعتبر السفينة الحربية الهولندية «هنلمس روتردام»، التي غادرت المياه الهولندية في 25 غشت الماضي في رحلة ستقودها بالإضافة الى المغرب إلى كل من السينغال، غانا، البينين ونيجريا قبل أن تعود إلى الاراضي المنخفضة في منتصف نونبر المقبل، واحدة من أهم القطع الحربية للمملكة الهولندية. وكان قبطان السفينة جان هالسكر، قد أكد في معرض رده عن سؤال ل«الاتحاد الاشتراكي» الاثنين الماضي في لقائه ببعض ممثلي وسائل الإعلام، ان هذه الزيارة هي «تأكيد للتعاون العسكري بين المملكتين المغربية والأراضي المنخفضة وتعزيز للعلاقات الثنائية بين البلدين». وأضاف هالسكر «أن رسو الباخرة الآن بميناء الدارالبيضاء يعد بمثابة شهادة على العلاقات المتميزة بين المغرب وهولندا التي تعود الى ازيد من أربعة قرون». وأكد، قبطان السفينة، الذي كان يتحدث في حضور سفير المملكة الهولندية بالرباط، رونالد جيرارد ستريكر «أن الاهداف الثلاثة لهذه القطعة الحربية تتمثل في «الدفاع»، «التنمية»، و«الديبلوماسية» (الدالات الثلاث»، وهو ما تترجمه عمليا من خلال رحلة التعاون الاستكشاف «الرياح الافريقية»، التي تعتبر جزءا من برنامج «أ. بي.إس» المبادرة الامريكية للتعاون العسكري مع دول افريقيا بدعم من الدول الأوربية. وخلص قبطان السفينة إلى أن مهمة الباخرة سلمية، تعزيز قدرات راكبيها لمواجهة التحديات و الاشكالات التي تعيشها السواحل الغربية للقارة الافريقية، وتنفيذ برامج عسكرية في إطار مبادرات وقائية في احترام تام للقوانين الدولية، والحفاظ على السلام والاستقرار بالمجالات البحرية. وللإشارة، فالسفينة الحربية الهولندية «هنلمس روتردام» تضم 150 بحارا ضمن طاقمها، حوالي 10 بالمائة منهم نساء كما يمكنها حمل اكثر من 650 شخصا، وتتوفر على مستشفى وأرضية لاقلاع مروحيات، وحمل العتاد واللوجستيك العسكري بشتى أنواعه. ومن جانبه، أكد سفير المملكة الهولندية بالرباط، رونالد جيرارد ستريكر ان هذه زيارة السفينة الحربية الهولندية «هنلمس روتردام» للمغرب، ستمكن من لقاء العديد من المسؤولين المغاربة، ومناسبة للتباحث مع نظرائهم حول سبل التعاون العسكري بين البلدين، وكذا برمجة تمارين عسكرية مشتركة بين البحرية المغربية والهولندية التي سبقها استفادة البحرية الملكية المغربية من تأطير ميداني من قبل ضباط هولنديين، وكذا تفعيل الاتفاقيتين العسكريتين الموقعتين في ماي الماضي. وتندرج اتفاقيتا التعاون العسكري بين المغرب وهولندا في إطار تقوية العلاقات بين المملكتين في مجال التعاون العسكري. وتهدف الاتفاقية الأولى إلى تنمية التعاون في مجال الأمن والدفاع وتعزيز التعاون التقني عبر التكوين والتداريب والتمارين المشتركة، وتبادل زيارات الوفود الرسمية والخبراء، فيما تهم الاتفاقية الثانية نظام القوات المدعوة للتواجد فوق أراضي أحد الطرفين في إطار أنشطة التعاون، والتي تحدد شروط تنظيم هذه الأنشطة والنظام القانوني المطبق على القوات المسلحة للطرفين أثناء مزاولة هذه الأنشطة.